بكل الألوان
القيم وأبناء الفضاء الرقمي ..
نجاج مصدق
في مرات عديدة كنت ألتقي فيها مع صديقاتي نتبادل الاحاديث عن الحياة وشؤونها والأولاد وأفكارهم وطلبتهم التى لا تنتهي وتذمرهم الدائم وعدم اكتفائهم لما لديهم ومع كل مرة نختم أحدنا الحريث بأن هذه الاجيال لا تشبهنا متمردة غير مكتفية لايمكن أن نوجهها بنظرة واحد من أعيننا ونحن في حالة غضب كما كانت تربينا أمهاتنا ولا يمكن أن تقنعهم بسهولة بمنظومة قيم وضوابط يجب الإلتزام بها دون الدخول معهم في حوارات يقودها التمرد والجدل وعدم الامتثال بيسر فقيم مثل الحب والإخلاص والمساواة والصدق والتواصل والتسامح والعفو باتت لا يمكن الوثوق في تأصلها داخلهم ولا يمكن ضمان صمودها أمام مجتمعات أبناؤها تلقوا شطراً من تربيتهم من الفضاءات المعلوماتية وعبر التكنولوجيا التى أتاحت لهم مساحات عديدة للتعبير والرفض الاستقلالية والتقليد حتى والتبني لأ فكار وقيم جديدة فرضتها طبيعة التغيير والحركة المستمرة للمجتمعات فالزيارات الاجتماعية وصلة الرحم يمكن الاستغناء عنها باتصال هاتفي أو مسج واحد والاحساس بالآخرين وقيمة التضامن يمكن التعبير عنها بوضع صورة على حساب أحدهم ورموز تعبيرية جديدة ومفاهيم متحركة وأضح أن ثمة اختلافات أساسية في النظرة إلي القيم لدى الأجيال السابقة والأجيال الجديدة التى تنظر للمستقبل وتدير ظهرها إلي الماضي أجيال الفضاء الرقمي الذين نشؤوا على الانترنت والثورة الإلكترونية والذين ينظرون لها على أنها مجرد شعارات ومبادي حامدة ويمكن التعبير عنها بعدة طرق هذا ما نلتمسه من فجوة واضحة بين الأجيال وبين المنظومتين القديمة والحديثة الأكثر انفتاحاً هذا التغيير المفروض شئياً أم أبينا يعد من مظاهر الحياة الدينيما الجديدة ويمثل مسراً وتحولاً لمسيرة المجتمع وهذا حال يسيغ المهتمون بمستقبل المجتمعات الإنسانية والمحافظون على القيم والذين واجهوا العولمة وما بعد الحداثة ولم يفلحوا ويبقى السؤال الأهم هل تصلح هذه القيم للأجيال الجديدة لإقامة حياة اجتماعية متماسكة ؟
وما نوع المجتمع الذي سيكون ؟