المخرج السينمائي . محمد المسماري لصحيفة “ليبيا الإخبارية “
حوار : محمد بنور
. أنا من الجيل الذي تشبّع بقصص وحكايات الموروث المحلي والعربي ..
. ريح القبلي ” يجمع عدة قصص مستوحاة من الواقع ..
. الفن رسالة سامية ومهمة صعبة ..
. مهمة الإخراج مهمة شخص مفتون بالفنون والعلوم ..
يبقى المخرج السينمائي د. محمد المسماري من بين أبرز المخرجين السينمائيين ، وهو احد الذين ساهموا في إثراء المكتبة السينمائية الليبية بعديد الأعمال التي تميز من خلالها في تقديم الفيلم الليبي بكل عناصره الفنية ، ولما لا فالمسماري يملك حسا فنياً راقياً حيث كانت الانطلاقة مع بداية دراسته في مجال السينما سنة 78 . بعد أوفد في دورة دراسية بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية ومكث فيها إلى سنة 83 وبعد تخرجه وعودته قدم أول أفلامه تحت اسم “المعرض ” وإلي جانب مهنته كمخرج سينمائي فهو أستاذ بكلية الفنون بجامعة طرابلس التقته صحيفة “ليبيا الإخبارية ” وهو يجهز لتنفيذ عمله الفني الجديد ” ريح القبلي ” وأجرت معه هذا الحوار
. عرفنا أنك مشغول في تصوير فيلم “ريح القبلي ” من وراء انتاجه ؟
. بعد أن ايقنت بأن لا حل في إيجاد من يتكفل بإنتاج الفيلم من القطاع الخاص أو العام ، باستثناء قناة ” بانوراما ” التي اعارتنا مشكورة آلة تصوير “300” وملحقاتها ، وكذلك الفنان محمود فكحال الذي وفر لنا معدات الإضاءة بالاضافة إلي فرقة أبناء العجيلي للفنون ، عليه قررت أن أخوض تجربة الإنتاج بجهدنا ، وبعد نقاش مع أسرة العمل الذين تحمسوا للفكرة ، وتوكلنا على الله ولظروف صحية المت بأحد الممثلين توقفنا عن التنفيذ ..
. قبل التوقف أين وصلت مراحل التنفيذ ؟
.. المراحل في بدايتها ، ولكن كما سبق وأن ذكرت لك لم يوجدتعاون ، وها نحن الآن نستعد إلي العودة مرة أخرى للتنفيذ ، بعد إعادة ترتيب أوراقنا خاصة بعد أن خفزنا التجاوب الذي لقيناه من الإخوة المسؤولين على قطاع السينما بالهيئة العامة للثقافة التى نأمل أن تتكفل بإنتاج الفيلم وتحقق لنا طموحنا وأمالنا فنياً ، وليس مهنياً ومن خلاله المساهمة في بناء صناعة فن مرئي يرتقي بمستوى المشهد الثقافي المحلي .
. كيف بدأت فكرة اعداد وتجميع فيلمك هذا ؟
.. في الحقيقة الفكرة كانت تروداني منذ زمن ليس بالقريب ، تحديداً من أوائل التسعينات ، فهذا العمل الفني لم يكتب له أن ينجز حيث كنت أرغب في تنفيذه سينمائياً ، عندما كانت هناك مؤسسة للسينما ، وهو حلمي الذي دفعني إليه عشقي لهذا الفن الراقي الذي انبهرت به منذ نعومة أضافري ومازالت أحلم كما كنت طفلاً أن أحقق هذا الحلم .
. إذاً أنت لأي جيل تنتمي ؟
.. أنا من الجيل الذي تشبّع بقصص وحكايات الموروث العربي والمحلي من أبوزيد الهلالي بأشعارها ، إلي عوج بن عناق ونفيص وفحيج ودخول الطليان ومقاومة ” أحمد المريض ” وزملائه المجاهدين والمناضلين الشرفاء ، حيث تعلمت منهم أسمي معاني الوفاء والاخلاص لهذا الوطن الذي يجب أن يكون أغلي ما أملك ، وحملني وأمانة وواجب يجباً أن أقوم به ، ، ومع جهدي المتواضع في المساهمة في التعريف ونشر المعرفة لهذا الجيل والجيل القادم ..
