وقفة
ودامت الرفقِة والمحبة وفعل الخير
الصغير أبو لقاسم
الرفقة والمحبة والزمالة والصداقة ألفاظ متداخلة المعنى يتداولها الكثيرون في نفس السياق وهو قيام علاقة قد تكون مفروضة بحكم العمل والمصالح المتبادلة أحياناً وربما بحكم الارتباط الأسري بين الزوج والزوجة حتى أن البعض يشير إلى الزواج بالرفقة رفيق ورفيقة أي معاون على الحياة رفاقة عمر – وينك يارفيقي؟ اختيار الرفيق قبل الطريق.
سالم مواطن استنجد برفيقه وزميله وحتى صديقه الوافي طلباً للمساعدة وهو يراه على الطريق أمامه فأجابه بأنه في مكان آخر، ساءت العلاقة بينهما وصمم سالم على المقاطعة. وفي جانب آخر زملاء في مصلحة واحدة يتعاونون في إيصال بعضهم إلى بيوتهم حتى أن بعضهم يفتح قلبه وفمه بالابتسام قبل فتح باب سيارته مرحباً مبتسماً ذات يوم توقفت سيارات وغاب غيرها وتبقى آخرون فمنهم يتعلل بأنه مازال لايريد العودة للبيت والآخر بأنهم ليسوا بطريقه وهو غير صحيح – ونسى الجميع أنها مرة حدثت في سنين – وقعدت في وجوههم – وأنهم قد يحتاجون كما احتاج زملاؤهم وقد حدث: لاتقول فارس خليل لادريت.. يدور الفلك تحتاج لبوحمار.
والإنسان مصاب ومعرض لكل شيء يخطر على البال لأنه بشر يجري عليه ما يجري للآخرين من أحداث سارة ومؤلمة ومتعبة.
فلماذا لايعيْن ويساعد الآخرين على التغلب على همومهم ومصاعبهم ويوجد لهم الحلول المناسبة؟
حتى يجدهم حين يطلبهم ويحتاج إلى تدخلهم ومساعدتهم، ومن العيب والصفاقة ألا يفعل ذلك والعكس يفعل؟ أي يتقاعس عن المساعدة والعون ويطلبه مِن مَن يتخلى عنهم وقد كان!.
آه يارفيقي شيطلي ريقي! إنه يضحك على الآخرين ويستهزأ بهم ألا يعلم هؤلاء أن العون للزملاء والرفقاء ومساعدتهم هو من إغاثة الملهوف التي أمر بها الإسلام وجعلها من أفضل الأعمال؟ بحيث نعملها ونقوم بها بكل سعادة وراحة ولا جميل لنا في فعلها وممارستها ولا ننتظر جزاء ولاشكوراً من أحد ولو كان المستفيد منها فهي لوجه الله وحده.
إن فعل الخير بين المسلمين أمر أكد وحض عليه ديننا الحنيف خاصة للأقربين في العرق والسكن والعمل أي المجاورين للإنسان عموماً ويتمثل ذلك في تفقد أحوالهم المادية والمعنوية ومساعدتهم ومدهم بما يحتاجون إليه وقد يتمثل في كلمة طيبة حلوة تطيب بها خواطرهم وتدخلهم في حالة السرور والفرح والبهجة.
إن الحديث عن الرفقة والزمالة وفعل الخير بين الأصحاب المصاحبين لبعضهم تناولته عدة مجالات أدبية من كتابة وفن وخاصة الزجالين أي الشعراء الشعبيين الذين أكدوا على وجوب العمل بهذه الصفة أو الصفات إن شئت والتزين بها بين الاقران والزملاء والتضحية والعطاء والتنازل لهم وعدم النظر إلى من يخالف سياق الزمالة والرفقة والمحبة والعطاء فهم ليسوا قدوة لنا!.
وادام الله بيننا كل معاني الخير والمحبة والتعاون وأسعدنا ببعضنا ياسعد من عنده رفيق يودّه.
كانه عثر قبل الطياح بشده.