معلومات قانونية ..
الكمبيالة أداة ائتمان :
- هند عبدالكريم القرقني
إن النقود، أو ما يسمى بالأوراق النقدية أداة أساسية للتعاملات بين الناس وبخاصة في العمليات التجارية. إلا أن معظم التجار لا يحتفظون – غالباً- في خزائنهم بالنقود السائلة بدون استثمار.ولذلك فإنهم يحتاجون دائماً إلى الائتمان، ويكون ذلك في شكل منح المدين أو المشتري فترة زمنية يسدد بعدها القيمة المطلوبة( وهذا هو الائتمان). ولذلك نشأت الحاجة إلى مستندات تنظم هذه الأعمال التجارية، سميت بالأوراق التجارية؛ وهي مختلفة عن الأوراق المالية مثل النقود والأسهم وأهم خصائصه الأوراق التجارية في كونها صكوك ( محررات مكتوبة) قابلة للتداول، تمثل حقاً نقدياً يستحق الدفع بمجرد الإطلاع (بمجرد تقديمه)، أو بعد أجل قصير أو طويل. وجرى العرف على قبولها كأداة وفاء.وأنواعها هي الكمبيالة، الشيك، والسند الإذني والسند لحامله. وأهم خصائص الأوراق التجارية أنها قابلة للتداول بين الناس بطريق التظهير أو بطريق المناولة المباشرة و تمثل قدراً مستحقاً من المال لأنها تتضمن دفع مبلغ معين من أصل معين وفي وقت محدد لصالح مستفيد آخر، وكما تمثل ديناً مستحقاً للدفع بمجرد الطلب أو بعد أجل بحيث يستطيع حاملها أن يضعها في أحد البنوك بغرض تحصيلها لصالحه. ولأهمية الكمبيالة كأداة للائتمان ، سنقوم بتعريفها ومن هم أطرافها وطريقة التعامل بها
فالكمبيالة أو السفتجة : هي ورقة تجارية يكتب فيها شخص (يسمى الساحب) أمراً لشخص آخر (يسمى المسحوب عليه) بدفع مبلغ معين لحاملها (أي حامل الكمبيالة) والمستفيد منها. وأطرافها هم : الساحب وهو منشئ الكمبيالة والملتزم بدفع مبلغ معين لحامل الكمبيالة، إذا لم يقم المسحوب عليه بقبول ودفع مبلغ الكمبيالة. والمسحوب عليه وهو الشخص الذي صُدر له أمر من الساحب بدفع مبلغ معين من النقود بمجرد الإطلاع على الكمبيالة، أو في تاريخ محدد لحامل الكمبيالة ، و المستفيد وهو الذي يُدفع له مبلغ الكمبيالة، ويسمى أيضاً حامل الكمبيالة. وعادة ما يكون الساحب هو الموقع على الكمبيالة، ولكن يجوز له أن يوكل شخصاً غيره بالتوقيع على الكمبيالة نيابة عنه، وفي هذه الحالة على هذا الشخص بيان صفته عند التوقيع على الكمبيالة ، ومن وقع كمبيالة بدون تفويض من منشئها، التزم شخصياً بموجبها.وتكون مسؤولية الساحب بضمان قبولها والوفاء بها، أي أنه يضمن أن يقبلها المسحوب عليه، ويضمن أيضاً الوفاء بمبلغ الكمبيالة ويجوز لساحب الكمبيالة أن يشترط إعفاءه من ضمان القبول، ولكن لا يجوز إعفاء نفسه من ضمان الدفع.
ولهذا نجد الأهمية الاقتصادية للأوراق التجارية في كونها أداة ائتمان وكذلك أداة وفاء إذ كل ورقة تجارية تجسد في الحقيقة قيمة نقدية معينة صالحة بذاتها لان تكون بديلا عن النقد فيستطيع حاملها إذا احتاج إلى نقود أن يخصمها لدى احد البنوك فيحصل فورا على قيمتها نقدا.