ما هي أجهزة التليفزيون التي تعمل بالليزر ؟ وما المزايا التي ستجلبها إليك ؟
تمتاز التقنية بشكل عام بميلها الدائم إلى التغيير المُستمر، وقد أصبح لدى المُستخدمين اليوم قابلية كبيرة لتقبل ذلك. وهو ما يعني أن أجهزتك الإلكترونية الأكثر حداثة التي اشتريتها اليوم على الأرجح لن تدوم كذلك لأكثر من عام واحد، كما أن التقنية التي تستخدمها تلك الأجهزة في أغلب الأحيان ستتغير كُليا خلال عامين إلى ثلاثة في المُتوسط. أصبحت تلك هي المعايير التقليدية للتكنولوجيا في الحاضر، ورُبما أيضا تُصبح تلك المدة أقصر في المُستقبل.
على مدار الأعوام القليلة الماضية احتلت أجهزة التليفزيون عالية الدقة، والتي تعرض صورة بدقة 4K مع معالج HDR و شاشة عرض LED كاملة المدى Full-Array، هي جوهرة التاج فيما يتعلق بالتقنية الأحدث والأعلى سعرا في سوق أجهزة التليفزيون المنزلية. ولكن ذلك على وشك أن يتغير قريبا، أو رُبما تغير الآن بالفعل.
خلال أسابيع قليلة، ينطلق معرض إلكترونيات المُستهلك CES 2019 بمدينة لاس فيجاس الأمريكية. ويُعد المعرض هو التجمع الأبرز والأكثر تأثيرا في مجال صناعات التقنية المعنية بالمُستخدم المنزلي. سيشهد معرض هذا العام الإطلاق الأوسع للتقنية الجديدة في سوق أجهزة التليفزيون المنزلية، والتي تحمل اسم “تليفزيون الليزر – Laser TV”.
ما هي تقنية Laser TV ؟
لمزيد من الدقة، يجب أن نُوضح أن تلك الأجهزة الجديدة ليست بالضبط أجهزة تليفزيون، أو على أقل تقدير ليست – من حيث الشكل – أجهزة تليفزيون تقليدية مثل تلك التي اعتدناها. تُشبه أجهزة تليفزيون الليزر من حيث الشكل والمفهوم أجهزة العرض الضوئي Projectors التي نستخدمها اليوم، ولكن بعدة فوارق مُهمة، أهمها أن أجهزة العرض تلك تستطيع عرض صورة بحجم كبير بقياسات تصل إلى ١٠٠ إنش من مسافة قصيرة للغاية لا تتجاوز ٥ سنتيمترات.
لطالما كانت أجهزة العرض الضوئية منافسا لأجهزة التليفزيون في الفترة الأخيرة، فما الذي يجعل هذا الجيل الجديد يحل بديلا للتليفزيون التقليدي؟! أو بمعنى أخر، لماذا حصلت تلك الأجهزة على مُسمى “تليفزيون” حقيقي للمرة الأولى ؟
لا توجد حاجة إلى أية تجهيزات أو مساحة مُحددة لتشغيل الجهاز. تُوضع أجهزة تليفزيون الليزر على منضدة مُستوية مُلاصقة للجدار و منخلفها شاشة سوداء شديدة النحافة وهذا كل ما يحتاج إليه المُستخدم في منزله، ويُمكنه تغير موضع التليفزوين في أي وقت دون إعدادات.
تمتاز أجهزة الLaser TV الجديدة بكونها لا تستخدم المصابيح الضوئية في عرض الصورة، وإنما – كما يبدو واضحا من الاسم – تستخدم الليزر، وهو ما يجعل إعتماديتها أفضل كثيرا من أجهزة العرض التقليدية. تدوم أجهزة الLaser TV مدة تصل الى ٢٠ – ٣٠ ألف ساعة عرض دون الحاجة إلى تغيير مصباح العرض، وهو ما يُقدر ب٢٠ عاما من العمل بمُعدل إستخدام يصل الى ٤ ساعات يوميا في المُتوسط.
تدعم جميع الأجهزة الجديدة التي بدأ طرحها نهايات العام الماضي، وتلك التي سنراها بداية من اليوم، تقنية العرض عالي الدقة 4K ومُعالجة HDR وغيرها من أعلى معايير جودة الصورة الحالية، ما يجعل جودة الصُورة مُطابقة تماما لشاشات العرض عالية الجودة الحالية.
يتبقى السؤال الأخير، ما الذي يجعل الـLaser TV يتفوق على أجهزة التليفزيون الحالية ويضعه في موضع المُقدمة ليُمثل مُستقبل هذا السوق ؟
مُرونة عالية: يُمكن للمُستخدم اختيار حجم الصورة المعروضة كما يشاء، وتدعم مُعظم الأجهزة الجديدة اليوم قياسات بين ٧٥ إنش وحتى ١٢٥ إنش للصورة المعروضة، وهي خيارات تكاد تكون غير مُتاحة حاليا في شاشات العرض للمُستخدم المنزلي.
حجم أصغر: المساحة اللازمة لهذة الأنظمة أقل كثيرا من تلك التي يحتاج اليها تليفزيون تقليدي، كما أنها أكثر سهولة في التنقل.
اعتمادية عالية: تحتاج غالبية شاشات العرض التقليدية الحالية الى صيانة آلية عرض الصورة أيا كانت بعد عدد من ساعات التشغيل أقل مما توفره الLaser TV
نظام تليفزيون ذكي متكامل: تأتي جميع أجهزة تليفزيون الليزر حاليا بنظام تليفزيون ذكي Smart TV متكامل يدعم الأوامر الصوتية، ونظام صوتي مُحيطي مُتكامل، ولاسلكي في أغلب الأحيان.
بالنظر إلى سعر تلك الأجهزة حاليا والذي يتراوح بين ٥ الى ١٠ آلاف دولار أمريكي، سيظل السعر هو العقبة الأكبر أمام إنتشار الـLaser TV حاليا، ولكن نعود الى دورة حياة المنتجات التقنية التقليدية والتي تبدأ بسعر مُرتفع ثم سرعان ما تُصبح هي المُسيطرة على الأسواق خلال فترة وجيزة