مناسبات يكثر فيها الكذب !!
الهادي شليق
لا أدري لمن ينسب القول ” يكثر الكذب في ثلاث مناسبات .. قبل الانتخابات .. وبعد رحلة صيد .. وأثناء الحرب ” ففي الأولى يبالغ السياسيون في خداع الناس ودغدغة مشاعرهم من خلال ادعاءات وأكاذيب بتحقيق المستحيل ، فلا يتحقق منها حتى الممكن السهل وينكشف الزيف بعد حصول الناخب على الأصوات المطلوبة التي أهلته لأن يجلس على كراسي الحكم ، لتبدأ بعد ذلك مظاهرات الرفض لسياسته ولينخفض مؤشر شعبيته وليتكرر السيناريو بعد سنوات أخرى ، وبنفس وادق التفاصيل .
وفي الثانية يتم استعراض البطولات وحسن التصويب والقدرة على ملاحقة الطريدة ورميها من أول طلقة بل في أحيان كثيرة تسقط أكثر من طريدة وبنفس الطلقة ، ليستمرأ الصيادون الكذب ويبهروا مستمعيهم ببطولاتهم الزائفة في الصحراء وكثير منهم يمر على سوق الحيوانات ليشتري ضباً او طيراً أو حتى صغير غزال يداري به فشله بعد ان يدمغه بحجر، وقد يدعي انه استطاع أن يمسك به حيا .
أما الثالثة فهي الأهم ولئن اعتبر الكذب فيها أحد وسائلها وهو ما يصنف تحت الحرب النفسية إلا أن المبالغة فيه والخروج عن الواقع المنظور والمعاش يعطي مؤشرات عكسية ، خاصة أمام التقدم العلمي الذي جعل السموات شاهدة على ما يحدث على الأرض وتبلّغ به في حينه أو بعد حين حسب الطلب ، وهو ما يدعو إلى توخي الدقة والمصداقية فيما ينقل من ساحات القتال إلى عامة الناس التي بلا شك أصبحت واعية ومتابعة لما تبثه الأقمار الاصطناعية وتفرز الصدق من الكذب .
وتظل الحرب شيئاً مرفوضاً ومكروهاً لما تحدثه من قتل ودمار وإرهاب وتهجير ، ولكن إذا فرضت عليك فليس أمامك بداً من خوضها والدخول في معتركها وتحشيد كل طاقاتك البشرية والمادية ، ويظل تحقيق النصر رهن بإيمان وبسالة وشجاعة المقاتلين ونوعية السلاح الذي مهما كان متقدماً لا ينفع إذا كان في أيدٍ مرتعشة .
