منحـــــة أرباب الأســــر جزء من الحــــــل و الإصـــــلاحــــــات هي النهـــــج الأمثـــــل !
أمام عجز المسؤولين لا جعجعة ولا طحين !!
أمام عجز المسؤولين لا جعجعة ولا طحين !!
منحـــــة أرباب الأســــر جزء من الحــــــل
و الإصـــــلاحــــــات هي النهـــــج الأمثـــــل !
كان الطابور الخاص بآلة السحب الذاتي بشارع الاستقلال مفتاحا لنبش كوامن المواطن الذي طال به الانتظار وهو يترقب انفراج حقيقي للملف الاقتصادي ، ولسان حاله يقول .. متى تؤتي حزمة الإصلاحات الاقتصادية اكلها ، ليستقيم حال المواطن بعدها ؟
كلام كثير ، ووجهات نظر متعددة ، تتدفق بعفوية من أفواه الآملين في التوفيق لسحب بعض من مدخراتهم الحبيسة بخزائن المصارف . لا يخلو بعضها من عمق الفهم للب المشكلة ، فيما يراها البسطاء مسألة سهلة الحل ، ومفاتيحها بيد المسؤولين .
ولأن حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي مضى على إقرارها عدة أشهر ، مازالت غير فاعلة بالصورة المطلوبة .. كانت المناسبة مواتية لسبر آراء المواطنين الذين هم طرف أساسي معني بالدرجة الأولى بنتائج هذه الإصلاحات .
رصد : المحرر
ما نسمعه في النشرات هو تصبير على لا شيء !!
البداية كانت من المواطن عبد الباسط كريم . والذي يبدو أنه قد مل الانتظار واعتراه القلق فأفرغ جام حنقه على عدد لا بأس به من ” السباسي ” في زمن قياسي .. قال بامتعاض شديد ، أين هي حزمة الإصلاحات التي تتحدث عنها ؟ وأردف قائلا ” معقولة اكثر من أربعة أشهر والحكاية تدور في حلقة مفرغة ؟ عندما نسمع الأخبار (نقولوا بكرة تفرج) ، المسؤول الفلاني ناقش مع المسؤول العلاني ملف الإصلاحات الاقتصادية . هذا السيناريو تكرر بصورة ” بايخة” لا يفهم منها سوى التصبير على لا شيء .
ويضيف .. عندما توفرت السيولة النسبية في بداية الأمر فرحنا ، وقلنا ” ما بعد الشدة إلا الفرج ” لكن ما نراه من تراجع في مستوى منسوب السيولة الذي توفره المصارف بين الحين والآخر ، هو مبعث قلق ، وخوف من العودة إلى المربع الأول ، مالم يتدارك المسؤولون الموقف ، خاصة أن شهر رمضان قد اقترب ، وهو شهر الذروة في حاجة الأسرة الليبية للسيولة النقدية .
هل الإصلاحات الاقتصادية تواجه مشكلة لا نراها ؟
المواطن ميلاد الرابطي .. مؤكدا على وجهة نظر المواطن عبد الباسط . أضاف بالقول ” هل الإصلاحات الاقتصادية تواجه مشكلة عويصة غير مرئية لدى رجل الشارع ؟ . سألته ما القصد من كلامه ؟.. فقال ” هل هناك أزمة نقد اجنبي لا تسمح للدولة بتمرير الاعتمادات ؟ أو وجود تقاطعات بين اقطاب الحل والربط في البلاد يجعل هذه الإصلاحات تدور حول نفسها منذ عدة أشهر ؟!!
لماذا توقفت الخطوات الإصلاحية في مفترق الطرق ؟
خالد الكيلاني .. دخل على خط النقاش قائلا .. السؤال الذي يحيرني ويحير كل الناس . لماذا توقفت الخطوات الإصلاحية في مفترق الطرق ، فالأمر لم يتعدَ بيع الدولار للمواطن بسعر محمل بقيمة مضافة ، وهو برأيي الذي أدى إلى توفر السيولة في البداية ، ولأن هذه الخطوة خيبت آمال المواطنين الذين كانوا يطمحون في تحقيق بعض المكاسب ببيع ما اشتروه من دولارات بسعر أزيد من سعر الشراء ، حيث تكبد من اقدم على هذه الخطوة خسارة في رأس المال ، وبالتالي فإن الناس لن تعاود الكرة إلا البعض منهم فقط ممن لديهم حاجة لهذه الدولارات لأغراض أخرى غير فكرة التكسب من ورائها .
وأضاف قائلا .. على حد علمي أن فتح الاعتمادات لم يحدد نسبة مناسبة من قيمة الاعتماد والمطلوب دفعها نقدا !! في الوقت الذي كان من المفترض أن تكون النسبة الأكبر من قيمة الاعتماد هي التي تدفع نقدا ، وليس العكس ، خاصة أن المصرف المركزي يعرف جيدا أن عشرات المليارات من الدنانير هي حبيسة خزائن التجار .
لماذا هذا التخبط ، وما المقصود منه ؟
نور الدين الغراري .. قال ” المحير في الأمر أن العشرة آلاف دولار تم الاستعجال بإجراءاتها ، في حين هناك تلكؤ واضح في صرف منحة أرباب الأسر ” ال 500 المضافة ، والألف الموعود به للعام الجاري ” .. هذه المنحة هي جزء من الحل وجزء من الخطة وتعطيل صرفها يعني تعطيل الإصلاحات برمتها .
