مواقف تحت التهديد !!
بصريح العبارة
■ عامر جمعة
أنا على يقين أن الدول العربية ودول قارة افريقيا عموما وعددا آخر لا يستهان به من آسيا وأمريكا اللاتينية وبقية الدول التي تنضوي تحت ستار الدول المتخلفة أو النامية أو الفقيرة في كل العالم ” المتصارع ” أرغمت في كثير من المناسبات على اتخاذ مواقف معينة من مختلف القضايا والمشاكل والنزاعات التي تواجه العالم لاتتفق مع مصالحها الخاصة الوطنية والقومية والقارية والإقليمية، والتي لا تجد دعما ومساندة من شعوبها لأن الشعوب لا تساوم على حرياتها واستقلالية مواقفها ومصالحها وقراراتها وقضاياها الوطنية والقومية والدينية وحتى عامة القضايا الأخرى ولو تعرضت للضغوط والحروب والحصار وحتى التجويع .
لكن الحكومات قد تخضع للضغوطات لأسباب مختلفة وقد لاتكون مبررة إما تهديدا أو ترغيبا أو مهادنة عسى أن تحقق هذه المهادنة الحد الأدنى من حفظ ماء الوجه.
بعض الدول تجد نفسها مرغمة على السير في فلك دول كبرى أو أحلاف بسبب عوامل سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو حتى مصالح خاصة تتعلق بالحفاظ على كرسي الحكم سواء التي يحتدم عليها الصراع بلعبة صناديق الاقتراع أو التي هي أصلا احتكارية بالوراثة، وهي التي أصبحت منبوذة في عالم يدعي العيش في عصر الحريات والديمقراطية .
هو عالم يتصارع تحكمه المصالح وموازين القوة لم يعد فيه للضعفاء عسكريا واقتصاديا موقفا مهما بلغت قوة الإرادة في ظل هيمنة قوة باغية تدعي أنها ديمقراطية وتدعو إلى احترام الحريات وحقوق الإنسان، وهي التي داست هذه المفاهيم تحت الأقدام .
وفي مثل هكذا ظروف وفي عالم يمشي على ” رأسه ” وتنقلب فيه المفاهيم ليصبح الباطل حقا والحق باطلا على الدول الصغيرة أن تحاول اتخاذ المواقف الحيادية بقدر المستطاع، وهذا أضعف الإيمان، ونحن الليبيين أول المعنيين بذلك ألا تكفينا صراعاتنا المحلية ؟