التصنيفات: تحقيقات ولقاءات

قلوب تنبض بعشق التراث الليبي وعيون تتكحل بأصالته

بعيدا عن أنظار أهل الاختصاص ..
قلوب تنبض بعشق التراث الليبي وعيون تتكحل بأصالته

مخزون ثقافي ثري ومتنوع تشتهر به مدينة غريان ، ومن بين ذلك الأزياء الشعبية والتي كاد يطويها الزمن ويلفها طي النسيان ، لولا نسوة آمنّ بأن الزي الشعبي لا يضاهيه شيء ويجب لتمسك به والمحافظة عليه ، ولأجل ذلك أنشئت في غريان جمعية الأمهات الخالدات لتدريب المرأة ،صحيفة ليبيا الإخبارية دعما منها للتراث الأصيل وتشجيعا لمن يستهوى قلبه الموروث الثقافي كانت لها زيارة لمقر الجمعية والتقت بعدد من العاملات به ، نوجز فحوى لقاءاتهن في التالي :

■ عدسة ومتابعة : عبدالباسط حميدان

تعددت المقار والهدف واحد
بعد ترحيبها بالصحيفة قالت السيدة فاطمة محمد الشرقاوي مدير جمعية الأمهات الخالدات : أنشئت الجمعية بمدينة غريان عام 1979 وظلت صامدة إلى يومنا هذا ، تتحدى الصعاب لتنتصر للمرأة ولتحافظ على هوية وأصالة الأجداد من خلال تدريب المتدربات من ربات البيوت وصولا إلى حملة شهادة الدكتوراه في دورات تدريبية عدة ، تستغرق كل دورة 9 أشهر تمنح فيها المتدربة شهادة تخول لها العمل بمقتضاها ، بعد تلقيها دروسا عملية في كيفية صناعة الزي الوطني وفن صناعة السجاد والحياكة والتفصيل والتريكو اليدوي علاوة على صناعة العباءة عبر ما يعرف ( بالمسدة ) ، من قبل المعلمات بالمركز واللاتي يفوق عددهن 25 مدربة ، لقد مر ت الجمعية بعدد من المقار عبر سنواته الطوال إلى أن وصل عليه الحال الآن .
حجرتان لا ثالث لهما
وعن المقر الحالي قالت السيدة فاطمة الشرقاوي للأسف المقر الحالي لا يتناسب مع حجم عطاؤنا وطموحاتنا ، إذ يقتصر على حجرتين فقط بمبنى بالمعهد المتوسط للمهن الشاملة وبهذه المناسبة أود أن أشكر مدير المعهد الأستاذ محمد الزغني على وقوفه معنا ، وهو الذي يساند المدربات والمتدربات وكأنهن شقيقاته ، والشكر موصول للسيدة فوزية مادي على ما قدمته لهذه الجمعية عبر سنوات خلت وللسيد انطاط محمد الذي وقف مساندا للجمعية .


متى تنجز الوعود !!
وعن مدى تعاون باقي الجهات مع الجمعية قالت السيدة فاطمة : طرقنا أبواب جميع المسؤولين بغريانوفي مقدمتهم المجلس البلدي غريان ، والكل وعدنا خيرا ولازلنا ننتظر متى ينجزون وعودهم لنا ، بل منهم من وعدنا بإيفاد عدد من المدربات إلى دولة تونس الشقيقة للرفع من كفاءتهن .
بأيدينا ننتج ونبدع
وعن الامكانيات المتاحة بالجمعية قالت : لا نملك لا معدات ولا آلات خياطة ، ويقتصر عملنا على الشغل اليدوي فقط وبإمكانياتنا الذاتية ، نحضر من بيوتنا ونشتري من مالنا الخاص ما تحتاجه الجمعية ، حتى لا تتوقف عجلة دوران شغلها ، لقد قدمت هذه الجمعية بمعية مراكز تدريب المرأة في غريان خريجات ساهمن من بعد تخرجهن في الانتاج من خلال العمل في عديد المصانع بغريان خلال تسعينات القرن الماضي على غرار مصنع غريان للملابس الجاهزة ومصنع الأحدية بغريان ومصنع جندوبة للملابس الجاهزة وغيرها من المصانع .
واستطردت السيدة فاطمة الشرقاوي قائلة : لأجل تدريب المرأة وتعلمها فنون الحياكة والتطريز وصناعة الملابس كنا في السابق نجوب بسياراتنا الخاصة في مناطق الاصابعة و ككلة والرابطة والعربان ونقدم للمتدربات دروسا في فنون هذه الحرفة التي تحتل مكانة كبيرة في قلوبنا .


