كتاب الرائ

هل من مبادرة إيجابية ياتجار الغذائية؟

نبض الشارع
إدريس أبوالقاسم

بضعة اسابيع لاتزيد عن أصابع اليد الواحدة ويحل شهر رمضان، هذا الشهر له طقوسه التي لا مجال للتخلي عنها، خاصة محتوى المائدة الرمضانية التي تميزها عن المعتاد في باقي ايام السنة.
هذه الطقوس التي تضفي على الشهر الكريم البهجة  يترتب عنها إنفاق مادي مضاعف لامفر منه.
وامام قدسية هذا الشهر، نرى الكثير من أسواق السلع الغذائية في عديد البلدان حتى تلك التي لا تدين بالإسلام، وتقديرا منها الجاليات المسلمة التي تعيش فيها، تعلن في أماكن بارزة فيها ممهورة بتهنئة الرعايا المسلمين بمقدم شهر رمضان عن تخفيضات كبيرة  في اسعار السلع التي تشهد طلبا متزايدا كالحليب والأجبان والبيض واللحوم  والفواكه والتمر والحلويات.
وعلى النقيض من ذلك تمعن الأسواق في البلدان العربية، وفي ليبيا خاصة في زيادة أسعار هذه السلع، كما لو كانت بالنسبة لإداراتها سانحة لمضاعفة ارباحها دون وضع اي اعتبار لقدسية هذا الشهر الذي تتضاعف فيه الحسنات.
ومما يرفع من وتيرة هذا النهم لدى التجار، غياب الرقابة والمتابعة الميدانية من قبل الأجهزة والمؤسسات المعنية.
وحتى لا يتكرر سيناريو السنوات الماضية، كان من المفترض من قبل هذه الجهات، وفي مقدمتها وزارة الاقتصاد عبر إدارة التجارة الداخلية، وكذلك الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة، وضع هذا الملف على رأس قائمة اهتماماتها، حتى لا يفقد المواطن بهجة هذا الشهر الفضيل جراء الغلاء الفاحش الذي تشهده كافة متطلبات المائدة الرمضانية من سلع ضرورية.
وبعيدا عن الرسميات، هل يقلب تجار السلع الغذائية هذا العام طاولة الجشع رأسا على عقب، ونشهد من البعض منهم، إن لم يكن كلهم مبادرة إيجابية منهم، تضع الإمكانيات المادية للأسر الليبية على الرغم من شحها في المصارف، ذلك لأنهم أولى بذلك من التجار الألمان والانجليز والكنديين.
ويبقى السؤال الملح.. هل يفعلها تجارنا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button