بإختصار ..
لا تملك دولة الإمارات العربية المتحدة حدودًا مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ، ولا اعتقد ان جيل حكامها الحالي يستوعبون ابعاد الصراع مع الصهاينة الذي هو في الأساس صراع وجود وليس بصراع حدود .
وبإستثناء الدعم المالي الذي كان يقر في القمم العربية لا اعتقد ان ابوظبي قدمت ما هو اكثر من ذلك، وحتي ابان انعقاد القمم العربية والاجتماعات الوزارية حول القضايا العربية كانت ابوظبي تأخذ ركنا هادئا وبعيدًا عن الاستقطابات .
كنا ننظر الى التجربة الاقتصادية الناجحة التي جعلت دبي محط أنظار العالم كنموذج رائد حول واحة صحراوية الى مركز من مراكز المال في العالم ، وحتي أولئك الافاقين الذين ضحكوا على معظم الليبيين في 2011 م استلهموا دبي نموذجا لخديعتهم الكبري لتمرير مخططات اسيادهم .
انشغل الإماراتيون بالمال والأعمال وذلك شأنهم ، وانشغلنا نحن بهموم المنطقة والقضية الفلسطينية التي سكنت وجداننا وسويداء القلب ، ودفعنا ثمنا باهظا في سبيل ذلك ، ورغم مسلسل الانكسارات الذي بدا باتفاق كامب ديفيد المشؤوم مرورا بإتفاقية وادي عربة وصولًا الى مسلسل الانبطاح والتفريط الا ان الثوابت ظلت باقية .
كانت وسائل الاعلام العالمية تتحدث عن خيانات تدور في الغرف المغلقة وبعيدًا عن الأضواء ، ولم تكن قلوبنا تصدق ما يقال ، فيما عقولنا تدرك انهم في انتظار اول فرصة لممارسة فعلهم الفاضح علنًا ، ودون حياء .
لماذا اقدمت ابوظبي على هذه الفعلة النكراء ؟ مالذي سيعود عليها بالفائدة من الاعتراف بالكيان الصهيوني ؟ هل هي دولة تحتاج الى دعم مالي ومساعدات حتي تقدم على ذلك ؟ هل الامر يتعلق بمخطط جديد يعد لخنق ايران خاصة اذا علمنا حجم التعاملات التجارية بين البلدين يقدر بالمليارات ؟ لماذا هذا الانتماء في احضان الصهاينة ؟ أسئلة تحتاج الى اجابات لن تكن شافية لنا !
ولم تأت إشارة ترامب عن ان توقيع مراسم الاعتراف الإماراتي بالكيان الصهيوني سيكون بعد ثلاثة أسابيع من الان جزافًا، بل جاءت لتعطي زخماً لحملته الانتخابية فلن يجد هدية أغلي من هذه لتسجيل نقاط على منافسه الديمقراطي وعينه على اللوبي الصهيوني الذي اوفي له بما تعهد بإنجازه في كارثة القرن ، و ستكر سبحة دول الخليج دولة تلو الدولة وستتوالى الاعترافات وكله على عينك يا تاجر.
ومع كل ما تقدم فإن الاعتراف الإماراتي بالكيان الصهيوني الغاصب لن يغير من الحقائق والمسلمات ان ارض الميعاد لن تكون الا لاهلها رغم الفعل الإماراتي الفاضح .