الفقه الإسلامي وحكم التعامل مع الاخر 2/2
■ محمد ابوالقاسم الككلي
توقفنا عند القول إن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لم يثبت انه اغمض عينيه عن النصارى أو اليهود أو أساء إليهم قولا وفعلا ‘ وفي تناقض غريب أجاز ابن العثيمين للمؤمن أن يحب الكافر من أجل قرابته حيث يقول في شرحه لقوله تعالى ( انك لا تهدى من أحببت ) و ( يجوز أن يحبه محبة قرابة، لا ينافي هذه المحبة الشرعية، وقد يهتدي هذا الإنسان، وان كنت ابغضه شخصيا لكفره ) مجموع الفتاوى والرسائل 34 / 3 وهو في هذه المسألة يخالف ابن تيمية الذي نهى عن حب الكافر حتى لو كان محسنا كريما ‘ ومع هذا الفارق بين الاثنين نجد أن ابن العثيمين ينهي أن ان يبدأ المسلم غير المسلم بالتحية حتى لو لم تكن بالصيغة الشرعية التي هي السلام عليكم، فلا يجوز أن يبدأ حتى باهلا وسهلا أو صباح الخير، أو غيرها من الصيغ لأن في ذلك اكراما وتعظيما لهم واذلال للمسلم ( مجموع الفتاوى والرسائل 34 / 3 ) ولا يقف ابن العثيمين رحمه الله عند هذا التطرف والمغالاة بل يأمر المسلم إلا يبدأ بالمصافحة حتى يمد غير المسلم يده، فإذا مدها صافحه المسلم، وفيما يتعلق بخدمة المسلم – إذا كانت وظيفته خدمية – لغير المسلم تقديم الشاي أو القهوة مثلا، هنا عليه أن يضع الكأس على الطاولة ثم يمضي ولا يسلمها له باليد ‘(مجموع الفتاوى والرسائل 34 / 3 ) ويحرم ابن العثيمين تعزية الكفار لأن في ذلك إكرام لهم، لكنها مقبولة أن كان في ذلك مصلحة ؟؟ بالمقابل يجوز ان نقبل التعزية منهم في موتانا (مجموع الفتاوى والرسائل 35 / 17 ) ويذهب إلى أكثر من ذلك عندما ينهي عن إقامة حفلة وداع مثلا لزميل في العمل أن كان غير مسلم، لأن في ذلك إكرام للكافر ( والإنسان المؤمن حقا لا يمكن ان يكرم أحد من أعداء الله تعالى، والكفار أعداء الله بنص القرآن ) مجموع الفتاوى والرسائل 205 / 16 نعود إلى ابن تيمية رحمه الله الذي يتطرق في اراءه إلى أبعد من ذلك حين يقول ( فإن كل ما عظم بالباطل من مكان وزمان أو حجر أو شجر يجب قصد اهانته، كما تهان الأوثان المعبودة وان كانت لولا عبادتها كسائر الأحجار ) نستنتج من هذا الرأي أن ابن تيمية رحمه الله يقرر حكما شرعيا يتم بموجبه إهانة مقدسات الآخرين علنا سواء أكانت أمكنة مثل الكنائس والمعابد أو أعياد أو رموز وغيرها ‘ وما يجعل هذه الآراء ذات خطورة على أفكار الشباب أن هناك من يرددها على القنوات الفضائية وهذا موضوع آخر .