المنوعات

10 زلازل مدمّرة عرفها العالم خلفت ملايين الضحايا في القرنين الماضيين…

سلّط الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسورية بالتزامن مع هزات ارتدادية في العديد من الدول المجاورة، الضوء على هذه الظاهرة الطبيعية والتي لا تزال حتى الآن تثير قلق المجتمع العلمي.

وبحسب المركز الوطني لمعلومات الزلازل الأميركي، تحدث ملايين الهزات الأرضية سنوياً، وهناك حوالي 30000 هزة، قد تسبب الذعر للمواطنين، لكنها تبقى طبيعية، ما لم تتجاوز قوتها 7 درجات، أو أعلى، والتي تعتبر في هذا الإطار من ضمن الزلازل الكبرى، والتي تحدث حوالي 16 مرة كل عام.

حدثت أقوى الزلازل في الجزء الأكثر نشاطاً زلزالياً في العالم، والذي يُطلق عليه المحيط الهادئ، وفي هذا المكان تلتقي صفيحة المحيط الهادئ مع العديد من الصفائح التكتونية الأخرى.

على مر السنين، حاولت الحكومات وبالتعاون مع المنظمات الدولية، العمل لوضع خطط استجابة لأي أزمات أو حوادث طارئة قد تحصل نتيجة الظروف الطبيعية، ورغم ذلك، لم تتمكن من تخفيف تأثيرات وتداعيات هذه الزلازل.

ففي الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسورية، وصل عدد الضحايا إلى ما يقارب 11 ألف شخص حتى الآن والعدد مرشح للارتفاع، في حين يسابق عناصر الإنقاذ الزمن لإخراج العالقين تحت الأنقاض.

ملامح الكارثة.. مشاهد قاسية بعد زلزال تركيا وسورية

ووفقاً لمركز المسح الجيولوجي في الولايات المتحدة، فقد ضربت العالم زلازل مدمرة عدة أبرزها 6.

  • 1- زلزال بام في إيران 2003

في 26 ديسمبر/ كانون الأول من العام 2003، ضرب زلزال بقوة 6.7 درجات منطقة بام الواقعة في جنوب شرقي إيران. أدى إلى دمار حوالي 80% من المباني. دمرت عشرات القرى وأصيب عشرات منها بأضرار بالغة. وقُتل أكثر من 45 ألف شخص وأصيب 30 ألفاً.

وأظهرت بيانات نشرتها ورقة بحثية لمجلة science direct، أنّ مركز الزلزال كان على بعد 1.5 كيلومتر شرق بام. انهارت جميع المباني المبنية بالكامل في المنطقة المركزية وتعرضت العديد من الهياكل شبه الهندسية لأضرار بالغة وانهار بعضها.

دمرت عشرات المباني جراء الزلزال (مروان نعماني/فرانس برس)
  • 2- زلزال سومطرة بإندونيسيا 2004

ضرب زلزال قوته 9 درجات إندونيسيا في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2004، وكان الشعور به على بعد آلاف الأميال في أفريقيا. كان أقوى زلزال في العالم منذ أربعة عقود وأودى بحياة أكثر من 220 ألف شخص في ستة بلدان في المنطقة. كما تسبب في حدوث موجات تسونامي قوية وصلت سرعتها إلى 500 ميل في الساعة.

تسبب الزلزال في ارتفاع قاع المحيط فجأة بما يصل إلى 40 متراً، مما أدى إلى حدوث تسونامي هائل. في غضون 20 دقيقة من الزلزال، ضربت الموجة الأولى من عدة موجات يبلغ ارتفاعها 100 قدم ساحل باندا أتشيه، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100000 شخص وحول المدينة إلى أنقاض. ثم، على التوالي اجتاحت موجات تسونامي السواحل في تايلاند والهند وسريلانكا، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.

خلف الزلزال دماراً كبيراً (فرانس برس)

منذ كارثة تسونامي عام 2004، أعطت الحكومات وجماعات الإغاثة الأولوية للحد من مخاطر الكوارث والاستعداد لها. بعد ثلاثة أسابيع فقط من كارثة تسونامي، وافق ممثلو 168 دولة على إطار عمل مهد الطريق للتعاون العالمي للحد من مخاطر الكوارث. منذ ذلك الحين، تم تركيب مستشعرات زلازل قاع المحيط لإطلاق الإنذارات المبكرة، وتم تدريب العديد من المجتمعات المحلية على الإخلاء والاستجابة للكوارث. 

  • 3- زلزال باكستان 2005

في 8 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2005، في الساعة 8:50 صباحاً بالتوقيت المحلي، ضرب زلزال بقوة 7.6 درجات، منطقة الهيمالايا في شمال باكستان وكشمير. يقع مركز الزلزال على بعد حوالي 9 كيلومترات شمال شرق مدينة مظفر أباد، عاصمة الجزء الخاضع للإدارة الباكستانية من كشمير، والمعروف باسم آزاد جامو كشمير.

وصل عدد القتلى، بحسب بيانات رسمية للحكومة الباكستانية بعد شهر من الزلزال إلى نحو 87350، وأفادت تقديرات بأنّ عدد القتلى وصل إلى أكثر من 100000. حوالي 38000 جرحوا وأكثر من 3.5 ملايين أصبحوا بلا مأوى. وبحسب معطيات حكومية، لقي 19 ألف طفل حتفهم في الزلزال، معظمهم في انهيارات واسعة النطاق للمباني المدرسية. أثر الزلزال على أكثر من 500000 أسرة. بالإضافة إلى ذلك، مات ما يقرب من 250 ألفاً من حيوانات المزارع بسبب انهيار الحظائر الحجرية، وتطلب أكثر من 500 ألف من الحيوانات الكبيرة المأوى الفوري من الشتاء القاسي.

أثر الزلزال على أكثر من 500000 أسرة في باكستان (باولا برونستين/Getty)

تشير التقديرات إلى أنّ أكثر من 780 ألف مبنى إما دمرت أو تضررت بشكل لا يمكن إصلاحه، وأصبح العديد منها غير صالح للاستعمال لفترات طويلة من الزمن. من بين هذه المباني، تم تدمير ما يقرب من 17000 مبنى مدرسي ومعظم المستشفيات الرئيسية القريبة من مركز الزلزال أو تعرضوا لأضرار بالغة. تأثرت خطوط الإنقاذ بشكل سلبي، لا سيما الطرق الحيوية العديدة والطرق السريعة التي أغلقت بسبب الانهيارات الأرضية وانهيار الجسور. ظلت عدة مناطق مقطوعة عبر الطرق البرية حتى بعد ثلاثة أشهر من الحدث الرئيسي. تعطلت خدمات الطاقة والمياه والاتصالات السلكية واللاسلكية لفترات زمنية متفاوتة، على الرغم من استعادة الخدمات في معظم المناطق في غضون أسابيع قليلة.

ويعد النشاط الزلزالي في جنوب آسيا قوياً، لأنه نتيجة مباشرة لتصادم اللوحين الهندي والأوراسي، والذي ينتج عن الحركة الشمالية الغربية للصفيحة الهندية بمعدل 4-5 سنتيمترات في السنة. أدى الاصطدام المتكرر إلى كسر الصفيحة الهندية إلى عدة شرائح تحت حوض كشمير والمعروفة باسم منطقة الزلازل إندوس-كوهستان.

  • 4- زلزال مقاطعة سيتشوان في الصين 2008

في 12 مايو/ أيار 2008، ضرب زلزال بقوة 8 درجات على مقياس ريختر منطقة جبلية في جنوب وسط الصين، مما أدى إلى سقوط مبان وتسبب في انهيارات أرضية في المدن، وقتل ما يقرب من 70 ألف شخص. أصبح زلزال سيتشوان عام 2008 (الذي يطلق عليه أيضاً زلزال ونتشوان عام 2008) أكثر شهرة لفضح أساليب البناء الرخيصة المستخدمة في المدارس في جميع أنحاء المنطقة، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى من الأطفال.

أذهلت حصيلة وفيات الطلاب البلاد. من بين القتلى أو المفقودين ما لا يقل عن 5000 طالب، وفقاً للحكومة الصينية، تم سحق العديد منهم عندما انهارت مباني مدرستهم عليهم، ووفق لـ”يونيسف”، تضررت حوالي 12000 مدرسة في جميع أنحاء سيتشوان من الزلزال، أو واحدة من كل سبع مدارس.

  • 5- زلزال بورت أو برنس (هايتي) 2010

من أقوى الزلازل التي ضربت المجتمع الحديث، كان زلزال بورت هو الأسوأ في المنطقة منذ أكثر من 200 عام، وتبعته عدة هزات ارتدادية. ضرب الزلزال بقوة 7 درجات بالقرب من بورت أو برنس، وتضرر نحو 3,500,000 شخص من الزلزال، فيما توفي ما لا يقل عن 220 ألف شخص، كما تعرض أكثر من 188,383 منزلا لأضرار بالغة. وأصبح 1.5 مليون شخص بلا مأوى، كما تضررت 4000 مدرسة. توفي 25% من موظفي الخدمة المدنية في بورت أو برنس، بالإضافة إلى تضرر 60% من المباني الحكومية، والإدارية.

غادر أكثر من 600,000 شخص منطقتهم الأصلية في بورت أو برنس وأقاموا في الغالب مع عائلات مضيفة في ذروتها، كان هناك مليون ونصف المليون شخص يعيشون في مخيمات، بمن في ذلك أكثر من 100,000 شخص معرضون لخطر شديد من العواصف والفيضانات بعد الزلزال كان هناك 19 مليون متر مكعب من الأنقاض والحطام في بورت أو برنس.

  • 6- زلزال توهوكو (اليابان) 2011

في 11 مارس/ آذار 2011، ضرب زلزال بقوة 9.1 درجات المنطقة الواقعة قبالة الساحل الشرقي لهونشو باليابان. ووصل تسونامي الناتج على امتداد طوله 1200 ميل من الساحل الياباني في غضون 30 دقيقة بأمواج وصلت إلى أقصى ارتفاع يبلغ 130 قدماً، دمرت المياه العديد من المناطق الساحلية.

