كتاب الرائ

مهرجان مصراته العائلي للتسوق تجربة رائدة

مهرجان مصراته العائلي للتسوق تجربة رائدة

د. اسماعيل عبد المجيد المحيشي

مهرجان مصراتة العائلي للتسوق بحلته الثانية يعتبر كرنفالاً احتفالاً رائعاً يجمع بين متعة التسوق واقامة الفعاليات الترفيهية المتنوعة , وأعظم رسالة جاء بها المهرجان هي خلق أجواء التسامح و التقارب بين كل زوار المهرجان وغرس القيم النبيلة التي تعزز الروح الوطنية و الألفة الاجتماعية بين أبناء هذا البلد, هذا بالاضافة إلي تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية و الاجتماعية المستدامة , كما أنه يعتبر فرصة كبيرة للشباب وللقطاع الخاص لطرح رؤيتهم وأفكارهم وابتكاراتهم وهو فرصة أيضاً لفتح المجال أمام الشباب الباحث عن عمل وتشجيع العمل التطوعى الذي يعتبر المحرك الرئيسي لمثل هذه المهرجانات.

فلبيبا تمتلك مورثاً تاريخياً وثقافياً هائلاً عبر كل عصور التاريخ وهذا المورث مطموس حتى الآن وبمثل هذه المهرجانات يمكننا إظهاره بالطريقة المثلى و تحقيق التقارب بين الأجيال.

وهذا المهرجان خصوصاً يعتبر خطوة مهمة لتوعية المجتمع الليبي وتصحيح مفاهيمه الخاطئة حول أهمية القطاع الخاص و دوره الحقيقي في عملية التنمية الاقتصادية و مساهمته الكبيرة في تغيير نمط الحياة في ليبيا. كما أن للمهرجانات العديد من المزايا الأخري ككونها تعزز مفهوم ثقافة السياحة العائلية الداخلية الذي لم يطفو على السطح الإ مؤخراً.

ومدينة مصراتة تتمتع بموقع جغرافي مميز على ساحل البحر المتوسط الشئ الذي منحها خاصية التناغم الداخلي و جعلها حلقة وصل بين شرق البلاد وغربها وتنظيم مثل هذه المهرجانات فيها يعطيها مكانة مرموقة لتكون واجهة تجارية سياحية وترفيهية للأسر الليبية كما تعتبر هذه التجربة تجربة رائدة يتوجب علينا دعمها وتمريرها إلى المدن الليبية الاخرى و فتح المجال أمام ابتكارات و أفكار جديدة.

و لا ننسي ما يتيحه المهرجان للزّوار من متعة في التسوق والإستفادة من العروض التجارية الترويجية والتخفيضات على السلع المختلفة و تنظيم المسابقات ومنح الجوائز و الهدايا التي تخلق روح التنافس و التعاون والكثير من الشغف لتحقيق الفوز وهذا بدوره يعطي طابعاً خاصاً لمهرجان مصراتة العائلي , ونجاح هذه المهرجانات تكمن في الاستمرارية و الدعم والتشجيع المتواصل على التطوير من كافة مؤسسات الدولة.

وفي ظل ما يعانيه الاقتصاد الليبي من أزمات حادة وانقسام سياسي فعلي في مؤسسات الدولة التي أثرت على المجتمع الليبي بكافة شرائحه و أضعفت القوى الشرائية له , حيث تعتبر مثل هذه المهرجانات بمثابة محرك ايجابي للاقتصاد وللقطاع الخاص , كما إنها تعتبر فرصة لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة الشبابية و النسائية لإبراز منتجاتهم و خدماتهم في السوق الليبي وخطوة مهمة في ادائهم التسويقي الذي بدوره يساعد في تنمية الاقتصاد الوطني.

وحسب التقارير المحلية والدولية فإن هناك هجرة لرؤوس أموال ليبية هائلة إلي الخارج للبحث عن الاستثمارات خارج ليبيا و تنظيم مثل هذا النوع من المهرجانات سيكون له دور مهم في جذب المستثمر الليبي للإستثمار داخل البلاد.

فمصراته كما تم إعلانها مؤخراً بأنها ستكون عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2023 و هذا الحدث يشكل أهمية لنا جمعياً ويجب علينا استثماره في كيفية اظهار الموروث الثقافي والتاريخي الذي تتمتع به ليبيا عموماُ ومصراته خصوصاُ و الاستفاذة من هذا الحدث عن طريق تنظيم المهرجانات و الفعاليات والأنشطة التي تكون بدورها خطوة من خطوات تحقيق أهداف التنمية الشاملة.

أخيراً أعرب عن أسفي كمهتم بالشأن العام الليبي بأننا لم نرى أي تشجيع أو تمثيل من حكومة الوفاق الوطني أو المؤسسات التابعة لها في هذا الحدث الرائد الذي يحتاج الي الكثير من الدعم الحكومي و المؤسساتي ليثبت جذارته و مساهمتة في تحقيق التقدم المنشود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button