باختصار
عصام فطيس
“زقاطة” غوتيريش !
جاء التقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش اليومين الماضيين حول الأوضاع في ليبيا ليوضح الكيفية التي تتعامل معها الهيئة الدولية مع الأزمة الليبية ، ليقطع الطريق على أولئك الحمقى الذين درجوا على كيل الاتهامات للبعثة الأممية للدعم في ليبيا وممثلها السيد غسان سلامة بالانحياز لطرف دون أخر .
التقرير هو حوصلة لجهد لفرق البعثة الأممية وخبراءها و وكالات أمنية لها أول وليس لها أخر تنشط في الأراضي الليبية ، وبنا على معلومات ومشاهدات ، وجاء هذا التقرير ليشكل صدمة لنا ، فإذا كانت الأمم المتحدة تعلم بكل هذا ولَم تحرك ساكنا ، فأمرنا لله .
وبالعودة إلى التقرير نستنتج من خلال قراءة سريعة لتفاصيله ان
أكثر ناس على معرفة بعقلياتنا ونفسياتنا هم الأجانب ، ويعلمون كيف نفكر ( اذا فكرنا ) و ان (من زبيبة نسكروا) وبكلمتين “نتزلبحوا” ، وان سياساتنا قائمة على الفعل ورد الفعل ، والايد تسبق ،
التقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش راع هذه المحددات ، خاصة انه يدرك أن مزاج البعض في طرابلس لم تعجبه إحاطة غسان سلامة الماضية أمام مجلس الأمن ، لتدارك غوتيريش الوضع ليخرج هذه المرة موزعا الإدانات على طرفي النزاع وفقاً للتسميات المعلنة من الطرفين !
التقرير رغم لغته الدبلوماسية المنتقاة بعناية ، الا انه قدم وصفا مأساويا لأبعاد الصراع في ليبيا الذي تنتهك فيه القوانين والأعراف وحقوق الإنسان ، ويؤكد على استحالة الحسم العسكري ، وهي رسالة موجهة لجماعتي “جايينكم طول “، وما سماح العالم باستمرار الحرب الا لغرض استنزاف الطرفين تمهيدا لدفعهما الى طاولة الحوار .
الأمين العام وجه رسالته إلى مجلس الأمن أولا والى الليبيين ثانيا مفادها ( شايفينكم وزابطينكم شن تديروا واحد واحد ) وإذا كانت الضرورة تحتم على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التعامل مع جميع أطراف النزاع من عسكريين نظاميين إلى “شباشب صبع” إلى أفاقين بدرجة سياسيين إلى مغامرين ، فإن ذلك لا يعني الهروب من الحساب لان كم الانتهاكات كبير جدا ولَم تستثن أحدا ، ويد العدالة الأممية ستطال الجميع ، حتى وان حرص الأمين العام أن يسير على منوال سلامة وإلا يغضب أي طرف .
رسالة غوتيريش الدبلوماسية في عباراتها أري أنها قد تؤسس لتحرك سياسي جديد من الممكن أن تتبناه الأمم المتحدة في ليبيا ، وقد ينجح في خفض الأعمال العدائية ، ليؤكد غوتيريش انه أكثر “زقاطة” من بعض الليبيين .