تسبب زلزال شرق اليابان الكبير (وهو الاسم الذي أعطته الحكومة اليابانية للحدث) في اكتساح المياه لأكثر من 200 ميل مربع من الأراضي الساحلية، وقدرت الأمواج بارتفاع 38 متراً، وهو ارتفاع مبنى مكون من 12 طابقاً.

وقتل أو فقد ما يقدر بنحو 20 ألف شخص وأجبر ما يقرب من 500 ألف شخص على الإخلاء. بالإضافة إلى ذلك، أدى انهيار محطة للطاقة النووية إلى حدوث حالة طوارئ نووية. تقدر الخسائر الاقتصادية المباشرة من الزلزال وتسونامي والكارثة النووية بنحو 360 مليار دولار.

على الرغم من أنّ اليابان رائدة على مستوى العالم في التأهب للكوارث، إلا أن زلزال توهوكو عام 2011 تسبب في أضرار جسيمة واحتياجات إنسانية تتطلب استجابة دولية.

تسبب في أضرار جسيمة واحتياجات إنسانية (ساتوشي تاكاهاشي/Getty)

في القرن الماضي، كان العالم على موعد مع العديد من الزلازل المدمرة، وأكثرها قوة وتأثيراً كانت في أميركا الجنوبية وأميركا الشمالية، وروسيا.

  • 1- زلزال التبت 1950

في 15 أغسطس/ آب من عام 1950 ضرب زلزال في منطقة شيزانج الحدودية الهندية وكان مركز الزلزال بالقرب من منطقة ريما، التبت، ونتيجة للزلازل تم تدمير العديد من المباني وقتل ما بين 1.500 و3000 شخص، بحسب ما ذكرته مجلة geology science.

  • 2- زلزال جزيرة كامتشاتكا 1952

في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1952 ضرب زلزال بقوة 9 درجات على مقياس ريختر قبالة ساحل شبه جزيرة كامتشاتكا.

أدى الزلزال إلى حدوث تسونامي سافر عبر المحيط الهادئ، ووصل إلى جزر هاواي بعد عدة ساعات. بلغ ارتفاع الأمواج حوالي 33 قدما في أجزاء من الجزر، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية. ولحقت أضرار جسيمة بالشواطئ والأرصفة والقوارب والطرق.

وصل تسونامي في النهاية إلى الجانب الآخر من المحيط الهادئ، حيث تم الإبلاغ عن موجات يبلغ ارتفاعها حوالي 5 أقدام في كاليفورنيا. كان من الصعب الحصول على معلومات حول الوفيات في روسيا لأن الكارثة كانت تعتبر من أسرار الدولة من قبل الاتحاد السوفييتي آنذاك، إلا أن صحفاً أميركية رجحت حينها أن عدد القتلى تجاوز 1000 قتيل.

  • 3- زلزال فالديفيا 1960

أقوى زلزال تم تسجيله في التاريخ الحديث، وهو زلزال بقوة 9.5 درجات هز (بيو بيو) في تشيلي، بتاريخ 22 مايو/ أيار 1960. وفقاً للمراكز الوطنية للمعلومات البيئية (NCEI)، كان هذا الزلزال واحداً فقط من سلسلة الزلازل التي استمرت لأيام وتمزق قسم طوله 600 ميل من الصدع.

وصف بأنه أقوى زلزال تم تسجيله في التاريخ الحديث (Getty)

تسبب الزلزال الرئيسي أيضا في حدوث تسونامي دمر جزءًا من الساحل التشيلي ولكن شوهد أيضًا على الشواطئ في جميع أنحاء المحيط الهادئ. يُعتقد أن ما يصل إلى 5700 شخص قد لقوا مصرعهم، وأصيب حوالي 3000 في الزلزال وأمواج المد.

  • 4- زلزال ألاسكا الكبير 1964

ضرب الزلزال منطقة الأمير ويليام ساوند في ألاسكا في 24 مارس/ آذار 1964، واستمر بقوة 9.2 درجات لمدة 3 دقائق وشعر به الناس في منطقة كبيرة من ألاسكا وفي أجزاء من إقليم يوكون وكولومبيا البريطانية في كندا، وفقاً لما ذكرته صحيفة ذا غارديان البريطانية.

تسببت الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال في حدوث ما يقدر بنحو 20 موجة تسونامي ودمرت العديد من البلدات على طول خليج ألاسكا. كما تم الإبلاغ عن أضرار جسيمة في كولومبيا البريطانية وهاواي والساحل الغربي للبر الرئيسي للولايات المتحدة، غير أن عدد الضحايا لم يكن كبيرًا نظرًا لقلة الكثافة السكانية في المنطقة فقد أودى بحياة 131 شخصًا فقط، وفقاً لما ذكرت إحصائيات رسمية. وبحسب العلماء، تعد ألاسكا من المناطق النشطة زلزالياً، إذ يحدث زلزال كل 10 دقائق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also
Close
Back to top button