من الأخير
لأهمية المقال نعيد نشره في ظل الظروف التي تعيشها البلاد
هشام الصيد
رجال الحرب والسلم
جهاز الإسعاف والطوارئ ، الهلال الأحمر، على الرغم من تبعية الأولى للدولة والأخرى إحدى مؤسسات المجتمع المدني ، مركز طب الميدان والدعم ، يعتبرون مثال العمل الإنساني النموذجي على الرغم من ضعف الامكانيات الممنوحة لهم وتجدهم عند الضرورة يشتغلون بأكثر من طاقتهم لإنقاذ حياة المواطنين.
فالمسعف والطبيب اللذان يدخلان الصفوف الأمامية في محاور القتال يمتلكون من العزيمة والإحساس بمعاناة الآخرين و لأن شغلهم الشاغل هو إنقاذ الأرواح وفتح ممرات أمنة للمواطنين حتى يتمكنوا من النجاة.
فهؤلاء عندما انخرطوا في هذا العمل الإنساني النبيل ليس طمعاً في المكافأة أو المرتب الممنوح لهم الذي لايستطيع مواجهة غول الأسعارالحالية، وإنما دفعهم الوازع الوطني لإرضاء ضميرهم المهني والإنساني لإنقاذ الأرواح حتى وان كلفهم حياتهم.
ومن خلال المتابعة عبر وسائل الإعلام وصفحات التواصل الرسمية التابعة للجهات سالفة الذكر التمست الرغبة والوطنية لدى هذه الشريحة التي وضعت أرواحها على أكفها من أجل إنقاذ حياة الآخرين.
فالجهود التي يقومون بها تجعل الإنسان يرفع لهم القبعة احتراماً لهم في الوقت الذي لايوجد من يلتفت لهم أثناء الرخاء وحتى الذي يقود السيارة في الطريق بمجرد ما يطلب منه سائق الإسعاف إفساح المجال للمرور ينزعج من طلبه، لأننا لانعرف قيمة العمل الذي يقدمونه إلا عند حاجتنا لهم.
فالأطباء المرابطين في المستشفيات الميدانية والمسعفين في الخطوط الأمامية مثال الوطنية التي نفتقدها ومهما قدمت لهم الدولة من ميزات وقت الرخاء فهي لاتضاهي مايقدمونه وقت الشدة، فهم نموذجا حقيقيا للعمل الإنساني الذي يجب الاقتداء به في غرس ثقافة التطوع لإنقاذ حياة الآخرين التي تحمل شعار” أموت أنا لكي تعيش أنت ”
أتمنى أن تكون هذه الجهود التي يبذلونها الآن وخز للمسوؤلين في الجهات ذات العلاقة الذين يتربعون على المكاتب الفارهة و لاهم لهم سوى السفريات والمهايا الاهتمام بالعاملين في جهاز الإسعاف، والعاملين في مركز طب اليدان والدعم ، الهلال الأحمر وغيرهم وهم أحياء ولاتكتفي بنشر أفضالهم ومحاسن أعمالهم بعد موتهم .