سبها – استطلاع : ربيعة عمار
مكب سبها قنبلة بيئية تثير استياء الأهالي
مخاطبات رسمية واعتصامات متعددة لكن لا حياة لمن تنادي
حرق القمامة بات الحل المتاح أمام عجز مؤسسات الدولة والمجلس المحلي سبها
عديد الدراسات خلال السنوات الأخيرة تشير في مجملها لنتائج كارثية على السكان
يشتكي سكان حي عبد الكافي المحيط بمكب سبها الرئيسي والذي تقدر مساحته بــ ( 7 ) هكتارات من تلوث الهواء نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة من عملية حرق النفايات التي تتم بشكل مستمر هذا عدا انتشار الحشرات والقوارض.. ” ليبيا الإخبارية ” زارت موقع مكب سبها لترصد أكوام النفايات المشتعلة التي تم تفريغها وتركها مكشوفة دون طمر صحي كما رصدت وجود عمالة وافدة تقوم بجمع العبوات المعدنية و البلاستيكية من النفايات كانت لنا اللقاءات التالية …
حامد باي حمد أحد سكان حي عبدالكافي قال : يعتبر المكب ارثاً ثقيلاً وبؤرة ومصدر للأمراض التنفسية والجلدية التي سجلت انتشارا كبيرا بين سكان المنطقة مضيفاً ،التلوث البيئي ليس فقط من الروائح المنبعثة من النفايات وإنما الأخطر الهواء المنبثق علي عمليات حرق النفايات والتي تستمر لأيام وتلوث التربة وانتشار الحشرات والقوارض الخطرة .
ونوه حامد إلى أن الأهالي طالبوا الجهات الأمنية وأجهزة الدولة المسؤولة بوضع حدود لامتداد المكب ومنع عمليات اشعال النار في المكب وتشديد الحراسة الأمنية حتي لا يصبح الموقع مكاناً لإقامة بعض المهاجرين، ومكان لرمي الجثث والأطفال حديثي الولادة، وموقع لتصفية الحسابات الشخصية
. وأضاف حامد : أمام عجز مؤسسات الدولة والمجلس المحلي سبها عن وضع حد للكارثة البيئية رغم المخاطبات الرسمية والاعتصامات المتعددة ، والتي نتج عن آخرها إحراق سيارة نقل نفايات العام الماضي احتجاجا على الحال المزري لملف القمامة ومكب النفايات . و يحاول الأهالي في الوقت الحالي تقديم عديد الشكاوى لمنظمات حقوق الإنسان بسبب الضرر الذي نعانيه والمتاعب الصحية التي تسببها سحب الأدخنة المتصاعدة وأثرها السيء ، خاصة على الأطفال .
قيام مهاجرين غير شرعيين بإحراق النفايات !!
مبارك عبدالله مولود أحمد سائق بشركة الخدمات العامة قال: اثناء عملية تفريغ حمولة نفايات … بما أن هذا المكب هو الوحيد فمن الطبيعي أن نلاحظ امتداده المستمر وزحفه نحو الأحياء السكنية ،حتى بات قريباً من معظم الاحياء السكنية . مضيفاً مسؤوليتنا تتلخص في تجميع القمامة والنفايات من احياء سبها المختلفة وتفريغ هذه النفايات في المكب عشوائياً ، فلا ضوابط ولا معايير للتخلص من هذه المخلفات. وقال كثيرا ما يتم إشعال النيران في مساحات كبيرة من المكب من قبل المهاجرين الذين يسترزقون من مخلفات القمامة حيث تخفت الأدخنة حيناً وتشتدّ حيناً آخر حسب سرعة الرياح والوضع سيئ جداً ويهدد بكارثة كبرى مضيفاً ورغم خطورة هذا الاجراء علي تلوث الهواء إلا إننا لا نستطيع منعهم من ذلك حتى بات هذا المكب مكانا لرمي الجثث المجهولة .
ابراهيم كيني حماد عامل ” بنغلاديشي ” بشركة الخدمات العامة سبها قال: حجم النفايات التي يتم تجميعها بشكل يومي كبير ويفوق إمكانيات الشركة من افراد ومعدات مضيفاً اعمدة الدخان التي تصل الي داخل المدينة باستمرار والتي يستنشقها المسؤول والمواطن توضح حجم المأساة والمتمثل في سيطرة بعض المهاجرين علي المكب وعجز الجهات الامنية في السيطرة على الحرائق التي تتم فيه مضيفاً اثناء عمليات التفريغ نلاحظ وجود مجموعات كبيرة من المهاجرين يمارسون انشطة مجهولة ويتخذون من موقع المكب مقراً لهم.
سبها أمام كارثة بيئية كبيرة
عواطف الأسود مدير مكتب الهيئة العامة للبيئة /سبها قالت: كثيرة هي مسببات التلوث في سبها وأهمها الأخطار البيئية الناتجة عن قرب المكب للأحياء السكانية سواء من حيث الهواء أو التربة ناهيك على المشاكل البيئية الأخرى كطفح مياه الصرف الصحي ، وقد اضافت تم تنفيذ عديد الدراسات خلال الخمس السنوات الأخيرة والتي في مجملها تحوي نتائج كارثية على السكان احيلت ونوقشت مع الجهات المسؤولة ولكن الأمور مازالت كما هي والمعالجات التي تتم في بعض الأحيان تجميلية مؤقتة . وأهم ما تم مناقشته آليات السيطرة على الحرائق التي تحدث في المكب وإعادة النظر في سبل التخلص من النفايات سواء من خلال مشاريع الطمر أو الدفن ، وتحدث بعض المختصين حول الاستعانة بشركات دولية متخصصة ولكن كل المشاريع حتى الآن مجرد آراء واقتراحات لم ترتقى لمستوى التنفيذ محذرة من حدوث كارثة بيئية قد تتسبب في تهجير سكان المناطق المحيطة.
بداد قنصو وزير الحكم المحلي السابق قال: تعاني مدينة سبها من العديد من المشاكل البيئية ومنها مشكلة المكب القريب الأحياء السكانية التي أصبحت بدورها تتمدد . مضيفا نحن نعي حجم الكارثة التي تواجه صحة السكان وسلامتهم سواء من خلال الروائح الكريهة وانتشار الحشرات أو من خلال تحول هذا الموقع إلي مقر إقامة بعض المهاجرين غير الشرعيين .
وقال ممتلكات شركة الخدمات العامة تعرضت للنهب والسرقة حتى اصبحت الشركة عاجزة عن اداء مهامها بالشكل المطلوب ، ونعمل على مساندة شركة الخدمات العامة بالسيارات والمعدات لتتمكن من أداء دورها من حيث تجميع القمامة من أحياء مدينة سبها، ولكن حماية موقع المكب فهو مسؤولية وزارة الداخلية ، وقد تمت مخاطبتها فيما سبق .
وأضاف تعمل الوزارة من خلال الشراكة مع كافة الوزارات والجهات والمؤسسات للتغلب على تحدي النفايات الصلبة، وهناك مشاريع عديدة مطروحة لتحويلها الى فرص استثمارية خلال المراحل القادمة بالتعاون حتى مع جهات دولية .