استطلاع .. اقترب العيد وشح السيولة النقدية سيجعله بعيد !
غاب التخطيط والتنسيق فتأخر فتح الاعتمادات الكافية لاستيراد أضاحي العيد !
مرتبات هزيلة متعثرة وأسعار الأضاحي ملتهبة !
غاب التخطيط والتنسيق فتأخر فتح الاعتمادات الكافية لاستيراد أضاحي العيد !
ثلاثة أسابيع فقط هي المدة التي تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك ، وهي الفترة الزمنية التي تحفل بمظاهر الاستعداد لهذه المناسبة العظيمة ، حيث تنتشر حظائر بيع الأغنام هنا وهناك ، وما يصاحبها من المظاهر الأخرى التي تتمثل في العرض المكتف للوازم الذبح والسلخ والشواء .
لكن هذه المشهدية السنوية نراها هذا العام محتشمة بشكل لافت للنظر . ماهي الأسباب ياترى ؟ صحيفة ليبيا الإخبارية أجرت استطلاع بهذه المناسبة فكانت هذه الإجابات : –
كيف سيفرح هذا المواطن بالعيد ؟
عز الدين صالح .. موظف : – لامبالاة مصرف ليبيا المركزي ، وعدم مراعاته لظروف المواطن صاحب الدخل المحدود بتعطيله غير المفهوم لتسييل مرتبات العاملين الذين يتقاضون مرتباتهم من الخزانة العامة ، حيث نحن على أبواب شهر أغسطس ، ومازلنا بانتظار مرتبات شهر يونيو ، وبعضنا مازال بانتظار مرتب شهر مايو ؟!!
كيف سيفرح هذا المواطن بالعيد ؟ خاصة إذا ما كان من النازحين ، وممن يسكنون بالإيجار . أين سيضع هذا المواطن راتبه الهزيل ، في ظل ارتفاع أسعار الأضاحي من جهة ، والارتفاع الجنوني لأسعار السلع الغذائية من جهة أخرى .
أسعار الأضاحي مبالغ فيها
أحمد عاشور .. موظف : – غياب التخطيط لدى الجهات المسئولة ، وغياب التنسيق إن لم نقل انعدامه بين وزارة الاقتصاد والصناعة ومصرف ليبيا المركزي ، تسبب في تأخر فتح الاعتمادات الكافية لاستيراد عدد وافر من الأضاحي ؟!
في السنوات الماضية كانت هناك ترتيبات ومتابعة من وزارة الاقتصاد والصناعة ومراقباتها بالبلديات للشركات الموردة للأغنام الحية ، وهو مامكن أصحاب الدخل المحدود من شراء أضحية العيد بسعر معقول .
هذا العام لم نرى شيء من هذا القبيل ، وحتى الشركات التي تمكنت من استيراد كميات من الأغنام الحية ، نراها تعرضها بأسعار مبالغ فيها ، وهو ما سيضع المواطن صاحب الدخل المحدود في مأزق الاستدانة كي تفرح أسرته وأطفاله بالعيد ، أو يقفل أبواب بيته ، ويكتفي بشواء لحم الدجاج المجمد .
ربي يكون في عون هؤلاء !!
عبد الناصر إمحمد .. عمل حر : – الحق أقول ، ربنا يكون في عون أصحاب الدخل المحدود من الموظفين الذين لا تزيد مرتباتهم عن ألف دينار ، والمتقاعدين ، وممن يتقاضون مرتبات التضامن الاجتماعي التي لا تزيد عن 450 دينار .
فعلى الرغم من هذه المرتبات الهزيلة ، هاهو مصرف ليبيا المركزي يمعن في زيادة معاناة الناس بتعطيله لصرف المرتبات في مواعيدها ، على الرغم من إحالتها له من وزارة المالية بوقت كاف ؟!!
إذا كان سعر الأضحية المحلية لايقل عن ألف دينار ، وسعر الأضحية المستوردة لا يقل عن 700 دينار ، هذا من غير باقي مستلزمات العيد الأخرى ، فكيف ستقدر هذه الشرائح على شراء أضحية العيد ؟!! الخلاصة ربي يكون في عونهم .
وعن نفسي ومن هم على شاكلتي ، لن يكون وضعنا أفضل منهم ، فنحن أصحاب العمل الحر ، نعاني من ضيق الحال جراء طول المدة التي أجبرنا فيها على إيقاف نشاطنا بسبب الإجراءات الاحترازية لمجابهة وباء كورونا ، ومما زاد الأمر سوءا ، أن شح السيولة النقدية عن المواطنين أنعكس سلبا علينا ، حيث نعاني كسادا كبيرا ، وللأسف الشديد .. الدولة لم تعير الأمر اهتماما ، ولم تنظر لحالنا كباقي دول العالم التي عالجت هذا الوضع الطارئ بما يتناسب مع ظروف أصحاب المهن الحرة .
يجب قطع الطريق على مستثمري اللحظة !!
محمد عبد القادر .. طالب جامعي : – حتى لا تحرم أسر كثيرة من فرحة عيد الأضحى المبارك ، ينبغي على إدارة التجارة الداخلية بوزارة الاقتصاد والصناعة ، وجهاز الحرس البلدي ، متابعة الشركات التي تمكنت من توريد أغنام حية خلال هذه الفترة ، ومراقبة طريقتها في البيع بما يضمن حصول أكبر عدد من المواطنين على أضحية العيد .
وما أعنيه أن هذه الأغنام الموردة بصفتها أضاحي للعيد ، ومنحت اعتمادات على هذا الأساس والمسمى ، لا يجب أن تباع بالجملة للقصابين وتجار الماشية الذين يستغلون الفرصة للاستحواذ على أكبر قدر منها ، ليقوموا ببيعها للقصابين بعد العيد بأسعار مضاعفة . وهذا أقل التزام من قبل الجهات المعنية للحفاظ على حق المواطن في الحصول على أضحية العيد التي استوردت ضمنا باسمه .
لا تجعلوا العيد مناسبة للاستغلال يا تجار
الحاجة جميلة بلقاسم .. متقاعدة : – ظروف الأسرة الليبية ما يعلم بها كان المولى سبحانه وتعالى ، هناك أسر كثيرة أنهكها تأخر صرف المرتبات ، وشح السيولة الذي أجبر أكثرها على الحصول عليها بطرق ملتوية ، من بينها شراء الدولار بالصك ، وبيعه نقدا متحملا الخسارة في سبيل السيولة النقدية .
وهنا أقول لتجار المواشي واصحاب الشركات الموردة للأغنام الحية ، كونوا في مستوى المسئولية ، واجعلوا الفرحة تعم كل البيوت الليبية ، فلا تغالوا في الأسعار ، ولا تجعلوا العيد فرصة للاستغلال .
قسم الاستطلاعات بالصحيفة