من الأخير
“30” ألف دينار”
هشام الصيد
ليس فاتورة لإجراء عملية قلب مفتوح .. جراحة دقيقة لاستئصال ورم من المخ أو النخاع الشوكي ..
وإنما فاتورة لطفل عمره عشرة أشهر يرقد في عناية إحدى مصحات القطاع الخاص بسبب وعكة صحية ألمت به بسبب برودة الطقس هذه الأيام كان لها تأثير مباشر على جهازه التنفسي ..لم يتحصل على سرير في عنايات مستشفيات ” مافيش سرير وتمريض “، بسبب الاستهتار بحياة المرضى الذي يحدث في زمن صحة الوجه.
رغم ارتفاع تكاليف الخدمات في المصحة إلا أن الأطباء قاموا بإنقاذ حياة الطفل من موت محقق في الوقت الذي كان يجب على أطباء القطاع العام هم من يقوم بهذه المهمة العسيرة المنتعشين بحجج نقص الإمكانيات والأسرة والتمريض .
مع العلم ان وزارة الصحة استطاعت طيلة الشهر الماضية القيام بتجيهز عدد كبير من المستشفيات والمجمعات الذهبية بكل الإمكانيات فهذا الدعم لتطوير وتحسين الخدمات الصحية لم تتحصل عليه المستشفيات من عقود مضت في خطوة يهدف من خلالها إعادة الثقة في الطبيب الليبي وتوطين العلاج بالداخل والتي يشيد بها القاصي والداني.
ومن هذا المنطلق كان لزاماً على المسؤولين في الوزارة بالتنسيق مع مدراء المستشفيات في طرابلس العمل على تشكل لجنة لمتابعة عمل أقسام الأطفال ودعمها حتى تتمكن من أداء المهام الموكلة لها خدمة للمرضى من الأطفال في فصل الشتاء بسبب برودة الطقس .
وكان لزاما عليها أيضاً العمل على زيادة عدد الأسرة في الأقسام والتنسيق لضخ عناصر التمريض للعمل فيها على مدار الساعة حتى يتسنى لها تقديم أفضل الخدمات للمرضى من الأطفال وتنتهي الحجة الواهية ” مافيش سرير، مافيش تمريض”.
فها الأمر يطرح تساءل كبير طالما وزارة الصحة لديها القدرة على ضخ مل هذه الأموال لدعم المستشفيات لماذا لم تستكمل المهمة وتقوم بإقناع العاملين في الأقسام وتحفيزهم على سبيل المثال، حتى يتسنى لهم العمل على مدار الساعة خدمة للمرضى.
وحالة الطفل التي وصلت فاتورة علاجه لأكثر من 30 ألف دينار في مصحة خاصة خلال 10 أيام تسجل انطباع لدى المواطنين بفشل القطاع العام بتقديم خدماته الطبية للمرض رغم هذه الإنفاق غير المسبوق لدعمه .
ما يوضح أننا سنبقى في نفس الدائرة ” جيب وسادة وبطانية” ، “مافيش سرير ومافيش تمريض”، واخدم مريضك بروحك، مع توفير الأدوية والتحاليل.،وهي ” الحرث في البحر”. طالما لاتوجد إدارات مستشفات قوية لديها القدرة على ضبط الأمور بعيداً عن المجاملة والمحاباة إذا كان لديها رغبة في تطوير العمل.