في ورشة عمل الريادة في صناعة الزيت
حضرت الأفكار وغاب الابتكار !!
كتب :عبدالباسط حميدان عدسة : زكريا ثليج
ضمن سلسلة ورش عملها احتفاء بالأسبوع العالمي لريادة الأعمال نظم مركز الريادة والابتكار بجامعة غريان صباح الأحد الموافق 19 نوفمبر بمسرح كلية الهندسة ورشة عمل بعنوان ( الريادة في صناعة الزيت ) حيث تطرق الحضور ــ والذي كان محتشما من حيث العدد وعلاقته بشجرة الزيتون ومعاصر الزيت ــ تطرقوا إلى الثروة الاقتصادية التي تتميز بها مدينة غريان بشجرة مباركة يتعدى عددها المليون ومئتا ألف وعمرها الذي يناهز السبعمائة سنة ظلت صامدة تتحدى الظروف وتجود بخيراتها المتنوعة دون أن تستثمر بالشكل المثالي , حيث أوضح المهندس يونس مادي بأن شجرة الزيتون في غريان توفر فرص عمل كثيرة بإقامة مشاريع صغرى عليها فزيتها يعد من أجود زيوت العالم يضاهي بل ويتفوق على الزيت الإسباني والتونسي الذي حصد لوحده تسع قلائد في مسابقة دولية بالولايات المتحدة الامريكية ,غير أن جني ثماره وتخزينه ونقله وعصره وتخزينه لا يتم بشكل علمي مما يقلل من جودته حيث تزيد نسبة الحموضة على المواصفات العالمية المطلوبة 0.8 ــ 2 % وفي ليبيا معدل الحموضة لا يتجاوز 3, 3 % بحسبالمواصفات المحلية وأن زادت على هذه النسبة يصبح الزيت لا يصلح للاستهلاك البشري , وأوضح المهندس ماديبأن زيت الزيتون بغريان بإمكانه دخوله للسوق العالمية من أوسع أبوابه متى أهتم الفلاح بشجرته بتقليمها وريها وتسميدها وجني ثمارها مبكرا وبالطريقة السليمةودون انتظار سقوط ثمارها على الأرض وتركها لنهاية شهر مارس مما يفقد جودته ويضحى غير صالح للاستهلاك خاصة إذا ما تم تخزينه لفترة في أكياس من ( النايلون ) على أن يراعى عدم تخزينه لفترة طويلة ويتم نقله بواسطة صناديق بلاستيك إلى المعصرة , كما توجه المهندس يونس لأصحاب المعاصر التي يقترب عددها ( 50 ) معصرة في غريان ــ ولم يحضر أحد منهم في الورشة ــ إلى ضرورة تنظيم عمل المعاصر باستيعاب الامكانيات الواردة إليها وعدم تركها مكدسة لأكثر من ثلاثة أيام مع عصر الثمار عند درجة حرارة ما بين 25 ــ 30 درجة دون لجوء عددا منهم لرفعها إلى 60 درجة بحجة تضاعف إنتاجية الزيت من عصر الثمار وتكون نسبة العجن لا تتجاوز 20 دقيقة ونسبة الرطوبة 50 % وبالتالي نحصل على زيوت رفيعة يمكن أن ننافس بها السوق العالمي مع الأخذ في الاعتبار ضرورة وجود مختبرات لقياس درجة جودة الزيت وتشجيع المزارع على اتباع الخطوات العلمية المذكورة سلفا ,وهنا وجب توعية وتثقيف الفلاح وأصحاب المعاصر , وأشار المهندس يونس بأن غريان تفتقر للمختبرات وتعتمد على التقييم الحسي للزيت بالتذوق والرائحة مع فتح دورات للتذوق الحسي الذي نفتقر فيه لخبراء .
تفاعلات عديدة ومداخلات قيمة كانت من الحضور الذي أثرى الورشة بمعلومات وأفكار قيمة من خلال مطالبتهم بضرورة إقامة مشاريع صغرى للاستثمار مخلفات عصر ثمار الزيتون من مرجين يذهب هدرا ويهدد المياه الجوفية في استثماره في صناعة السماد العضوي وفيتورة توفر الوقود علاوة على إقامة مصانعصغرى لتكرير وتعليب زيت الزيتون حيث يصل سعر زيت الرفيع البكر إلى أسعار مرتفعة جدا في بعض الدول الأوربية كما عرج أحد الحضور لظاهرة تهريب زيت الزيتون لدولة مجاورة العام الماضي لتتفاقم مشكلة التهريب هذا العام لتصل إلى تهريب حبات ثمار الزيتون في مؤشر خطير يهدد ناتج الاقتصاد الوطني لشجرة عضوية خالية من المواد الكيميائية ولها مركز ريادة في العالم مع ضرورة تفعيل قانون حماية الأراضي الزراعية للمحافظة على الشجرة من الاقتلاع حيث تقام على أنقاضها المباني .