بإختصار
عصام فطيس
ميترو معالي الوزير والخاتم !
يوما عن يوم يزداد يقيني ان ربنا ابتلانا وعلى قدر هذا البلاء نعاني وسنعاني ، والعقبة خير ان شاء الله .
كم من المشاكل والكوارث التي يعاني منها الليبيون والتي لها اول وليس لها اخر ، واذا حاولنا ان نعددها فحدث ولا حرج .
و وسط هذا كله نتفاجأ بفرمانات حكومية ومواقف تصيبنا بحالة من الذهول والاستغراب الشديدين ، فهل من يقوم بإصدار هذه الفرمانات والتصريحات متابع لما يدور في البلاد ؟ هل يشعر بمشاكل وهموم الناس ويدركها تمام الإدراك ؟
في احيان كثيرة يأتيك الإحساس ان المسؤول الليبي منفصل انفصالا تاما عن الواقع وعلاقته بالناس تقتصر على النظر اليهم عبر زجاج سيارته التويوتا المصفحة ونظارته الكارتيير او بمدير مكتبه والعامل الذي يحضر إليه قهوته كل صباح .
المسؤول يعيش في برجه العاجي ولا اعتقد انه يدرك حجم معاناة الناس ، هل تمكن الحاج زريق من سحب مرتب تقاعده البائس من مصرف الجمهورية الأشد بؤسا ، هل تمكنت الابلة عيشة من دفع الجمعية التي دخلت فيها مع زميلاتها في المدرسة اللواتي اشتكين من تأخرها في دفع ما عليها ، هل يدرك ان ابنة الحاج عبدالله تحتاج الى حقنة لعلاج الأورام ولا تملك مايكفي لشرائها ، وان المصرف المركزي يوقف تحويل المخصصات اللازمة لخلاف بينه وبين ديوان المحاسبة .
هل وهل وهل وهل ، عشرات الاسئلة التي تطرح نفسها ولا تجد لها اجابات شافية ، و وسط هذا كله خرج علينا معالي الوزير في لقاء يعلن فيه عن مشروع لإقامة ميترو للانفاق في طرابلس بدعم من مستثمرين ولا يكلف الدولة شيئا رغم ان قيمته عشرة مليارات من اليوروات وبقدر ما اثار هذا موجة من الانتقادات الساخرة التي عكست مرارة تجاوزت العلقم بمراحل تجلت في عشرات ان لم يكن المئات من الإدراجات على صفحات التواصل الاجتماعي ، وبالفعل لا الزمان ولا المكان ولا الظروف تسمح بطرح مثل هذه المشاريع الفانتازية في هذا الوقت ، هناك أولويات ، فرض الامن والأمان ام الميترو ، تأهيل عشرات الآلاف من الشباب الذين انخرطوا في الاعمال الحربية ام الميترو ؟ حل مشكلة الكهرباء التي تزور المواطنين لسويعات وتغيب لساعات ام الميترو ، السيولة ام الميترو ، المياه ام الميترو ، الصحة ام الميترو ، الإسكان ام الميترو ، التعليم ام الميترو ، لن ادخل في تفاصيل المشروع لان الامر مستفز في ظل اوضاع صعبة نعيشها ، حاولوا معالجة هذه المشاكل وبعد ذلك ابنوا لنا حتي قطار معلق .
لا نريد لمشروعكم ان ينضم الى مشاريع اخري ، مثل مشروع ملعب تاجوراء الذي وضع حجر اساسه الكابتن زيزو ، او مطار ترهونة الذي وضع حجر اساسه دولة الرئيس ، دعونا من هذا كله وتعاملوا بواقعية ، فميترو معالي الوزير يذكرني بقصة الجيعان او العريان اللي في ايده خاتم . 356