هؤلاء .. حتى لا يطويهم النسيان
هؤلاء .. حتى لا يطويهم النسيان
الهادي الورفلي
تطلق الدول والشعوب على بعض شوارعها وميادينها ، وحدائقها ، ومعالمها البارزة والكبرى أسماء بعض مبدعيها من المثقفين والفنانين ، والمفكرين ، والمخترعين ، والرواد في المجالات كافة ، وذلك اعترافاً بتميزهم ، وتخليداً ، وتكريماً لهم لتظل الأجيال القادمة تذكرهم ، وتتذكرهم ، وتفتخر ، وتفاخر بهم ، فهم منارات تاريخها ، ونجوم سمائهم بهم يهتدي كل من أراد السير على دربهم ، وبلوغ مكانتهم ، فليس أولئك المبدعون ، والمثقفون ، والرواد إلا نسّاجوا حضارة وصناع تقدم ، ورسل رقي .
إن كل أمة من أمم الأرض تعتز بروادها وتحتفي بهم ، وتحرض على أن يظلوا أحياءً خالدين بذكرهم عبر أجيالهم الحاضرة والقادمة كونهم ثروة مادية ، ومعنوية ، ووقود لا ينضب ، وطاقة متجددة تدعم الروح الوطنية ، وتزكي حرارة الانتماء للوطن والأمة .
إننا نسوق هذا المثال الوطني الكبير شعوراً بما نحس به من تقصير واضح في هذا الجانب .. فوطننا يزخر بالكثير من هذه النجوم الساطعة التى أهملناها حقا وتكاد تغيب بهذا الاهمال من ذاكرة حاضرنا ، وتسقط كلياً من تاريخنا بحيث لا تدركها أجيالنا القادمة .. ، فما أحوجنا اليوم أن تزين ساحاتنا ، وشوارعنا وطرقنا ، ومياديننا ، ومعالمنا بأسماء هؤلاء الرواد ، وتلك الرموز التى أعطت للوطن ، ولأبنائه ما يفرض علينا اليوم أن نكون أوفياء لهم ، وأن نحسن ذكرهم من خلال جعلهم عناوين بارزة في حياتنا كأن نطلق على هذا الشارع أسم أحدهم ، وأن نسمي تلك الساحة باسم آخر وهكذا .
ليس عيباً أن يكون لنا ميدان باسم على فهمي خشيم ، ومكتبة باسم على المصراتي وساحة تحمل أسم علي صدقي عبدلقادر ومعهد موسيقى باسم علي ماهر أو عبدالله السباعي ..، وهكذا فعندنا من الرموز في المجالات كافة ما يغطي مساحة الوطن بمئات الإشراقات الرائعة التى يجب أن تبقى حية في ذاكرتنا تحفزها وتدفعها نحو المزيد .. إن لنا من الرواد معلمين ، ومعلمات ومربين سبقوا جيلهم ، وتقدموا الصفوف يوم كان تقدم الصفوف أمراً صعباً . ، ومخترعون كما لنا أيضاً أطباء ومهندسون ، وشعراء وكتاب ورياضيون ، وفنانون ، ورسامون .. وغيرهم الكثير ممن يجب إحياء ذكراهم وجعلهم في ذاكرة الوطن أحياء .