معارض داخلية
مع كل نهاية دورة تدريبية نقيم معرضا وبإمكانياتنا الذاتية نعرض خلاله منتوج المتدربات ، الكل يشيد بمنتوجنا وينبهر به ولكن لا أحد يدعم الجمعية أو يتبنى برامجها وأنشطتها ، كما نشارك في بعض المعارض في غريان وترهونة وطرابلس وبنغازي ، وفي المعرض الذي نظم مؤخرا بغريان أنبهر السفير الهولندي بجناحنا وبمنتوجنا ، وطموحنا المشاركة بمنتوجنا في معارض خارج ليبيا ، ونحن بصدد تنظيم معرض كبير خلال شهر أبريل القادم يتضمن كافة المنتوجات الوطنية والصناعات التقليدية للتعريف بها .
أصمان ينطقان إبداعا
من بين الخريجات بالجمعية شقيقتان أصمان من منطقة القواسم بغريان ، بعد تخرجهما من الدورة افتتحتا معا محلا لبيع منتوجهما في مدينة طرابلس ضمن برنامج الأسرة المنتجة ، وعلى منوالهما نسجا العديد من المتدربات اللاتي افتتحن مشاغل لمنتوجاتهما بغريان .
نتحدى تركيا ونعد بالأفضل
وأردفت مديرة الجمعية في حديتها لصحيفة ليبيا الإخبارية بحماس كبير مقسمة بأنها والمدربات بالجمعية قادرات على تحدي المنتوج القادم إلينا من دولة تركيا وغيرها ، ويعدن بتقديم منتوج أفضل لو وفر لهن الإمكانيات وبإمكانهن توفير الزي المدرسي بسعر أقل بكثير مما عليه الآن وبجودة عالية .
نداء لمعالي الوزير
وجهت السيدة فاطمة الشرقاوي مديرة الجمعية وعدد من المدربات نداء استغاثة لمعالي وزير الهيئة العامة للثقافة لانتشال هذه الجمعية من الضياع وضرورة إيلائها الاهتمام والدعم والرعاية ، حتى تواصل مشوارها الإبداعي في مجال صناعة الملابس التقليدية ، والتعريف بمنتوجها أكثر في المعارض المحلية ولما لا والمعارض العربية والدولية ، مع فسح المجال لهن في دورات متقدمة في مجال فنون النسيج وصناعة السجاد للرفع من قدرات المدربات .
زجاج محطم ومعنويات مرتفعة
وختمت مديرة الجمعية قائلة : لدينارغبة جامحة وطموح كبير لتقديم أفضل منتوج ونبرهن للجميع أننا قادرون على تقديم منتوجات تضاهي ما يأتينا من خارج الحدود ، ولكن معوقات عدة تحول دون تحقيق ذلك في ظل غياب شبه تام للإمكانيات والمعدات وعدم اهتمام المسؤولين بنا ، علاوة على ضيق المبنى فكما تشاهد بعينيك زجاج الحجرة محطم ولا وجود لأي نوع من التدفئة ، ورغم كل ذلك لا يتنينا عن العمل لأننا عشقنا الأصالة والتراث وأحببنا معانقة النجاح ولو في ظروف قاهرة .