قلت له .. موضوع المنحة مرتبط بتطوير منظومة الرقم الوطني ، والمركزي يقر بأحقية المواطن فيها .. رد قائلا . يا أخي كم تحتاج المنظومة كي يتم تطويرها ؟ ثم أن مدير المنظومة أعلن عن جاهزيتها منذ أكثر من شهرين ، والمركزي ينفي جاهزيتها . فياترى أين الصح ؟ ، ولماذا هذا التخبط وما المقصود منه ؟
لماذا التأخر في إقرار الميزانية كل هذا الوقت ؟
جمال الخيتوني .. دخل على الخط قائلا .. دعونا من أمر الدولارات والمنحة وخلونا في ميزانية العام 2019 م اليوم نقترب من شهرها الثالث ومازال العجن والخبز لهذه الميزانية التي في تأخر إقرارها مضرة للمواطن ففي تأخرها تأخر لصرف مرتباته التي تتراكم شهرا عن آخر ، كذلك هناك موظفون بعقود في جهات عديدة لم يتقاضوا ولا فلساً أحمر منذ 2014 م ، وهم ينتظرون إقرار الميزانية على أمل ان يتقاضوا مرتباتهم أو بعضا منها على الأقل .. والله عيب على المسؤولين يتفرجون على حال الناس المزري ولا يحركون ساكنا لحلحلة هذه العقبة .. مختتما قوله .. أليس إقرار الميزانية والبدء في صرفها جزء من حزمة الإصلاحات الاقتصادية ؟.
اقترب شهر رمضان وعلى المسؤولين الاستعداد لاستحقاقاته !!
عبد الواحد مفتاح .. بدوره تطرق إلى ملاحظة جد وجيهة ، وهي اقتراب شهر رمضان ، وهذا الشهر معروف بخصوصيته عند الأسرة الليبية .. فقال .. يا سيد ، شهر رمضان على الأبواب ولو لم يتحرك المركزي والمالية ، ويتم صرف المرتبات بلا تأخير مع إغراق المصارف بالسيولة كما حدث في المرة السابقة ، فإننا سنشهد ظاهرة الطوابير والمبيت أمام المصارف مرة أخرى .
واضاف .. يا أخي التجار منذ الآن بدأوا في إعداد العدة لكسر عظم المواطن أكثر ما هو مكسور منذ الآن .. تصور أن اسعار الحليب قد بدأت بالارتفاع ، وأقل سعر الآن لا يقل عن ثلاثة دنانير للعلبة ، كذلك لحم الخروف الإسباني كان سعره منذ أيام قليلة 23 ديناراً للكيلو ، وإذا به بين ليلة وضحاها يصبح ب 25 ديناراً للكيلو ، وهكذا تتسرب الزيادة في الأسعار على أن تبلغ ذروتها خلال شهر رمضان ، وتصبح لدى المواطن من المسلمات !!
سألته وما المطلوب برأيك .. ومِنْ من ؟
قال من الجميع .. قلت له كيف ؟ قال الحرس البلدي عليه أن يضرب بيد من حديد على من يضارب في السلع والأسعار ، وعلى المواطن مقاطعة السلع التي يرى في اسعارها تبدلاً كبيراً واستغلالاً واضحاً ، وعلى المركزي تحريك سواكن ملف السيولة والإسراع بصرف منحة أرباب الأسر ، وعلى الرئاسي والمالية الإسراع بإقرار الميزانية ، حتى يتم استكمال بقية الحزمة بالبدء في صرف منحة المواليد والمرأة غير العاملة الصادر في أمرها قانون منذ العام 2012 م .
واختتم عبد الواحد كلامه .. يا أخي لو تتوفر الإرادة والجدية في حلحلة هذا الملف الشائك ، هناك ألف وسيلة ووسيلة ، والكل يبدأ بالجزء ، وهذا ما يفتقده المسؤول الليبي للأسف الشديد ، إما لأنه غير قادر ، أو أنه غير مبال بحال المواطن .
التنمية ثم التنمية ثم التنمية !!
محمد معيوف .. دخل على الحوار العفوي برأي مختلف نسبيا عن باقي الآراء ، قائلا : يا أخي إشكالية السيولة ستتكرر مرات ومرات طالما الاقتصاد الليبي رهين الحالة الريعية، مشبهاً حال البلاد بالعش المليء بالعصافير حديثة التفقيس ، والدولة بالأم التي تحضر لهم الطعام ، فمتى اشتد البرد أو أي ظرف قاهر يتعرض ” الفراخ ” للجوع والعطش !!
محفزاً له على التوضيح ، قلت له .. ما علاقة السيولة النقدية بما تقول ؟ .
رد بهدوء قائلا يا سيدي أنا أقصد التنمية ، بمعنى لا بد أن يتطور أداء الدولة من حيث الحوافز والقوانين للدخول في مجالات صناعية إنتاجية تقلل من اعتماد الناس بالكامل على الدولة ، لو هناك صناعة كما هو موجود بلبنان ومصر والسعودية والمغرب وتونس لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه . وأردف قائلا .. أليس من المعيب والمخزي أن نصدر آلاف الأطنان من مخلفات الورق بملاليم لنعاود استيرادها في صورة اطباق بيض وصناديق ورق مقوى بدنانير؟. أليس الأولى تصنيع هذه الخامات محليا وتصديرها مصنعة ؟ . واختتم حديثه بالقول .. طبعا حكاية الورق المقوى واحدة من عشرات الفرص التي نهدرها ببلاهة لافتة للنظر .