بعد سنوات من إلغاء وزارة الثقافة من تركيبة الحكومات الليبية المتعاقبة خلال مرحلة عدم الاستقرار، أعيدت أخيراً في إطار حكومة الوحدة الوطنية، في خطوة رآها كثيرون أنها فرصة .. والآن بعد عودة الوزارة لوضعها الطبيعي لاح أمل جديد في سماء المشهد الثقافي الليبي، لأنه بوجود الهيكل الإداري الذي يضم كل مكونات المنظومة سيساعد على تعزيز العمل الثقافي وبالتالي فإن الفرصة تبدو سانحة للمثقفين والمبدعين لعبور الحدود الضيقة ولمساهمة في إثراء ثقافة المجتمع من خلال دعم ومساندة وزارة الثقافة. ويبرز هنا اسم وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية، الأستاذة مبروكة توغي عثمان، التي تولت مهامها منذ منح الثقة لحكومة الوحدة الوحدة، وعملت منذ البداية على ترتيب بيت الثقافة وصيغة مرحلة جديدة للقطاع..
التقيناها في هذه المساحة فكان هذا الحوار..
سؤال مهم يمكن الإجابة عليه بواقعية أن الثقافة عامل مهم لوحدة وحياة وحضارة الشعب لذلك لابد أن يكون من اهتمام ومشمولات عمل وزارة الثقافة والتنمية المعرفية لكن للظروف الحالية فنحن الآن في مرحلة المراجعة والتخطيط لإقرار خطة شاملة مما من شأنه أن يرمم ما أصاب مجتمعنا من جراح ليستكملها من يأتي بعدنا . ونعمل على مراجعة الخطط السابقة حيث في مراحل كان هناك وزارة الثقافة وتم إلغاءها والاكتفاء بهيئة عامة والآن مع حكومة الوحدة الوطنية عادت الوزارة لتواكب الأحداث لذلك فأننا نحاول أن نمزج بين عدة مقاربات أي أن نتعرف على التخطيط والانجاز السابق وما به من ايجابيات والتعرف على الواقع وما أخذته التطورات من مستجدات ونعمل على معالجة كل ذلك في تصور عام يستجيب لتاريخ وهوية هذا الشعب في اتجاه المستقبل فالثقافة هي احد الجسور الهامة لكي نعبر إلى المستقبل. لذلك نحرص من خلال اللجان وفرق العمل أن نتوصل إلى وضع مشروع للثقافة يكون منسجما مع أبعاده الوطنية من صياغة واقع يسوده العدل والسلام واحترام الثقافات.
نعم هذا أيضاً سؤال مهم لان الثقافة المعرفية والفكرية هي أساس للتنمية بما تشكل من وعي وتحقيق إرادة فاعلة للإنسان لبناء وطنه في مختلف المجالات الثقافية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية وتوطين التنمية والتقدم في الوطن.
المشهد مركب وإشكالي لأن ليبيا دخلت في أوضاع قادتها إلى الاحتراب والصراع وأثر ذلك على البنية الاجتماعية والثقافية ورغم جهود حكومة الوحدة الوطنية إلا أن الأوضاع لا تزال متفاقمة ولأن الثقافة تتعامل مع الأصالة والأهداف السامية وهو ما يتطلب الاستقرار والتفكير والعمل الجماعي فهنا الصعوبة والتحدي، لكننا مع ذلك نبذل الجهد ولابد أن نعرف الثقافة هي البلسم وفي مجتمعنا ونحن والحمد لله مسلمين فإن المثقفين والثقافة لهم دور مهم في هذه المرحلة ، أما عن الجديد في سؤالكم فهو إتاحة الفرصة والتعاون لخدمة الوطن.
نحن مجتمع ودولة لا نبدأ من الصفر حيث لنا ثقافتنا الممتدة والتي نوظفها في حل ما يعترضنا ويستجد من وقائع والثقافة كما هو معروف هي خلاصة ما ينتجه المجتمع ويتفق عليه الناس عبر العصور ويدخل فيها الدين و التقاليد والسلوك واجتهادات المجتمع في مواجهة ظروف الحياة. هل هناك تعاون مع المؤسسات الأخرى في الدولة ؟ كما أسلفت وزارة الثقافة استحدثت مؤخرا ورجعت بعد أن تم إلغاءها ولذلك فإن بعض الجهات التابعة لها مثل السينما والمسرح تم فصلها سابقا لذلك بذلت الوزارة جهداً مع رئاسة الحكومة من اجل استرجاع هذه الهيئات والتعاون مع الجهات الأخرى ذات العلاقة حتى يكون عملنا ناجعاً ومفيداً على الصعيد الثقافي والوطني.
