هل يدخل عاق والديه الجنة
محمد ابوالقاسم الككلي
قال ابن عباس : ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث، لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها :
الأولى قوله تعالى ( اطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه ‘
الثانية قوله تعالى ( وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة ) فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه ‘
الثالثة قوله ( أن أشكر لي ولوالديك ) فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه’ حيث ربط الله عبادته وتوحيده بالإحسان للوالدين بقوله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) ‘
تاسيسا على هذا يقول عليه الصلاة والسلام في حديث رواه الترمذي وابن حبان والحاكم (رضى الله في رضى الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين )’
وسئل ابن عباس عن أصحاب الأعراف : من هم؟ وما الأعراف؟ فقال : أما الأعراف فهو جبل بين الجنة والنار، وانما سمي الأعراف لأنه مشرف على الجنة والنار وعليه أشجار وثمار وانهار وعيون، وأما الرجال الذين يكونون عليه فهم رجال خرجوا إلى الجهاد بغير رضا آبائهم وامهاتهم فقتلوا في الجهاد فمنعهم القتل في سبيل الله من دخول النار ومنعهم عقوق والديهم من دخول الجنة فهم على الأعراف حتى يقضي الله فيهم أمرا ‘
وعقوق الوالدين من الكبائر تستوجب سخط الله وغضبه في الدنيا والآخرة جاء في الصحيحين أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال ( لو علم الله شيئا أدنى من آلاف لنهى عنه، فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة )’
وقال عليه الصلاة والسلام في حديث رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ( كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه ) يعني عقوبة الدنيا قبل الآخرة، وهذه حقيقة ملموسة حيث نشاهد في حياتنا اليومية مصير الأبناء العاقين لوالديهم
والحديث في هذا الموضوع يطول لذلك نكتفي بهذا القدر من باب التذكير ‘