أجبرونا على الخروج واختفت معداتنا !!
السيدة المدربة نعيمة محمد الجالي : منذ يوم 25 / 8 / 1992 وأنا أعمل بمركز تدريب المرأة ، قبل مجيء لهذه الجمعية كنت في مركز تدريب المرأة بالسقائف ندرب المرأة على جميع فنون الحياكة والخياطة والتطريز حتى عام 2012 ، عندما أجبرنا على الخروج بالقوة من المركز واختفت آلات الخياطة وكافة المعدات عن الأنظار ، حقيقة تدريب المرأة على الحياكة والتطريز وصناعة الملابس والسجاد والزي التقليدي لا يحظى بأي نوع من الدعم والتشجيع ، وكما تلاحظ بنفسك نحن في حجرة زجاجها محطم والتدفئة عبر التكييف لا وجود لها ، نكتفي بإحضار المدفأة من بيوتنا ، لا إمكانيات للحرفة و لامعدات ولا آلات خياطة ، كل شيء غائب إلا الإرادة حاضرة فشغلنا يدوي وبإمكانياتنا البسيطة ، قمت بتخريج عديد الدفعات من المتدربات منهن من افتتحن مشاغل في غريان ، يقمن ببيع ما ينتجن .
امنحونا دعما نعطيكم إبداعا
السيدة المدربة فاطمة جمعة محمد : انتسبت لهذه الجمعية منذ عام 2000 ، وأقوم بتدريب المتدربات ممن يرغبن في تعلم حرفة الطي والنسيج ، حاليا نقوم بتدريب 18 متدربة بإمكانياتنا البسيطة والذاتية ، صراحة ينقصنا الكثير والكثير سواء من حيث المعدات أو المبنى الخالي من دورة مياه ونقص في الكراسي وانعدام آلات الخياطة ، ورغم ذلك لدينا منتوج يبهر الزوار حيث شاركنا في معارض بغريان وطرابلس ووصلنا المشاركة في معرض ببنغازي الكل يشيد بمنتوجنا ولكن لا أحد يدعمنا ، ولو وفروا لنا الدعم والامكانيات سنتحدى ما يورد لنا من خارج الحدود من ملابس ، ولذا نطالب الجهات المسؤولة على دعم الجمعية بكل ما يلزم الحرفة وتشجيع المرأة والمنتوج التقليدي للحفاظ عليه حتى لا يندثر .
السيدة المتدربة مبروكة سالم طروم : سمعت الكثير عن تدريب المرأة بهذه الجمعية فقررت الانخراط في هذه الدورة التدريبية والتي مدتها تسعة أشهر ، تعلمت على يدي المدربات التفصيل والخياطة والتريكو والتدبير المنزلي ، كل شغلنا يدوي في غياب تام لكل المعدات .
السيدة المتدربة ليلى رمضان الشيباني : في البدء أود أن أشكر المدربات على ما يقمن به من جهد كبير وجبار في سبيل تدريبنا وتعلمنا في ظروف صعبة جدا ، تعلمت خياطة الفساتين وصناعة القمصان والزي الوطني ( الزبون ) والبدل العربية علاوة على صناعة بعض الحلويات والأكلات ، نتمنى أن تحظى المرأة والحرفة بدعم وتشجيع حتى تزدهر صناعة الملابس الجاهزة والزي التقليدي .

منشور له صلة

الدكتور بوقرين يهني المغرب بنجاح أول عملية جراحية روبورتية

يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…

يومين منذ

صلاح البلاد في إصلاح التعليم.

د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…

3 أيام منذ

اليوم العالمي للسكري

د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…

6 أيام منذ

كلام الناس يكشف أسباب استيراد السلع من الخارج وإهمال المنتجات الوطنية!

في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…

6 أيام منذ

فاكانيتي والوباء والتطعيم

د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…

أسبوع واحد منذ

ليست بالحروب وحدها تدمر الأوطان

د.علي المبروك أبوقرين الأعداء المتربصين بالوطن لهم أهدافهم الواضحة ، ويسعوا جاهدين لتحقيقها ، مستخدمين…

أسبوعين منذ