في شأن المسرح وقطاع السينما كانت تابعة لجهات خارج وزارة الثقافة، وقمنا بالمطالبة بإرجاعها وأخيراً نجحنا في عودة الهيئة العامة للخيالة والمسرح والفنون، لتندرج تحت نطاق وزارة الثقافة ونعكف الآن مع المختصين على الاهتمام بها، لإعداد خطة للمستقبل نأمل أن ننفذها، إذا توفرت الميزانية وسيكون لذلك تأثيره على الثقافة في المجتمع، لأنه يوظف الثقافة في الحوار مع الشعب ويمكن من بلورة الحلول من خلال الرأي العام ولابد للخبراء في الشأن المسرحيّ أن يقدموا تصور لبرنامج يسهم في تناول المسرح لمشاكلنا الراهنة.
الثقافة من مسؤوليتها رعاية كل المكاسب والآثار الثقافية بالتعاون مع الجهات الأخرى، ومن جهتنا نبحث وندرس ذلك، وفي هذا الإطار يتم اتخاذ القرار المناسب, وحاليا نحن بصدد تشكيل لجنة لترشيح مواقع جديد. مع العلم أن هذا القطاع حالياً لا يتبع إلى الوزارة وهو قطاع مهم ونعمل على التعاون مع الجهة المشرفة للاهتمام به لأنه جزء أصيل من ثقافتنا وحضارتنا وتراثنا الأصيل.
الوزارة تولي اهتماما كبيرا بالكتاب، ولكنها تنطلق من ظروف صعبة فيما يخص صعوبات الواقع الليبي وعدم توفر الإمكانيات المناسبة، بالإضافة إلى أزمة وباء كورونا، ومع ذلك فإن وزارة الثقافة تعطي الاهتمام للكتاب وللكُتّاب وتدعم النشر والمعارض والعلاقات الثقافية داخل ليبيا وخارجها.
سؤال مهم لاشك أنه في إطار المسئولية الوطنية والديمقراطية لابد من الاهتمام بجهود شعبنا في كل أنحاء ليبيا من خلال البلديات وتقوم المكاتب والمراكز الثقافية بجهود لابد من دعمها وتنظيمها لتفعيلها وما تتيحه من تفاعل بين المثقفين وبين المواطنين بما يمكنهم من تأدية مهامهم وكما أسلفت سيكون هذا ملحوظا في الخطة في شكلها النهائي. ولا شك ان المراكز الثقافية تعاني ما تعانيه المرافق الأخرى خلال مرحلة عدم الاستقرار ولكن حاليا تلقى الاهتمام من وزارة الثقافة على مستوى البلديات وعلى مستوى المركز وقد قمت شخصيا بعدة زيارات وتفقدت الأوضاع الثقافية ومنها المراكز الثقافية وتوليها الوزارة الاهتمام.
أيضا هذا سؤال مهم لأن الهوية الوطنية هي أساس في بناء المجتمع حاضرا ومستقبلا وهي التي تشكل الضمانة المعنوية والمحرك الأساسي للإخاء الإنساني والانسجام المجتمعي وخلق التسامح والتعاون وإنتاج القيم والتقدم على كل الأصعدة بما يرسخ ظروف العدل والأمن والسلام وعند الخطر فالإسلام يوفر لنا شرط النجاح لان الهوية تعتمد على المشترك الحضاري ونحن شعب مسلم.
في الختام الشكر للأسئلة المهمة التي تعبر عن الاهتمام بالموضوع لكن لان هذه الوزارة جديدة وفي مرحلة انتقالية وظروف صعبة لا نعطي الأولوية للعمل الثقافي إلا على مستويين التخطيط والمتابعة العامة. ومن هذا المنبر أتقدم بكل التحية للمثقفين والمبدعين الليبيين في كل مكان والأمل يحدونا للتغلب على الصعوبات حتى تنهض بلادنا وتستعيد قدرتها على الإبداع وتحقيق أهدافها الوطنية، وأتمنى على الكُتّاب والمبدعين وقادة الرأي العام التعاون مع وزارة الثقافة حتى نحقق أهدافنا المشتركة نحو للمصالحة الوطنية واستعادة الدولة وتحقيق الاستقرار.
سيدة ليبية من الجنوب، مهندسة تخرجت من جامعة سبها عام 1997. ناشطة في المجتمع المدني بمنظمة “ماس” وعضو تجمع مؤسسات المجتمع المدني الجنوب تم اختيارها وزيرة لوزارة الثقافة والتنمية المعرفة في حكومة الوحدة الوطنية ومنحت الثقة من قبل مجس النواب ضمن التشكيلة الوزارية الجديدة.
د.علي المبروك أبوقرين حدث في العقدين الأخيرين تطور متسارع في التقنية والتكنولوجيا الطبية مما أثر…
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…