الدكتور عبدالرحمن عريش مدير مركز سبها الطبي لليبيا الإخبارية :
نعاني نقص الاطباء واحالة المرضى لطرابلس ليس باختيارنا !
الدكتور عبدالرحمن عريش مدير مركز سبها الطبي لليبيا الإخبارية :
نعاني نقص الاطباء واحالة المرضى لطرابلس ليس باختيارنا !
مركز سبها الطبي واحد من أربع مراكز طبية رئيسية في البلاد وهو المركز الرئيس الوحيد في الجنوب الحبيب , وربما ثمة تخوفات متزايدة من حدوث انهيارات في أسقف بعض الأقسام جراء تدهور البنية التحتية للمستشفى, بالإضافة إلى معاناة هذا المركز من نقص في المعدات الطبية اللازمة للعلاج .
أما المعاناة المخيفة والمرهقة للأطباء والممرضين في مركز سبها الطبي بسبب الانفلات الأمني وانتشار السلاح في الجنوب فحدث ولاحرج .
فالجنوب الحبيب عامة يعاني من وجود عصابات مسلحة خارجة عن القانون تقوم بخطف المواطنين والمسئولين وذلك مقابل طلب فدية مالية من أجل تحرير النفس , والوتيرة التي ندق ناقوس الخطر عندما يقومون بتصفية الضحايا أحياناً .
لمناقشة كل هذه القضايا والمواضيع كان لقاؤنا مع الدكتور « عبدالرحمن عريش « مدير مركز سبها الطبي , حيث عرضنا عليه ملفات ومواضيع مثار جدل ونقاش كبير في الجنوب فكان هدا الحوار :
■ لقاء : أيوب الترهوني
■ هل تعرض عبدالرحمن عريش لأي تهديدات أثناء أداء عمله ؟
لا , لم أتعرض لأي تهديد أثناء تقلدي منصب مدير مركز سبها الطبي رغم حساسية الظرف الذي تمر به المنطقة وخاصة على الصعيد الأمني والصحي .
■ كيف تسير أعمال مركز سبها الطبي ?
نٌسير إدارة المركز بالتعاون مع الأقسام والإدارات ونسعى جاهدين لتحمل كافة المسؤوليات المنوطة بنا رغم الصعوبة والظروف التي تعيق العمل بشكل عام , ونتيجة لهذه الظروف التي يمر بها الجنوب , أحياناً نضطر إلى تكليف إدارة بغير مهامها لتسيير خدمات أكثر وتوفير إمكانيات أفضل من أجل تقديمها للمواطنين .
■ ما المشاكل التي تواجه مركز سبها الطبي ؟
المشكلة التي يواجهها مركز سبها الطبي هي نقص في العناصر الطبية والطبية المساعدة , والاحتياجات الطبية التي يحتاجها المركز غالباً تتوفر بكميات حسب الإمكانية التي تتاح لنا , وأحياناً مشكلة واحدة تستغرق منا وقتاً طويلاً لانجازها , بالإضافة إلى مشكلة الوضع الأمني المتدهور في المنطقة فهو يعيق عملنا بشكل كبير جداً.
■ هل يوجد تقصير من قبل وزارة الصحة لدعم مركز سبها الطبي؟
الاحتياجات والأصناف الطبية التي تطلبها المستشفيات من أجهزة ومعدات مكلفة بشكل كبير جداً , والمخصصات التي تمنحها وزارة الصحة هي في الغالب لا تكفي سد كافة الاحتياجات , وفي مؤتمرات صحفية للوزارة وفي أكثر من مرة تعلن بأنه قد وصلت ولكن لايصلنا شيء !! ولم تستطع الوزارة تكملة ما بدأته نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها ونحن نقدر ذلك .
أما فيما يتعلق بالضخ المالي الذي يتم صرفه على بنود كثيرة , فهذه البنود لا تتوافق مع حجم الاحتياجات .
