مناطق منكوبة في شرق ليبيا بسبب العاصفة دانيال
تعرضت عدة مناطق شرقي ليبيا على مدار اليومين الماضيين لموجة من الطقس السيء، حيث شهدت فيضانات وأمطار غزيرة تسببت في سقوط قتلى، وإعلان “مناطق منكوبة”، وتعليق الدراسة في مناطق تعليمية تأثرت بفعل العاصفة “دانيال”، القادمة من اليونان والتي تصل غربي مصر، في وقت لاحق الإثنين.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية المصرية، الإثنين، إن العاصفة “تتجه الآن إلى الحدود المصرية”، موضحة أن تأثيرها “يصل مدن السلوم وسيوة ومطروح غربي البلاد، على أن تصل الإسكندرية في المساء”.
وتابعت: “تتأثر البلاد بسرعات الرياح ورمال مثارة على مناطق من القاهرة الكبرى، ومدن القناة والسواحل الشمالية، وشمال الصعيد، ثم تبدأ السحب بدخول البلاد ويصاحبها سقوط أمطار قد تكون غزيرة ورعدية، على أقصى غرب البلاد”.
وفي ليبيا، أصدر رئيس حكومة “الوحدة الوطنية“، عبد الحميد الدبيبة، الإثنين، قرارا باعتبار المناطق التي تعرضت للفيضانات والأمطار الغزيرة “مناطق منكوبة”، موجها “كافة الجهات العامة والمختصة باتخاذ التدابير العاجلة والاستثنائية، لمواجهة أضرار الفيضانات والسيول”.
وكشف الدبيبة عن مصرع شخص وفقدان اثنين آخرين جراء العاصفة، وقال خلال مقطع فيديو عبر صفحة حكومته الرسمية على فيسبوك: “أعطينا توجيهات لجميع الهيئات والوزارات بمتابعة الأمر في المناطق المتضررة من الفيضان، خصوصا في المنطقة الشرقية، متابعة دقيقة. وصلتني تقارير عن وفاة شخص وهناك اثنين مفقودين”.
وأضاف: “خلال ساعات تنطلق قوافل مساعدات وإنقاذ لإرسال كل ما يلزم من الدعم للمتضررين، ونجري عملية حصر لكافة الأضرار وسنعوض كل المواطنين سواء تضررت منازلهم أو مزارعهم”.
وفي ظل الأوضاع السيئة، سواء في الطرق أو المؤسسات والمنازل التي غمرتها المياه بفعل الأمطار الغزيرة في ليبيا، أعلنت وزارة التعليم وقف الدراسة، يومي الأحد والإثنين، بجميع مديريات المنطقة الشرقية.
وأوضحت الوزارة في بيان، أنه تم منح تلك المديريات السلطة التقديرية في إيقاف الدراسة في ظل حالة الطقس.
وفي تصريحاته حول الوضع، قال الدبيبة: “ما تشهده المنطقة الشرقية يعد كارثة للوطن، ونتعامل مع الوضع بكل ما أوتينا من إمكانيات… إمكانيات الدولة بالكامل مسخرة للتعامل مع الأزمة”.
ووصلت دفعة أولى من المساعدات العاجلة إلى المنطقة الشرقية، تمهيدًا لتوزيعها على الأسر المتضررة، في انتظار دفعات أخرى من تلك المساعدات، بحسب بيان من حكومة الدبيبة.
من جانبه، عميد بلدية البيضاء، صفى الدين هيبة، الأحد، أن الوضع أصبح خارج السيطرة جراء السيول الجارفة نتيجة العاصفة التي ضربت المدينة
وقال هيبة، في بيان، “نعلن وبكل أسف بأن الوضع قد خرج عن السيطرة تماما، وعليه نطالب كل الحكومات والمسؤولين بالتدخل السريع والعاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
كما أوضح أن هناك “حالة وفاة في مدينة المرج” شرقي البلاد، قائلا إن “الظروف السيئة مثلت صعوبة في وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق المنكوبة”.
ووصلت العاصفة “دانيال” ليبيا قادمة من اليونان، بعدما خلفت أضرارا بالغة ووفيات وصلت إلى 15 شخصا، ومن المنتظر أن تتحرك صوب مصر في الساعات المقبلة.
وبحسب وكالة “رويترز”، تعد “دانيال” أشد عاصفة ممطرة شهدتها اليونان منذ بدء تسجيل تلك الأحداث عام 1930.
وضربت العاصفة اليونان في أعقاب حريق غابات ضخم شمالي البلاد. ويقول علماء إن مناخ البحر المتوسط الجاف في اليونان “يضعها على الخط الأمامي لتغير المناخ العالمي”، إذ تشيع حالات الطقس المتطرف بشكل متزايد.