خواطر من وحي إحداث طرابلس
بقلم / خليفة الرقيعي
رغم أننا ، نحن الليبيين ، أصحاب العقيدة أو الملة الواحدة وتمثل بلادنا من أهم بلدان من أهم بلدان العالم موقعاً ومناخاً وغنى بالثروات الطبيعية ، إلا أننا وبكل أسف ، نعاني من مشاكل ومصاعب ثقيلة لاتكمن فقط في الأمراض المتفشية والفاقة المادية الخانقة والانفلات الأمني فضلاً عما يوحّه إلينا من حملات التنصير التي تستهدف شبابنا بالدرجة الأولى ومحاولات طمس العقيدة وتشويهها والتشكيك فيها .
أحداث طرابلس الدامية توثق الحقيقة الدامغة والدالة على تخلفنا المتشعب الثقافي والسياسي حتى أوصلنا هذا وذاك إلى حرماننا من الاستغلال الأمثل لقدراتنا وأصبحنا فريسة لخلافات أنانية تجسد واقع غياب الولاء للوطن والاستعداد للارتماء في أحضان الأعداء وأنصاره دون قيد أو شرط . ألم يدع قرآننا إلي الوحدة ويحذر رسولنا من الخلاف ألم يحرّم الإسلام الصراع على السلطة واقتلاع الخلافات بين المسلمين من جذورها .
الصراع على السلطة الذي أصابو وحدتنا فأصبحنا مضرب الأمثال في الخيانة والأنانية والتسلط والظلم وأصبحنا لا نملك ، أي قوة فاعلة لها اعتبار في المحافل الدولية وغير قادرين على دفع الأعداء والجواسيس المحيطين بنا في داخل قرانا ومدننا يتربصون بنا الدوائر من بعد ما أيقنوا أننا لم نعد مؤهلين لحمل رسالة الحق والخير والعدل … ولم نعد نستحق أن نكون من الأمة التي وصفها الله سبحانه بخير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .