بإختصار
فرق كبير بين مصطلح خمسة خمسة المتداول في لغتنا الدارجة بمدلوله الاجتماعي ، وخمسة خمسة بمدلوله السياسة ، هذه المرة حمل مصطلح خمسة خمسة الأزمة الليبية الى جنيف لتصبح مكان جديد للقاء الفرقاء الليبيين ، ليبدا معها فصل جديد من فصول الازمة التي لم يكتب لها نهاية بعد .
وتنفيذًا لما جاء في مؤتمر برلين حول الازمة الليبية في شهر يناير الماضي اختتمت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة ( الاجتماع مع نفسها ! ) وهي اللجنة المسماة 5+5 اجتماعها في قصر الامم المتحدة بجنيف برعاية البعثة الأممية للدعم في ليبيا من اجل تحويل الهدنة الهشة في ليبيا الى وقف لإطلاق النار بين الفرقاء ، ويبدو من خلال تصريحات ممثل الامين العام للامم المتحدة في ليبيا الدكتور غسان سلامة ان الاجتماعات حققت تقدما ملحوظا في مجالات عدة ، مشيرا أن طرفي اللجنة سيعودان لبحث نتائج جلسات جنيف مع قيادتيهما في ليبيا.
هذه الإيجابية التي جاءت في تصريحات سلامة أشاعت اجواء تفاؤلية بتثبيت وقف إطلاق النار ، الا ان الخوف في تقديرنا سيأتي من بعد عودة اللجنة الى قياداتهما في ليبيا والذي من المتوقع أن يؤدي إلى ظهور عقبات جديدة فإلاجتماعات التي اختتمت في جنيف هي إجتماعات تقنية بحتة بين عسكريين محترفين من كلا الجانبين ، وعند الرجوع إلى قياداتهما ستظهر أمورًا وتدخلات واراء لم تكن في الحسبان ، وقد تطيح هذه التدخلات بما تم التوصل إليه ، ضف إلى ذلك أن هناك أطرافًا داخلية وخارجية تسعي لاستمرار الاقتتال تحقيقًا لأجنداتها وهذا ما يفسر استمرار خروقات الهدنة وتوالي سقوط القذائف في مناطق مختلفة موقعة المزيد من الأبرياء ، ولابد ان نشير إلى أن سلامة اعرب عن إستياءه من عدم احترام (بعض الأطراف الدولية لمخرجات مؤتمر برلين ) وهذا لن يغير من حقيقة الوقائع على الأرض لاننا نحتاج إلى ما هو ابعد وأكبر من الإستياء .
إذا كانت هذه هي القراءات السياسية لاجتماعات لجنة 5+5 وقرب انطلاق اجتماعات المسارين السياسي والاقتصادي للحوار الليبي، حيث سيلتئم اجتماع المسار الاقتصادي في القاهرة في التاسع من فبراير ( مع صدور العدد ستكون اجتماعاته قد انطلقت ) ، فيما سيعقد اجتماع المسار السياسي في جنيف يوم 26 فبراير الجاري ، فإن الطريق لازال طويلا من اجل الحديث عن نهاية قريبة للازمة فكل هذه التحضيرات والاجتماعات هي تهيئة للمرحلة القادمة التي ستشهد مخاضا صعبا ، ومع هذا تظل الآمال معلقة بعودة الاستقرار إلى ليبيا .