وصفة “ستيفاني” القديمة !
بإختصار
عصام فطيس
مرة أخري يتبين لليبيين أن الكلمة الفصل لانتخاباتهم الرئاسية والبرلمانية لا تعود إليهم ؛ كما هي حال أشياء أخرى كثيرة ؛ فالسيد رئيس اللجنة العليا للانتخابات يؤجل الموعد إلى الرابع والعشرين من الشهر الجاري ؛ والسيد خالد المشري رئيس المجلس الأعلي للدولة يدعو لانتخابات في شهر فبراير ؛ وعمنا عقيلة رئيس مجلس النواب مبتهج بالتأجيل وعائد بقوة لكرسي الرئاسة لأنه فيما يعني استمراره واستمرار رهطه ( كلهم على بكرة أبيهم ؛ منغمسين في الدق والاعتمادات والتعيينات والمقاطعين أيضا ) الذي جثموا على صدور الليبيين منذ العام 2014 ؛ وفيما يعني أيضا استمرار حكومة الوحدة الوطنية ونزيف المليارات و وحدة لله وعشرة لعبد الله؛ وكله ماشي .
الحاكم بأمر المنتظم الأممي السيدة “ستيفاني ويليامز” قالت كلمتها يبقي كل شيء على ماهو عليه إلي شهر يونيو القادم وعلى المتنافسين الاستعداد للمعركة الانتخابية ؛ و قالتها صراحة أنها لا تؤيد مساع بعض الأطراف الفاعلة على الأرض لتغيير الحكومة المؤقتة بحكومة انتقالية أخرى تتولي تسيير الأمور لفترة غير معلومة ؛ ولما لا وهي تدرك الأعيب الطبقة السياسية في بلادنا التي أدخلتنا موسوعة “جينيس” عن جدارة بأرقام قياسية بأطول فترة لحكومة مؤقتة في التاريخ وثاني مجلس نواب !
وصفة “ستيفاني” الجديدة القديمة تقوم على إعادة إحياء الميت الحي ( ملتقي الحوار السياسي ) أو (المريض المتكئ على الميت ) الذي أنتج هذا الوضع العبثي ؛ فيما مسئولان أمميان من بعثة الدعم يؤكدن دعمهما الكامل للجنة التي أعلن مجلس النواب عن تكليفها لإعداد خارطة طريق ترتكز على المسار الدستوري لإنهاء المراحل الانتقالية، فهل تكون الأولوية لإجراء الانتخابات أولا أم الاستفتاء على الدستور ؟ أو لاختيار الهيئة التشريعية أولاً قبل الانتخابات الرئاسية أم العكس أم إجراؤهما بشكل متزامن ؟
لنعود مرة أخرى لقصة من جاء أولا البيضة أم الدجاجة ؛ فالتفاصيل كثيرة والشيطان يكمن في التفاصيل !
المحصلة أننا سنظل نراوح في ذات المكان مادامت أمور طبقة ( أولاد الكليبتوقراط لوز اللوز ) وإلي أن تتفق القوي الدولية اتفاقا تاما على ترتيب الأوضاع في ليبيا ؛ ما للشعب الغلبان إلا الصبر في انتظار دبي الموعودة مادامت أمورنا في أيادي (…….).