بإختصار
نسألكــــم الرحيـــل (1)
■ عصام فطيس
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد لم يكن أبي الطيب المتنبي يدرك أن المطلع الأول من قصيدته سينطبق على الشعب الليبي المنكوب تمام الإنطباق ، حل علينا العيد الأضحي المبارك ولم يمر عيد على الليبيين أسوأ من هذا العيد وهذه الأيام، رغم الاحتفاء الكبير بهذه المناسبة الدينية والتي تعني الكثير لعامة الناس، إلا أن الأزمات التي صاحبته قضت قضاء تاما على فرحته التي اعتاد الليبيون عليها وأصبحت من قبيل العادة (سِبر)، وفي يقيني أن الأزمات اليومية التي نعيشها لو وقعت في دول أخرى لرأينا حكوما ت تسقط وإضرابات واحتجاجات ، ولكن في ليبيا الأمر يختلف فالمواطن الليبي على رأي بعض المدونين (كاتينة حديد) لا كهرباء لا مياه لا بنزين، لا صحة، لا و لا ولا ، رغم أن لنا شركة عامة للكهرباء لها شنة ورنة (غير شنة بوشنة اللي ودرنا وعطاها) فلم نعاني من كوارث الكهرباء طيلة عقود، لتبدأ معاناتنا معها منذ العام 2011 إلى يومنا هذا، رغم الميزانيات الهائلة التي ابتلعتها وزارة الكهرباء وخبراؤها القادمون من وراء الحدود، إضافة إلى الصراعات للاستحواذ على الشركة بين مسؤوليها، وزاد الطين بلة الصراع الدائر للسيطرة ، والمحصلة هدر لمبالغ طائلة وانقطاع للتيار الكهربائي لساعات، الذي استنتجته واستنتجه جل الليبيين أن قصة الكهرباء وطرح الأحمال هي (طروح) مفتعلة والمستفيدون من ورائها حدّث ولا حرج! نبدأ، بعقود المحطات التي يتم الإعلان عنها والاتفاقيات التي توقّع مع الشركات الألمانية والتركية والتي ظلت حبرا على ورق، وكل توقيعة وراءها ما وراءها، وكله على عينك يا تاجر، ننتقل إلى قروش المولدات (جمع قرش) والذين ازدهرت تجارتهم ازدهارا لا مثيل له إلى درجة أن هناك مصانع في الصين وتركيا وقبرص ضاعفت من إنتاجها لتغطية الطلبات المتزايدة على المولدات من السوق الليبي، وكله يقتطع من لحم المواطن البسيط هذا إذا تبقى له لحم. المطلوب الآن من الجهات الرسمية رقابية أو تنفيذية أن تعيد طرح ملف الكهرباء وأزماتها المتواصلة والتي أصبحت وسيلة من وسائل قهر وإذلال المواطن والبحث عن الأيادي الخفية التي أحالت حياة المواطن إلى جحيم مستعر ، وبالأخص بعد فضيحة طرح الأحمال على طرابلس في عيد الأضحي المبارك رغم أن جميع المصالح الرسمية والمحال التجارية مقفلة وحتى الأعمال الحربية توقفت لهدنة إنسانية، وقطع الكهرباء عن الجنوب وما تبعه من قطع المياه عن العاصمة، وكله كوم والغاز صيانة توربينات المحطات ومحطة أوباري، وعلى رأي المحلل الإستراتيجي إياه هل نترك الدلاع يعوم في البحر! مايحدث عبث وبالعامية (… لفظ يعاقب عليه القانون) ، وبإستثناء جهود الفرق الفنية والهندسية للكهرباء ، فالفشل الذريع صنو للشركة ووزيرها إذا كان لها وزارة والعيد كان آخر اختبار لهم، وبناء عليه نسألكم الرحيل لأن الناس فدت، إلا إذا كان للرئاسي حسابات أخرى.
الأسبوع القادم .. مع سبق الإصرار والترصد!.