. ماهو الموضوع الذي تتناوله من خلال فيلمك هذا ؟
.. هناك من يرى أن المواضيع التاريخية عفى عليها الزمن ، وأنا أرى بأن التاريخ وبما فيه من أحداث هو داعم و بنا حيث يجسد موضوع الفيلم أروع قصص الولاء لله وللوطن والتضامن ونكران الذات ، ومن أولويات المثقف ، والفنان خاصة ، أن يبرز هذه المحطات من تاريخنا الفني بكثير من الأحداث التى لا يعلمها الكثير منا خاصة في هذا الزمن الذي سيطرت عليه وسائل الاتصال والمعرفة التى تنهال علينا ولا تمت لنا بصلة وتاريخنا الليبي به رموز نفتخر بهم ونعتز وهذا أقل ما يمكن أن نساهم به خاصة من يملك المعرفة والتآثير أعني هنا الأديب والفنان ..
. ما الجديد الذي تحاول أن تقدمه وتريد أن تقوله من خلال “ريح القبلي ” ؟
.. لقد اجتهدت في البحث والدراسة لشخصيات واحداث ومواقع استوحيت منها هذا النص الذي يجمع عدة قصص مستوحاة من الواقع مع بعض المعالجة الدرامية ، والفيلم يحمل مشاهد تعكس جوانب إيجابية تنطق بها الشخصيات التى تحمل معاني سامية ورؤى تعكس حقيقة أسلافنا والجديد الذي اقدمه من خلال الحدوثة الدرامية هو ذلك الرجل الأغبر الشعث الذي ترك عائلته وزرعه وحرفته ، وحمل نعشه بيد وسلاحه بيد ، وصال وجال في معارك الجهاد فقدم التضحيات وواجه المصاعب وختم مسيرته شهيداً أو لاجئاً أو منفياً ، لم يعرفه المؤرخون ولم يذكره الناس ، ولم ينصب له شاهد ، هذه العبارة أفتتح بها الفيلم ، قد تكون إجابة كافية وتغني عن الشرح .
. وهل هناك أشياء أخرى يحملها الفيلم ؟
.. الفيلم يحمل ما نحن في حاجة إليه اليوم ، وهو اللحمة الوطنية وتقديم مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية ، كما أن الفيلم يحمل في ثناياه العديد من التجديد ، ولو على المستوى المحلي زد على أنني اعتنيت بالحوار وابتعدت عن الحشو والمبالغة إلى جانب الأهتمام بالناحية التشكيلية حيث تم أختيار مواقع التصوير بعد مسح جغرافي لعدد من المواقع واستعنت بصور ووثائق لمناطق تتميز بخصوصيتها من الصحراء إلى الساحل مروراً بواحاتنا وجبالنا وقرآنا ومدننا القديمة .
. وماذا عن المشاهد الليبي ؟
.. المشاهد اللليبي اليوم منفتح على أحدث الانتاجات العربية والأجنبية وهو على درجة عالية من متابعة الحديث في عالم الصورة عربياً وعالمياً ، وهذا يجبرنا على الارتقاء بالشكل والمضمون بما يرضي المتلقي الذي هو المستهدف أولاً وأخيراً ..
. ماذا عن الطاقم الفني المصاحب في التنفيذ ؟
.. بما أنني مؤمن بأن هذا الفن رسالة سامية ومهمة صعبة ؟ عليه وضعت أمامي هدفاً وهو أن أسس لجيل آخر يواصل المسيرة ويتبع النهج الصحيح في أن يتشرب المهنة من منهل المحترفين على مستوى عال من الدراية والحرفية على أسس علمي صحيحة ، لهذا أختار من اراه من الطلبة المتفوقين والشغوفين بالمهنة واتيح لهم فرصة المشاركة ، وهنا تكون الاستفادة للطرفين ، وأشير إلى أن مدير التصوير السينمائي يوسف النعمي هو أحد ابرز الطاقم الفني .