■ هل يوجد تعديات على الأطقم الطبية في ظل تراجع الحالة الأمنية ؟
نتيجة للظروف الأمنية بالمنطقة التي زادت وتيرتها حتى امتدت إلى داخل المركز شهدت تعديات كثيرة مما أدت إلى خلخلة العمل بشكل مستمر وصلت إلى إطلاق النار أو تحطيم الأجهزة الطبية نتيجة لردة الفعل من قبل مرافقي المصاب الذي يتم إسعافه بالمركز , حيث يشعرونك بأنك المرتكب للخطأ والخصم الأكبر لهم , ولكن نحن دائماً في وضع تفاعلي عالي , وإذ يجب علينا أن نحاول امتصاص غضب المرافقين من أجل السيطرة على الموقف .
ويوجد شخص أتى إلى قسم الأشعة وقال لنا بأنه يريد التصوير فكان ردنا : يجب عليك الانتظار لأنه يوجد قائمة مرفقة بأسماء كافة الحالات في الانتظار فكانت ردة فعله قوية وقام بتكسير جهاز الأشعة الطبية وخرج لا وجود حسيب ولا رقيب .
وأيضا حادثة أخرى تعرضت فيها سيارة العناية الفائقة لإطلاق ناري على السائق وذلك من أجل سرقتها .. ولكن بفضل الله استطاع السائق النجاة والهروب منهم , وتضررت السيارة نتيجة هذه الحادثة , حتى قمنا بصيانتها .
■ كم عدد الحالات التي تم إيوائها بمركز سبها الطبي؟
نظراً لظروف نقص الوحدات الصحية والمستوصفات نقوم بتغطية العجز لمنطقة الجنوب وتغطية القصور من واجبنا التضامني كقطاع صحي في نهاية الأمر , والحالات التي تم إيوائها بالمركز لعام 2017م تصل إلى أكثر من 22 ألف حالة .
■ هل يوجد لديكم عجز في التخصصات الطبية ؟
مركز سبها الطبي يعاني من نقص أطباء تخصص جراحة مخ وأعصاب , وفي هذه الحالات نضطر إلى إجراءات التحويل لمستشفيات طرابلس .
■ هل يعاني المركز من نقص سيارات الإسعاف ؟
قبل تولي مهام إدارة مركز سبها الطبي تم سرقة عدد 4 سيارات إسعاف , وفي الوقت الحالي يملك المركز عدد 7 سيارات منهم 3 يعملن و 4 متوقفات ويحتجن للصيانة العاجلة .
■ ماهي الرسالة التي تريد إيصالها عبر صحيفة ليبيا الإخبارية ؟
يجب علينا أن نعمل تحت مظلة واحدة بعيداً عن الجهوية والقبلية , لأن ليبيا رقعة جغرافية واحدة , ويجب على الحكومة النظر إلى المناطق الحدودية وأن يكون لها حضور ورعاية أكبر من المناطق الأخرى , لأن هده المناطق لايوجد بها جانب من التأمين الصحي ولا العامل الأمني المطلوب وبالإضافة إلى جوانب أخرى .معقدة لازالت تنقص مناطق الجنوب وخصوصا الحدودية.
الآن أصبح انتشاراً كبيراً للمهاجرين غير الشرعيين واغلبهم يحملون أمراضاً قابلة للعدوى لأنهم يدخلون إلى ليبيا بشكل غير منتظم ويعيشون في الوسط الاجتماعي ولا يوجد أحد يسأل عن الوضع الصحي لهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين , مما يعتبر معدل خطر لأن هذه القضية جزء من الأمن القومي للدولة .
خيرات ليبيا أغلبها في الجنوب الليبي لذلك يجب الاهتمام به وتوفير ظروف معيشية أفضل لسكانه وزرع الأمن والأمان به , ولا أنسى هنا أن أتقدم بجزيل الشكر لشركة المدار الجديد التي قدمت لنا الدعم والرعاية لمركز سبها الطبي وتوفير المستلزمات والمعدات الطبية كافة.