اللهم إجعل شبابنا حجاجي !!
نوال عمليق
أتنقل كل أسبوع من طرابلس وأتجه غربا اثناء رحلتي أتذكر ان اقتني وقودي من اخر محطة بنزينة متوفر عندها الوقود وهي محطة تقع بعد بوابة 17 نهاية جنزور غربا بحكم ان هذه المحطة الوحيدة التي اجد فيها بنزينة متوفرة دائما وطابور خاص بالعائلات يعني 10دقائق ونكون عبيت..هذا حالي من ثلاثة سنوات .. طبعا كلما تقدمت غربا ينقطع البنزين نهائيا الى ان تصل لمناطق لا تفتح فيها المحطات نهائي.. ناهيك على منظر البراميل والبانقات التي تفترش الرصيف في العجيلات تبيع البنزينة لوهلة تشعر بأنك في بن قردان التونسية..تقدم قليلا الى زلطن لتتحول الارصفة الى محلات كانت في يوم من الأيام تبيع المواد الغذائية واليوم تتحول الى تجارة اربح وهي البنزينة براميل وبوطيات تفترش الطريق على حافة محلات يميناً ويسارا ..يقتلك المنظر وانت تمر بينهم وتتوقف لتشتري بنزينة وتتسائل يا هل تره جديدة ولا مضروبة وهل سيارتي ستسير ولا تتوقف كحالنا..
قتلني الفضول وأثناء وقوفي في محطة غرب جنزور سألت احد الشباب (علاش ديما عندكم بنزينة)أجابني وهو يشير لأحد الشباب الذي اجده دائما ينظم حركة السير في المحطة وقال لي هذا صاحب الشيل ممكن تسأليه..شاب في مقتبل العمر لا يغيب على المحطة أبدا وينظم السير بترتيب ونظام ..اشرت الى صاحب الشيل ..جاني بكل سرور تفضلي يا ابله عبيتي ولا مزال ..شكرًا عبيت بس حابة نعرف ليش دائما عندك بنزين ومن بعدك تعقم المحطات..قالي أنا الحجاجي صاحب المحطة وهذي حصتي اليومية من البنزين نأخذها ونوزعها كل يوم على أهل منطقتي وعلى الي يقصدو محطتنا ومفيش مشكلة ..وضل سألي يجول ..ليش كل ما مشيت للغرب تنقطع او تستحيل وجود بنزينة ..ضحك الحجاجي وقال أنا واقف كل يوم باش نخدم بلادي وطول ما أنا موجود راح يكون الشيل مفتوح للناس ..وانا الحجاجي واسألي عليا لا عمري بعت حصتي ولا تاجرت في قوت اهلي..وانتها الحديث وبقت التسائلات تجوب خاطري ماذا لو كان عندنا 100حجاجي،يفكر فينا كأهله ويحلل قوته واكتشفت بعدها ان البنزين متوفر بس الضمير هو الي مات وانا مزال عندنا ناس تحب البلاد بس مش كَلَهم يجو في طريقنا .. اكملت طريقي وانا ادعي ،يالله اجعل لنا في كل طريق حجاجي وفي كل شارع حجاجي وأجعل كل شبابنا حجاجي.