استطلاع
تاريخ المقاهي في طرابلس يعود الي عهود قديمة قدم المدينة العتيقة بطرابلس لصيق بوجود الحارة والليبي البسيط الذي ارتادها منذ الصغر ليستمع للحكايا والطرائف مع المشروبات الساخنة والباردة ولعبة الورق والأرجيلة والتي فيها التقى بأصحابه وحكى همومه وفكر وبكى وضحك .نجاح مصدق
**نجاح مصدق
مقاهي طرابلس ..
حكايات شعبية وفضاءات ثقافية وسياسية وملتقيات
وتطور عبر السنين دور هذه المقاهي ونشاطها وما تقدمه لزبائنها مع تقدم الحياة ومتطلباتها من مقهى الحاجى عبد الله بالمدينة القديمة في شارع الوادي و مقهى موسى المشهور بالحكواتي و الجيلاني جانب باب البحر إلى مقهى زرياب وكافيه كورسو إلى مقهى الحاج خليل تحت قوس الأربع عرصات المشهور بتزويد سكان المدينة بالحليب الطازج في الخمسينيات الى التسعينيات وغيرها من المقاهي التي فاحت منها رائحة السحلب والكاكاوية المعطرة والشاهي باللوز والحلبة مثلت كل تلك المقاهي انعكاساً للتركيبة الاجتماعية للمدينة ودليلاً على التنوع بمن كانت تستقطبهم من زبائن فروادها لفيف منوع من البسطاء والفنانين والأدباء والعازفين والحكاواتيه والمنشدين للمالوف والتواشيح إلى الهواة والتجار وتطورت مع السنين وتغيرت الاسماء ولكن ظلت المقاهي محافظة على ذات الروح وطورتها فلم يعد يقتصر مكانها على كونها ملتقى لتبادل الاحاديث بل يمتد هذا المكان الذي يعد بمثابة ذاكرة شعبية إلى تشكيل ثقافة ووجدان الشخصية الليبية حيث من تلك الجلسات والاحتكاكات والموروث الشعبي تشكلت الثقافة الشعبية الليبية والتي يأخذ منها الليبي ميراثه ويكون وجدانه وشخصيته تاريخ قديم ووذاكرة شعبية.
مقهى الاورورا بميدان الجزائر ومقهى الفنانين بشارع عمر المختار والبرلمان بين الغزالة والميدان ومقهى محطة الظهرة وكافي روما وغيرها من الاسماء الجديدة مقاهى تستطيع من خلال رصد الهوية والشخصية الليبية بتفاصيلها الواضحة وبثقافتها وملامحها المتطورة .
الحاج محمد من رواد الاورورا قال المقهى ملجئي التي اهرب إليها من همومي اليومية وملتقى اصدقائي امضي فيه ساعات مع القهوة وأعود منه بنفس جديد وطاقة مختلفة.
اما السيد عثمان بشير من رواد البرلمان حدثنا عن شدة ارتباطه بهذا المكان ومايمثله من قيمة داخله أثرت ولازالت تؤثر في تفاصيل حياته .
ملتقى اجتماعي وبراح رأي
السيد سالم التكبالي يقول في المقهى نتبادل آراء في أمور مختلفة سياسة وفكر وشؤون حياة نختلف ونتفق احياناً ولكن تبقى للعودة للجلوس هنا على هذا الكرسي متعة خاصة وطعم مختلف ننتظره كل يوم.
منتديات سياسية وفضاءات ثقافية
د. سالم عون يقول المقهى ليس مكان فقط لألتقي أصدقائي ولكنه ملتقى حقيقي لتبادل الآراء ومناقشة المستجدات السياسية والثقافية المقهى يمثل تيارات مختلفة وأصحابها لهم رؤى متباينة وفي نظري يعد المكان الوحيد الذي تستطيع ان تعده ملتقى حوارى متوازن لأنه إلى حد ما تختلف فيه الرؤى ووجهات النظر دون خلافات أو تعصب .
بوتقة احتكاك ومراكز توجيه
السيد عماد رضى يقول: انه يحب رؤية الفنانين ومتابعة اخبارهم وليس هناك افضل من شارع عمر المختار ومقهى الفنانين لذلك آخر الأعمال والمشاريع الفنية والألحان الجديدة تجدها هناك المقهى يقدم خدمة لا تقدمها منتديات ومراكز كبرى
وبوثقة ينصهر فيها المثقف بالمواطن العادي بالسياسي بالتاجر والفنان .
ملتقى اجتماعي
الدور الذي يلعبه المقهى يمثل تجمعاً اجتماعياً يؤثر حتى على الرأي العام السيدة اسمهان علي قالت: اذهب إلى كافي مع صديقاتي والتقي بسيدات تجمعني بهم مشاريع تجارية نلتقى في المقهي أو الكافي لنتفق على خطوة او مشروع معين او اتمام صفقة ما خارج إطار المنزل أو المكتب.
هكذا هي مقاهي طرابلس أما شعبية وأما تاريخية وأما حديثة ولكل منها جمهور وشريحة عمرية مختلفة ترتادها ترسم ملامح الشخصية الليبية وتحاكي واقعها وتطلعاتها وتحتفظ بالهوية الليبية وتخلق وعياً وطنياً أو توحد رؤى معينة فنية أدبية أو سياسية أو اقتصادية أو رياضية واجتماعية من الشريحة المستهدفة اشار55% الى أن أغلب من يقصدون المقاهي للهروب من المنزل ولقاء الأصدقاء في حين 30%للحوارات والمناقشات واللقاءات المختلفة سياسية كانت أو ثقافية أو فنية وحتى التجارية بينما 15%قالوا هي مكان لمتابعة المباريات وآخر أخبار الأندية الرياضية والكرة.