الوضع الثقافي ودور الهيئة العامة للثقافة لقيادته في ليبيا
أ.حسن أونيس رئيس الهيئة العامة للثقافة:
أ.حسن أونيس رئيس الهيئة العامة للثقافة:
الوضع الثقافي ودور الهيئة العامة للثقافة لقيادته في ليبيا
– (الثقافة )كما هو معروف تعبير عن هوية الوطن، وبنيان الشخصية الوطنية واظهار دورها الحضاري، والتأسيس لوعي عام.
ورغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها ليبيا، حرصت الهيئة العامة للثقافة، أن تقوم بواجبها الوطني في إبراز الوجه الحضاري لبلادنا الحبيبة ،وفتح آفاق للنقاش والتحاور حول بعض السلبيات التي فرضتها المرحلة.
فعلنا كل هذا، ولا زلنا نبذل الجهود رغما عن أنف الظروفةالقاسية التي لا تخفى على كل مطلع ..وقلة الموارد العامة المرصودة لقطاع الثقافة، فجاءت جل أعمالنا في التعامل مع المشهد الثقافي الحالي، ليس على المستوى المركزي فقط، وإنما تعدت هذه الرؤية على مستوى مكاتب ومراكز الثقافة شرقاً وغرباً وجنوباً على قدر استطاعتنا، فعلى سبيل المثال لا حصر قمنا مؤخراً بطباعة عدد 67 كتاب لكتّابٍ من مختلف أنحاء الوطن، بغض النظر عن مكان أصحابها، وانتماءاتهم على الخارطة السياسية ، ونحن بصدد اصدار المزيد من مثل هذه الأعمال.
وأيضا قمنا باستعادة النشاطات الثقافية الدورية في غالب مكاتبنا الثقافية محلياً ،كما لا ننسى أيضا عدم تخلي ليبيا عن دورها الثقافي في محيطها عربياً وإقليمياً ، فحرصنا رغم قلة ذات اليد على ألاّ يكون مكان ليبيا شاغراً في المحافل الثقافية ، بل وكانت غالباً مشاركتنا تلقى الترحيب والاحتفاء ، فعلى سبيل ما حصل في معرض الكتاب في القاهرة، وما حصل فيه من توحيد كلمة مثقفي ليبيا تحت رايتنا ودعمنا، وغيرها في العديد من المؤتمرات الوزارية العربية والاقليمية.
أما فيما يخص صعوبة العمل في الظروف الراهنة بعد الهجوم على طرابلس، فتتمحور نظرتنا حول التعامل مع الوضع الراهن كوضع استثنائي نتعامل فيه مع المشهد الثقافي ، حسب تطور الوضع فلأول مرة تشهد الثقافة ظروفاً قاهرة على موظفيها ، و موظفاتها. إذ نباشر عملنا اليومي في ظل سماع صوت الطائرات و المدافع من فوقنا.. و هناك العديد من موظفينا قد طالهم سيف التهجير، و النزوح ، و مع هذا فقد صمدنا ،و لم نتوقف رغم تناقض هذه الأحداث مع غالب مناشطنا و طبيعة موظفينا و مثقفينا.
وفي نفس الوقت فإننا لم ننسى واجباتنا على المدى البعيد، و نحاول جهدنا رغم قلة مصادرنا و تضاؤل حجم ميزانية البرامج في ميزانيتنا المرصودة، و في هذا السياق لا يسعني إلاّ أن أشكر مثقفينا و فنانينا الذين يقفون معنا و لديهم إحساس بصعوبة المرحلة.
و كي لا ننسى، وكما تعلمون فإن دور الثقافة في مرحلة مابعد تحقيق الاستقرار للعاصمة، يعتبر أكثر تحدياً من حيث التعامل مع الآثار المدمرة للقيم و النسيج الاجتماعي لما بعد الحرب و نحن نطمئنكم بأننا نعمل على وضع خطة شاملة لإدارة المشهد الثقافي، لما بعد الحرب مما من شأنه أن يرمم ما أصاب مجتمعنا و ضميرنا الوطني من جراح و آلام.
نحمد الله على توفيقه والشكر موصول لكل المثقفين وأعضاء الهيئة الذين تحملوا كل الصعاب وبذلوا الجهد من أجل النهوض بالثقافة في ليبيا ولاشك أن هذه الإرادة الجماعية في النهوض بالثقافة في ليبيا، مكنت الهيئة من انجاز الكثير ،والوقت لا يتسع للتعداد ، وإنما فقط الإشارة إليه.. وكلنا أمل أن الجهات المسؤولة في الدولة ..ستعطي اهتمامها ودعمها العام.. لإنجاح الخطط والبرامج الموضوعة ..وهو ما سيعود على الثقافة والمجتمع والدولة بالاحترام والنجاح، وفي الحقيقة اذ تظافرت الجهود فإن هذه الصعوبات قد يتم تجاوزها ..ومنها المشاكل التنظيمية والهيكلية مثل :
فصل بعض الجهات التابعة والقيام بإرجاعها للهيئة وتخصيص ميزانية كافية تمكننا من القيام بواجبنا وتحقيق الأهداف المتوخاة في هذه المرحلة..ودامت ليبيا حرة أبية ..