المنوعات

أسرار .. من أدرار

أسرار .. من أدرار

فى هذا اليوم العالمى للسياحة يكون لإستذكار وإستحضار طبيعة وجمال الواحات بعد آخر ..الواحات أو الشواهد الباقية من أزمان المصالحة مع الماء والمطر ، الذي كان وفيراً في الصحراء الكبرى ، تم هجرها لأسباب يطول شرحها . والذي ترك لنا في الواحات سلوى نتذكر بها أزمان ذلك العصر المطير ، العامر بالخضرة والماء وتغريد الطير .. ومن تلك الواحات ، واحة ( أدار ) .. أدرار ، التي تقع في الجمهورية الجزائرية .

والتي تمسح قرابة ( 450 ) كم 2 ، أي ما يعادل ( 44 ) مرة مساحة لبنان ، ولو إن القيمة في المساحة تقاس بمدى توفر الماء ، وليس بالرمال .. ذلك لأن ( أدرار ) واحة كبيرة متسعة ومترامية الأطراف معظمها رملي ، ولكن فيها ابار ، يستخرج منها مخزون كبير من تركة جيولوجية مائية ، متبقية من العصور المطيرة التي مرت بها .. وأدرار ، من حيث الموقع ، هي على بعد ( 1150 ) كيلومتراً من العاصمة الجزائر . ومركز هذه الواحة هو مدينة تحمل اسمها ( أدرار ) ، هذا الإسم ، الذي يعتقد إنه أسم أمازيغي قديم يعود لألاف السنين .. وهي مدينة تمتاز برمالها الحمراء الناعمة وكذلك بمياهها الجوفية الغنية . وبأسرار أخرى في بناء القصور التي يوجد منها في أدرار ( 294 ) قصرا بنيت بطرائق هندسية عجيبة . إنها القصور المتكاملة الحصينة ، حيث كان القصر يبنى من الطين ، على مرتفع من الأرض تحيط به أشجار النخيل . ويكون تحت المرتفع مغارة يلجأ إليها ، وبئر أومستودع ماء يكفي السكان إذا ما حوصروا .. وأدرار ، وكغيرها من الواحات الصحراوية العربية ، كانت منطقة عبور لتجارة القوافل ، إلى المناطق المجاورة ، حيث كانت تستقبل دهان العرب ، الذي هو (السمن العربي ) ذي الرائحة والنكهة المميزتين ، والأصواف ، وتذهب محملة بالتمور والحبوب والمصنوعات الفخارية الأدرارية .. ومن أكثر الصناعات المحلية أهمية فيها ، صناعة الجلود ، والحلى والفخار ، والأحذية التقليدية ، والفضيات والأواني الفخارية والجرار .. إنها واحة التمور ، والأسرار المحظورة ، ومنها عناية سكان أدرار عناية كبيرة بالسحر . ومن ذلك أنهم كانوا يتقون الحسد ، بالغسل بناء عولج بطريقة معينة ، أو بوضع ( ودعة ) تحت رأس المرأة لمدة ثلاثة أيام ، وتحت رأس الرجل لمدة ستة أيام ، وبتعليق الودع على الطفل ..!!!

ألم نقل لكم أن أدرار ، هي واحة الأسرار .. إذ أن من أسرارها الخرافية ، تلك المتعلقة بالوحام ، والإعتقاد بنوم الجنين في بطن أمه مدداً طويلة قد تصل حتى الخمس سنين ..!! كما تطال الخرافات  الاعتقادات بالأضرحة وقدرة أوليائها الخارقة ، كالأعتقاد بكرامات سيدى ( أنديلو ) واجداده القادمون من جنون أفريقيا ، ومنها . قولهم : إنه وضع رجله في النار من أجل إتمام التدفئة لنفسة ، ولم يصب ..!! وللزواج هناك طقوسة وأسراره . فإذا زفت العروس ، دخلت بيتها ، كسرت بيضه فوق الباب ، ورسمت ( الخمسة ) وهي أصابع الكف ، عليه بالحناء .. وتدور بعد ذلك المرأة في غرفتها بخنجر تستطلع به الجدران .. أما العريس فيبقى نهاراً عند أحد أصدقائه ، تم يأتي عروسة ليلاً . كما يبقى محتجباً عن أبية اسبوعاً ، أو ثلاثة أيام ..!! إنها إذا قليل ، قليل من أسرار أدرار ، هذه الواحة الكريمة المعطاء في قلب الصحراء والتي تلتقي فيها العادات العربية بالعادات الأفريقية ، مكونة نموذج صحراوي للصمود والمطالبة بحق البقاء ، في محيط تلفه الرمال ، وخال من الحياة ، إلا من هذه البقع الخضراء ، ومنها هذه الدرّة ( أدرار ) العامرة بالحياة والأصالة والأسرار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى