إنسان لطيف وآخر “يا لطيف “!
■ الصغير أبو لقاسم
اللطيف هو الذي يرتاح الناس لمظهره وقوله وفعله وبالتالي لمجلسه وزمالته وسلوكه ومعاملته وحسن معاشرته بالمعروف والتواضع ولين الجانب وطيب الحديث الأن الإنسان المؤمن سمح إذا باع وإذا أشترى وإذا قضى وإذا واقتضى, فاللطف والمعروف شيء هين وجه طلق وفعل لين وفعل ذلك يكون مع كل الناس إن كانوا مثله أو حتى المخالفين له في الاعتقاد والقناعات والرأي وربما بذلك يقنعهم بمعتقده بطريق غير مباشر بالسلوك اللطيف فقط ويكفي أحياناً أن يلقى المرء أخاه بوجه طلق فابتسام الإنسان في وجه أخيه صدقة وإلقاء السلام على من عرف ومن لم يعرف كل ذلك وغيره من السلوكيات الحسنة يبعث على الراحة التامة والاطمئنان
ويوثق العلاقات بين الناس ويدفعهم إلى التعاون واستثمار اللطف واللين والاحترام والتقدير مقابل اللطف ولين الجانب في القول والفعل والمعاشرة في حين نجد القسوة والألفاظ المنفّرة غلظة في المظهر والجوهر حيث أن تجد بعضهم قد تسلح بالعبوس والرد القاسي فهو قمطرير ” قارن حواجبه” قد خاصم الابتسام ولين الكلام وحسنه الذي لا يعرف له طريقاً ولا يتوانى عن مخاصمة الآخرين أو حتى الاعتداء عليهم لأتفه الأسباب وأحقرها وعدم احترام قناعات وخيارات غيرهم ” يالطيف” فهم الأصح والأصوب لا الآخرين فالذين يسمحون لغيرهم بالمرور في طريق ينعتونهم بالجبن والمغلوبين وينظرون للآخرين شذراً وبنظرة حقد وكره وتوعد وحتى إن كانوا ليس لهم سابق معرفة بهم فالويل كل الويل لمن يخالفهم بلين الجانب والابتسامة ومساعدة غيرهم بالكلام المؤذي أو الفعل المشين … ” فيا لطيف ألطف بحالنا جميعاً بحيث نكون ذوي فعل حسن وقول أحسن يعود بالخيرو الفائدة على الجميع حتى نكون إخوة متحابين. إن التنازل عن هذا السياق في المعاملة ومسايرة الآخرين بالتواضع وحسن القول يجعل الآخرين يقبلون ويرحبون بهذا التصرف ويألفون العيش والتعامل مع غيرهم ويقلل من توترهم ونرفزتهم وإنزعاجهم وقد يكون لديهم من المشاكل والصعاب والمسؤوليات الجسام ما يورقهم ويدفعهم للغلظة والقسوة وإيذاء الناس ولكن هذا التنازل ليس مبرراً وليس عذراً فعليهم التضحية وتحمُل تبعات التنازل لخيرهم وخير غيرهم فليحاولوا وقد ينجح بعضهم ومن يستمر في عناده وغيه ولم يسمع النصحية فعليه قبول النتائج وتحّملها ونقول لهم عندئذ : لو نفخت في النار لأضاءت ..
ولكنك تنفخ في رماد
ولو ناديت لأسمعت حياً …
ولكن لا حياة لمن تنادي !.