بكل الألوان
نجاح مصدق
من عبودية الجمال إلى استحقاقات التمكين
في عملية منظمة أو تماشياً مع متطلبات الحركة الحضارية والتطور الحاصل في العالم ظلت المرأة معلّقة بمنظومة كل تداعياتها إما أن تكون أو لا تكون في مفارقة غريبة منذ سنين طويلة حيث الجمال والأنوثة مقياس خصت به المرأة منحتها القدرة الإلهية وبين ما تسعى بمجهودها وتكافح من أجل الحصول عليه من انفتاح ذهني وتطور فكري وثقافة تميزها للأفضل ونضعها في مصاف المراتب الأولى ولكن على ما يبدوا أضحى هناك تصور عكسي فرضته الحركة التاريخية وجنته المجتمعات التي لا زالت تقيد الحريات وتطمس الهويات وتضع حدوداً فاصلة بين المساواة في الحقوق واكتساب الاستحقاقات .
ففي الوقت الذي شهد فيه العالم تقدماً للمرأة وتمكين لها في مختلف المجالت ضاقت الرؤية في الوقت نفسه لدى البعض ليحصر المرأة في هيئتها الأولى ويتاجر بشكلها وصفاتها الجمالية الأنثوية عبر خطابه الإعلاني والإعلامي وعبر تسويقه لأفكار لا يمكن أن تحقق مكاسب مادية أو تقدماً مشهوداً على الأرض إلا بوجودها كسلعة لا يوضع في الحسبان تحصيلها الثقافي والفكري ولا مستواها العلمي . والذي ساهمت هي بدورها في بعض الأحيان بالرضوخ والانسياق لهذا المنطق الذي قادها إلى مصيدة هذه الدائرة المجحفة .
رغم المحاولات الكثيرة من هذا الكائن للجمع بين الشيئين لتكتمل بذلك كينونتها شكلاً ومضموناً إلا أن تأخرها في بعض المجتمعات مثل الشعوب الأفريقية وقلة حيلتها لنيل استحقاقات لها في ليبيا وغيرها ظلت متعثرة إلى حد ما مما دفع بالكثير من الأصوات الفكرية و الحقوقية لوضع المرأة في المسار الصحيح لنيل حقوقها وتمكنها من زمام الإدارة في المجتمعات ومناشط الحياة .
الدعوة التي أطلقتها الفنانة التوغوليه ذات الأصول الأفريقية اللبنانية ( منية يوسف لتحرير المرأة الأفريقية وتمكينها في مختلف المجالات من خلال الرسالة التي قدمتها في أعمالها الفنية والتى تركزّ على “الشعر” وتؤكد فكرة التحرر من عبودية الجمال من خلال رسومات ولوحات فنية وصور فوتوغرافية تعد واحدة من الخطوات والمحاولات للدعوة لتحرير المرأة من عبودية الجمال والنظر إلى عقلها ففي لوحاتها التي أنجزتها في بنين وتوغو وغانا بين 2016 و 2019 م حينما ركزت على الشعر المصفف على الطراز الأفريقي وعرضت الأعمال في جنوب غربي بنين حيث لا يزال في هذه المدينة أمر تمكين المرأة بعيداً المنال إضافة إضافة إلي لوحات تحمل فيها النساء الشط الأفريقي الشهير الذي شكل عبر السنين رمزاً لحركة الحقوق المدينة في الولايات المتحدة الأمريكية والمجموعات المطالبة لتمكين المرأة والسود . هذه الدعوة وغيرها تعد وسيلة لرفع المطالب وأن الشعر المصفف على الطريقة الأفريقية كما قدمته الفنانة في حورها يثير تساؤلات تأمل بأن تغير الأنماط السلوكية والعقليات في النظرة للمرأة بات أمر ملحاً وضرورياً دون إغفال الجانب الجمالي والطبيعي لهويتهن .
وإن رسالة الفن ذات تأثير بالغ على المجتمعات والأفراد و منطق التفكير
فهل يآتي وقت نلمح فيه مبادرات فنية أو حقوقية تحمل في مضمون رسائلها منطقاً يشير إلى النساء الفاقدات لمنح حنسيتهن لابناكهن أو استحقاقا يرفع الظلم والتغذيب والعنف عنى المرأة الليبية وازاحة الصورة المشوشة في المجتمع للمرأة المطلقة أو إعادة النظر في المادة المتعلقة بالمغتصبات ، أمنيات عدة تنتظرها كخطوة لتمكين حقيقى للمرأة وحصولها على استحقاقات طال انتظارها .