استطلاع: المواطن مابين الترقب والقلق والخوف:
الانتخابات .. هل تمضي كما يريد ويتمنى ؟
الانتخابات ..هل تعبر بالبلاد إلى بر الأمان ؟
مع اقتراب موعد الانتخابات التي من المفترض أن تجرى في 24 ديسمبر الجاري، وفتح باب الترشح لعدد من الأسماء، بدأت تطفو على سطح المشهد مخاوف الليبيين لأسباب متعددة بعد خروج أصوات تنادي بتأجيل موعد الانتخابات لعدم وجود دستور وقوانين دستورية انقسمت الآراء وزادت المخاوف، ولكي نقترب أكثر منها، رصدنا آراء المواطنين في الشارع وباشرنا بالأسئلة حول الانتخابات المنتظرة.
والبداية كانت مع مراد البسكري 44 سنة التقيناه في ميدان الشهداء هو وابنه ،عندما سألناه فيما إذا كانت لديه مخاوف من الانتخابات المقبلة، أجاب قائلا.. نعم لدي مخاوف أولا من التأجيل فليس لدينا القدرة على احتمال ماهو أكثر، والتأجيل يعني كل الاحتمالات مفتوحة، وهذا “يخوف هلبه”، بالإضافة لوجود أسماء لو وصلت أخاف من ناتج مابعد الانتخابات.
الخوف من الأجندات الخارجية
ودعناه لنتجه صوب أماني عبدالله 33سنة التي كانت خارجة من سوق المشير حاملة بضائع ومشتريات بابتسامة قابلتنا، وحين سألناها هل لديك مخاوف من الانتخابات؟ أجابت
بصراحة لدي مخاوف من أن يترأسنا أحد لايخاف الله فينا وليس لديه وطنيه ، نحن بحاجة إلى رئيس يحس بأوجاعنا وأوضاعنا وينقلنا إلى بر الأمان، ولكن لو ترأس أحد يعمل لنفسه على حساب مصلحة الوطن والمواطن من أجل مشاريع تخصه، فهذا سوف يضاعف من أوجاعنا أكثر فأكثر.
مرحلة مابعد الانتخابات هي الأصعب
أحمد زروق 25 سنة باغتناه بذات السؤال أثناء ترجله من سيارته أمام فندق الكبير فأجاب قائلا: أنا متخوف من مرحلة مابعد الانتخابات، خائف من ترشح شخصية جدلية تفتقر إلى القبول الجمعي الواسع. مضيفا .. اتخيل لو جاء أحدهم بنية الانتقام من تيار فكري معين ،كيف ستصبح البلاد؟ العودة للمربع الأول هي المخيفة وما سيسفر عنها من تداعيات لا يعلم إلا الله بنتائجها العاجلة والآجلة. صراحة.. بالنسبة لي الأمر جدا مخيف ومقلق، فما بعد الانتخابات هي المرحلة الأصعب في نظري.
أخشى التأجيل
سالم كعبار 55 سنة .. قال ليست مخاوف بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكن شبح التأجيل أحد أسباب هذه المخاوف ، كذلك عدم قبول بعض الأطراف بنتائج صناديق الانتخابات هو ما يخيف .
المخاوف كثيرة
أما المواطنة سالمة فتح الله 48 سنة التي التقيناها أمام مصرف الجمهورية قالت هناك مخاوف كثيرة تجعل المرء في حالة قلق وتوتر كبير هذه الأيام ، هناك خوف من الحرب ، خوف من التقسيم، ومن التدخلات الأجنبية الداعمة لبعض الأطراف المترشحة للانتخابات، هذه مخاوفي بصراحة.
مرحلة مابعد الانتخابات
أما السيد جمال الفيتوري .. قال أنه من منطقة الجنوب وقادم للعلاج ، وفي إجابته عن ذات السؤال قال .. أنا عن نفسي متحمس وانتظر الانتخابات بشوق كبير، خاصة بعد ترشح شخصية انتظر فوزها، لكني في ذات الوقت متخوف من رفض الجهات المتنافسة القبول بنتائج الصندوق.
صوتي لمن أراه صالحا لقيادة البلاد
وفي طريق العودة إلى مقر الصحيفة التقيت بالحاج إسماعيل التائب 71سنة .. بادرته بالسؤال بعد أن عرفته بنفسي وصفتي.. هل استلمت بطاقتك الانتخابية قال نعم وسوف أشارك في العملية الانتخابية بكل تأكيد وسأمنح صوتي لمن أراه صالحا لقيادة البلاد، ولا شك لدي تخوف مرده حدوث التزوير والتلاعب بالأصوات، خاصة بعد سماعنا بظهور جهات تحاول شراء البطاقات الانتخابية من المواطنين ، وهذا يعني سوف يؤدي إلى حدوث تلاعب في النتائج ، وبالتالي النتيجة لن ترضي الجميع، وأيضا هناك مخاوف من وصول شخصيات ربما لديها أجندات خارجية لن تدفع بالبلاد إلى الأمام ، وأتمنى ان تتم الانتخابات في وقتها وفي ظروف طيبة ، وربنا يجيب اللي فيه الخير.
تباين كبير في الآراء !!
بعد هذا الاستطلاع هذه الآراء وفرز الاستبيان تبين أن 20 % من أصل 400 رأي لن يشاركوا بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات لتخوفهم من النتيجة، و40 % تخشى من تأجيل الانتخابات، وإن 15% أبدت تخوفها من مرحلة ما بعد الانتخابات في حال وصول من لهم أجندات معينة أو الدخول في حرب جديدة و25 % من الآراء عبرت عن تخوفها من جنوح من سيصلون إلى السلطة للانتقام من الخصوم في ظل التقاطعات الفكرية القائمة ، وتبقى مخاوف الناس مشروعة لأنها عانت التهجير والخروب والنزاعات المسلحة وسنوات عجاف وتحلم بصباح أكثر سطوعا وأكثر نقاء.