ملاحظات رئاسية
بإختصار
عصام فطيس
على عكس ما كان متوقعا اثارت جولة السيد عبدالحميد دبيبة الخليجية الاسبوع الماضي جدلاً كبيرا على الساحة السياسية الليبية ، وكانت محور لاهتمام مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الليبية ، اولي هذه الانتقادات طبيعة المرافقين للسيد رئيس الوزراء والذين طغت عليهم الصبغة العائلية ، وقد يكون للسيد دبيبة وجهة نظر في الامر ، ولعل الملاحظة الجوهرية الاولي لدي زيارته لدولة الكويت الشقيقة غياب العلم الرسمي للدولة اثناء لقاءه بامير دولة الكويت وهذه مسألة بروتوكولية يجب تلافيها في المستقبل بأن يكون من ضمن فريق العمل المصاحب لمسؤولي الصف الاول من الدولة موظفين متخصصين في المراسم ، وهؤلاء موجودين في ادارة المراسم وعلى اعلي مستوي .
واذا كانت زيارة الكويت مرت على خير ولم تسجل الا ملاحظات بسيطة الا ان زيارة الوفد الى دولة الامارات اثارت انتقادات كبيرة في الاوساط الليبية وكانت فرصة لعودة اصوات اختفت من المشهد بقوة مطلقة سهام الانتقادات الحادة لهذه الزيارة وذلك لاعتبار دعم الامارات لاحد طرفي النزاع الليبي ، و وصل الامر بهؤلاء لاعتبار الزيارة ليومين حدثاً جلالاً ، ( اعتبروها تغيير جو وفوتوا الموضوع ) وفي تقديرنا ان هذه الزيارة ضرورية من ناحية قدرة الامارات على لعب دور في تفكيك بعض المشاكل والعمل على تحييدها من الصراع الليبي ، وقد تساعد هذه الزيارة في اعادة الدفء للعلاقات الليبية الاماراتية وإزالة شبح التوترات عنها ، والطريف في الامر أن المعسكر الذي انتقد زيارة الوفد إلى الامارات هلل وصفق لما قيل عن إعتذار قطرى لاستقبال دبيبة في الدوحة ، موجها اللوم لرئيس الوزراء لعدم زيارة قطر التي كانت هي ايضا من داعمي طرف من النزاع الليبي ، وفات المنتقدين لهذه الزيارة أن رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية هو رئيس لوزراء عموم ليبيا وليس لمنطقة بعينها .
وفي انتظار الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الى تركيا نتوقع منذ الان سيل من التأييد لهذه الزيارة وسيل آخر من الانتقادات ولكل اسبابه التي ليس من الضرورة ان نتفق معها ، وفي جميع الاحوال في ظل حالة الفوضي ، الحديث عن وفي السياسة أصبح ملعب للجميع !
وحتي لا تتكرر الملاحظات للرئاستين ( الرئاسي والحكومة ) والاتهامات بنقص الخبرة نهمس في اذان المعنيين لتستعينوا بمستشارين سياسين ذوي خبرة لتقديم المشورة وخاصة في هذه المرحلة بشرط الا يكونوا مثل مستشاري مجلس السراج ( من حملة الحقائب ورفاق الارجيلة والمصورين وفنيي الكمبيوتر والعوالة الذين تبوأو في غفلة من الزمن مقاعد ليبيا في المنظمات الاقليمية والدولية ) وحتي لا تتكرر الاخطاء البدائية في عالم السياسة .