من الذاكرة
خيبة!
عمـاد العــــلام .
لم يكن أشد المتشائمين لمشاركة المنتخبات العربية في كأس العالم روسيا 2018 – مصر ، السعودية ، المغرب ، تونس – يتوقع المستوى المخيب للآمال الذي آهل هذه المنتخبات لهزائم متتالية وقاسية اذا استثنينا اسود الأطلس الذين حافظوا على شيئاً من سجلهم وظهورهم الجيد خلال مشاركاتهم السابقة في المونديال .
الظهور الباهت للعرب في بلاد الروس بدأه المنتخب السعودي بهزيمة كارثية وتاريخية بخمسة اهداف دون رد في مباراة الافتتاح امام منتخب البلد المضيف ، هزيمة فتحت ابواب الاخفاق العربي في المونديال على مصراعيه ليسقط بعدها الفراعنة في موقعتين متتاليتين امام الاورغواي وروسيا وتتبعهما تونس بهزيمتين امام الانجليز وبلجيكا وهذه الاخيرة أبت إلا ان تجرح كبرياء النسور بخماسية مؤلمة طالت رفاق الفرجاني ساسي ولم تنفع معها محاولات مدربه نبيل معلول التخفيف من وطأتها بإعلانه تحمل مسئوليته عنها ! اما المغاربة فتكفل ممثل آسيا منتخب ايران بالإطاحة بهم مبكراً ليقضي على أكثر من نصف فرص اسود الاطلس في العبور للدور القادم وسقطت المغرب مرة اخرى امام البرتغال رغم ادائها القوى الذي لم يشفع لها غير ان ما يميز منتخب الاسود عن غيره من منتخبات العرب انه ودع النسخة الحالية من المونديال بأداء باهر امام اسبانيا وبتعادل كاد ان يكون فوزاً تاريخياً لولا تقنية “الفار” التي انقذت “فرناندو هيرو” ونجومه.
ومع هذا تبقى المحصلة النهائية للمشاركة العربية في كأس العالم روسيا 2018 أقل بكثير من حجم تطلعات وأحلام الجمهور العربي مثلما هي اقل بكثير من الهالة الاعلامية الجوفاء التي صاحبت انذاك بعض المنتخبات العربية والتي صورت للمشاهد العربي اننا سنطرق ابواب نصف النهائي في نسخة روسيا وستكون الطريق مفروشة بالورود وان مظاهر القوة فقط تكمن في التنقل بطائرات خاصة وببرامج وإعلانات ودعايات تبث صباح مساء عبر الفضائيات اتبث مؤخرا انها فقط لتغييب الجمهور العربي حتى يصطدم بالحقيقة المرة .