كتاب الرائ

مكيافلي بين الأمير والمطارحات 3/1

محمد أبوالقاسم الككلي

تعود شهرة نيقولو مكيافلي إلى كتابه الأمير رغم أهمية كتبه الأخرى ومنها المطارحات، إلى أنه صغير الحجم وكثافة مادته من ناحية اخرى، وهو ما ساعد على نقله إلى كافة اللغات ومنها العربية ‘ عندما كتب مكيافلي الأمير وطرح فيه آرائه السياسية، أحدث ضجة في ذلك الوقت نظرا لما انطوت عليه من الخروج على العقائدية التي كانت سائدة آنذاك، لكن كثير من المفكرين اعتبروا ارائه بوصفها طريقة علمية للاستقراء، ومن أسس علم السياسة ‘ وعلى الرغم من أن العصر الذي عاش فيه وظهرت فيه آرائه كان بداية ثورة في مجالات الفكر تمثلت في عصري النهضة، والإصلاح الديني التي أدت بدورها إلى ظهور، مارتن لوثر، جون كالفن، نيوتن، غاليلو، كوبرنيكس الخ إلى أن آراء مكيافلي كانت غريبة بالنسبة لعصره، وقد تم استنكارها واستهجانها، ووصل الأمر إلى حد منع كتبه من التداول في أكثر من بلد حتى نهاية القرن التاسع عشر ‘ يقول ليسلي ووكر في مقدمته للطبعة الانجليزية التي تم تضمينها في الترجمة العربية للمطارحات في طبعتها الأولى الصادرة عام 1962 م أن القاريء سيرى في النسخة التي أصدرها بيرد عن المبدأ، وفي كتاب فيلاري عن حياة مكيافلي وعصره، صورة من المعارضة القوية التي واجهت طباعة كتبه في البداية، على الرغم من قيام بلادو بإصدار الطبعة الأولى من المطارحات في روما عام 1531 م وصدرت طبعة كتاب الأمير في السنة التالية بموافقة البابا كليمنت السابع، ولم يقتصر نقد مكيافلي على رجال الدين، ففي كل مكان تواجدت فيه مؤلفاته سواء في إيطاليا، فرنسا، اسبانيا، ألمانيا، البرتغال، انجلترا، كانت هناك دائما ضجة واحتجاج يشترك فيه البروتساتانت والكاثوليك على حد سواء، مما أدى في عام 1559 م إلى منع جميع مؤلفات مكيافلي من التدوال ‘ ويرى كل من بيرد وفيلاري أن نقد آراء مكيافلي كان مبكر وعنيف وشخصي في الغالب ومرتكز على دراسة سطحية وسوء فهم لأفكار مكيافلي وما استهدفه من كتاباته ‘

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button