باختصار
ساعات قليلة تفصلنا على نهاية سنة كبيسة بمعني الكلمة على الليبيين الذين لم تكفهم الأوضاع المأساوية التي يعيشونها لتزداد حياتهم بؤسا وجحيما مع بدء العمليات العسكرية على طرابلس . وفي الوقت الذي استبشرنا فيه بالجهود الدولية وتحديدًا الغربية والتي انطلقت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ودعوة ألمانيا لعقد لقاء في برلين بين الكبار من اجل وضع حد لنزيف الدم في ليبيا ، وبينما كنا ننتظر ان تتبلور الأفكار حول اللقاء والإعلان عن الإطار التنفيذي والزمني له من أجل وقف إطلاق النار ، عدنا إلى نقطة الصفر بعد أن احتدمت المعارك وبشكل غير مسبوق بين الأطراف الليبية في مختلف محاور القتل في العاصمة .
وجاء طلب المجلس الرئاسي من تركيا الدعم العسكري بالتدخل بشكل مباشر في النزاع سيحول الأزمة الليبية من حرب بالوكالة لمواجهة قد تتسع بشكل غير مسبوق ستخرج عن السيطرة منذرة بعواقب وخيمة على المنطقة .
وبينما المعارك محتدمة بقوة وطبول الحرب تقرع وبقوة لازال الأوروبيون يأملون في إنقاذ ما يمكن إنقاذه حيث أعلن المسئول السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل، عزمه زيارة ليبيا للالتقاء بالمسئولين الليبيين في السابع من يناير القادم، صحبة وزراء خارجية كل من إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، والالتقاء مع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج .
وفي انتظار أن يفرغ الوزراء الأوروبيون من انشغالاتهم الاجتماعية ويرتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوراقه لوضع حد لمماحكاته مع الديمقراطيين في انتظار وقوفه أمام مجلس الشيوخ الأمريكي (الجمهوري بتركيبته ) سنكتفي كليبيين بمتابعة أخبار سقوط القذائف والصواريخ ونوعية الأسلحة المستخدمة في هذه الحرب ، وفتاوى الشيوخ حول من هو على حق ومن هو على باطل علينا ، فيما مقدراتنا تحرق وأموالنا تنهب بالداخل والخارج و أبنائنا يسقطون يوميا ويتحولون إلى مجرد أرقام في إحصائيات وزارة الصحة وتقرير بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والتي دخلت مرحلة البيات الشتوي قبل دخول الشتاء .
وفي انتظار أن تنتهي نشوة أعياد الميلاد في العالم وتبادل هداياها ويحل علينا وفد الاتحاد الأوروبي ، ويفرغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حكايته ، عام سعيد على العالم فيما الليبيون تسفك دمائهم على أرضهم وفِي الطرقات ، وينتظرون أياما الله اعلم بها قبل أن يلتفت الكبار إليهم ويقررون حل أزمتهم .