كتاب الرائ

القيامة أقرب لنا من أمس

الصغير بلقاسم

يوم القيامة أقرب لنا من يوم أمس لأن القيامة آتٍ لا محالة وفي المستقبل لكن الأمس القريب لن يعود أبداً لأنه في حكم الماضي المستحيل رجوعه، لهذا لا يصلح وغير مقبول الندم على ما مضى والتحسر عليه لأنه لن يعود ولا تندم على ما فاتك .

انتهت سنة وبدأت أخرى وهذا لايعني شيئاً لأن ” أيام الله سواء” والأيام في حد ذاتها في عام أو في آخر هي هي ولكن المهم ما ننجزه فيها، وما نقدمه لأنفسنا أو غيرنا من فائدة لأن الزمن وأوقاته المحددة المتفق عليها بمسمياتها دقيقة – ساعة – يوم – شهر – سنة تمر وتسرع بدرجة اعتبرها البعض : المتغطي بالأيام عريان ” وهي تنقضي وتذهب ولا تنتظر أحداً مهما كانت قوته وسلطته وغناه وجبروته وحيلته .

إن الماضي لا يجب التحسر عليه ولا النظر إليه بل النظر فيه وأخذ العظات والعبر والاستفادة من تجاربه المسيئة قبل الجيدة والعمل على الاستمرار في مزاولة الجيد فيها والابتعاد وترك السئ منها والإصرار على عدم تكراره والعودة لمواصلته.

بلادنا ليبيا الحبيبة الغنية ” بلدة طيبة ورب غفور ” كلنا نحبها بل نعشقها ولا نريد لها سوءاً ” وما نحْملوا دقة الشوكة فيها ” هكذا قولنا ولكنها رأت مِنَّا الويلات حيث الاقتتال والنزعات والعناد والإساءة لها ولأجدادنا المجاهدين ولكن ضد المحتلين الأعداء لقد أسأنا لأنفسنا وقللنا من احترام الآخرين لنا بل استغرابهم لما وصلنا إليه من تردِ رغم خيرات بلادنا الوفيرة التي يحسدنا غيرنا عليها كل ذلك نعتبره فعلاً مضى وقته وأيامه وحتى لا تستمر ما أحوجنا ونحن نتفق على حب هذا الوطن الخيّر ليبيا يجب أن نصبر على المعاناة وأن نضحي ونتنازل ونتحمّل تبعات التنازل مهما كان مُراً ومؤلماً وكل طرف يفعل ذلك بصبر وجلد رغم رؤيته لشقيقه المعاند المخطئ ويلتمس العذر له على غيه وانحرافه حسب نظرته إليه في سبيل الوطن يرخص الغالي والنفيس ويجب احتمال التنازل المر وتقديم المصارحة ثم تتبعهاالمصالحة ” خوك ظالم من بيقله ” ؟ أي من يحتمله ومرور الأيام وقادمها كفيل بأن تُنسي الليبي كل الأحقاد والنزاعات  ” وتلك الأيام نداولها بين الناس ” إن الحياة بأيامها مهما كانت طويلة فهي قصيرة كبيت له بابان تدخل من الباب وتخرج من الآخر أو كشجرة تستظل بها ثم تتركها وتمشي وإنها دار ممر إلى دار مستقر فعلى الإنسان أن يستغل أيام حياته القصيرة في العمر الجاد المثمر لخير بلاده وأهله وطاعة ربه قبل ذلك وبعده لأن الوقت كالسيف كما يقال والزمن بمسمياته لا يعني شيئاً بقدر ما يقّدمه الإنسان من فعل وقول حسن في أي وقت وحين مادام يتمتع بالصحة والقدرة على العطاء الخيرّ والفعل الحسن ويخلص النية ويدعو الآخرين لذلك وإن كانوا يخافونه في وجهات النظر والعمل بها والحياة لا تدوم وهي متقبلة المزاح : مّد أيدك ياخوي أنا مسامح وأنت سامحني .. وما تدوم الشدة صيورها تفراج .. الأيام كيف الريح في البريمة .. شرقي وغربي مايدومش ديمة .

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button