. حدثنا عن مهنة الأخراج في العمل الفني وبإيجاز ؟
.. لقد تعملنا من الأساتذة بأن مهمة الإخراج ليس بمهنة تدرسها ونتحصل من خلالها شهادة وأكد أن مهنته الإخراج تتطلب المقدرة على اتخاذ قرارات مستمرة في زمن ضيق وفي زحمة لذلك يجب وضع حلول أشبه بربان سفينة في عاصفة هوجاء .
. إذاً كيف تحقق أحلامك ؟
.. لكي تحقق أهدافك يجب أن تؤدي واجبك البيتي أعني هنا التخطيط على الورق ، ولن تستطيع أن تحقق هذفك وأن تضع الجزء الذي يؤسس جزء من اللوحة السينمائية الكاملة ، لهذا تراني أتجه إلي موقع التصوير وأنا لدي تصور ورؤية دقيقة على كل صغيرة وكبيرة وعلى كل مجريات العمل وبما أن هذا النص قد تبلور وتخمر منذ زمن في ذهني ، حيث صار حلم يراودني تحقيقه واسعى بكل جهد لتحقيقه اكتروني بدل سينمائي نظراً لأهميته كنص وموضوع أي أن هذا العمل لا أرتجال فيه ، وهنا أستطيع القول أن مهمة الآخراج هي مهمة شخص معجون بالفنون والعلوم والجنون فنياً ، وخاصة أن كنت تعير أهمية كبيرة للوطن الذي ولدت فيه ، والأخراج كالشعر كثير من ثيرثر ، وقليل من ينظم الشعر .
. نعرف أن صناعة السينما لها خطوات ، أين تكمن هذه الخطوات ؟
.. أكيد أن هناك خطوات تساهم في صناعة السينما ، ويجب أن يتبعها لتنفيذ العمل بإسس وقواعد صحيحة ، وبما أن فيلمنا ” ريح قبلي ” تدور احداثه في مواقع كثيرة متباينة تضاريسيا ونظراً لقلة الإمكانيات حيث نقوم بالتنظيم بآلة تصوير واحدة لها عيوب وميزات ، وبما أن ” ريح القبلي ” موضوعة بجمع بين السرد التاريخي والسيرة الذاتية لهذا قمت بوضع خطة العمل ككل من الشكل العام للفليم إلى الأسلوب حيث أن الفيلم تفوق نسبة تصويره وإنجازه 70% في مواقع التى تقبع المنظر ، عموماً قد تختلف على المناظر التى ترصيدها كميرتنا في مواقع الجبل الأخضر المتمثل في الغابات واحراش الجبل ، بينما نجد في المواقع المختاره التى ترتكز في جبل نفوسه وتضاريسه وقرآه المميزة لون آخر ، بينما في مواقع أقصى الشمال تقابلنا مساحات من امتداد البحر ولونه الأزرق ..
. هذا بالنسبة للتصوير الخارجي فماذا عن الداخلي ؟
.. المشاهد الداخلية أو التصوير الدالي تتفاوت مستوى أنارتها ما بين أضاءة وشعاع جهاز الكمبيوتر والفتيلة والقازة وإضاءة مبهرة وأخرى خافته ، وأكيد كل هذا التنوع في عملية التنفيذ تحتاج إلى دراسة مسبقة وخطة عمل دقيقة لكل مشهد قبل أن يتحرك الفريق الفني وينطلق اتجاه مواقع التصوير التي تم أختيارها ..
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…
د.علي المبروك أبوقرين الأعداء المتربصين بالوطن لهم أهدافهم الواضحة ، ويسعوا جاهدين لتحقيقها ، مستخدمين…