رموز ونجوم في سجل العمر (8)
■ محمود السوكني
دُعيتُ للمشاركة في دورة للإعلام الرياضي في الشقيقة مصر وقد جاءت الدعوة بناءً على ترشيح إتحاد كرة القدم الليبي الذي بعث رئيسه الصديق ا عبداللطيف بوكر ا بالدعوة عن طريق المؤسسة العامة للصحافة حيث أعمل وقد إعترض – في بداية الأمر ذ الأستاذ اعمر الحامديب على إختياري دون غيري لحضور الدورة فيما كان الطبيعي أن يترك الأمر للمؤسسة لتحديد من يمثلها لكنني وبمساعدة البعض تغلبنا على هذا الإعتراض وتمكنت من المشاركة في تلك الدورة التي إستمرت لأكثر من إسبوع إستمعت فيه رفقة العديد من الصحفيين العرب إلى محاضرات قيَمة لمجموعة منتقاة من الأسماء المعروفة في دنيا الرياضة كالناقد الرياضي الكبير ا نجيب المستكاوي ا الذي كان يلقب بشيخ النقاد الرياضيين وهو من قال عنه الدكتور اطه حسينبعميد الأدب العربي (إنه الأديب الذي ضل طريقه نحو الرياضة ) والذي إشتهر بإطلاق المصطلحات والتسميات الخاصة به على بعض الأندية مثل (الشياطين الحمر) و(الشواكيش) و(الدراويش) وغيرها من الإستعارات التي ظلت تستعمل حتى الآن . كما اتاحت لنا تلك الدورة الإستماع إلى تحليلات المعلق الرياضي الشهير اعلي زيوارب والحكم العربي المشهور اعلي قنديلب والإداري المحنَك الفريق أول اعبدالمحسن كامل مرتجيب الذي شغل منصب رئيس نادي الأهلي المصري ، وكان من بين الحاضرين معنا لتلك الدورة الممتعة مجموعة من الصحفيين الرياضيين المصريين الذين إشتهروا فيما بعد كالصحفي ا محمود معروف ا الذي يشار إليه بالبنان ويحظى الآن بمكانة مميزة في الإعلام العربي . لقد كانت الدورة مفيدة جداً وكان يمكن لها أن تضيف لمسيرتي الصحفيَة الكثير لو أنني تخصصت في هذا الجانب الإعلامي غير أنني كبعض من زاملت من الصحفيين في بداياتنا كُنَا نرى في الكتابة الصحفيَة الرياضيَة بوابة للعبور ليس أكثر وهذا ليس تقليلاً من شأن الصحافة الرياضيَة ولكنه المفهوم الخاطيء الذي كان يستسهل الكتابة في هذا الجانب ويراه صعباً في الجوانب الأخرى ! ومادمنا نتحدث عن الصحافة الرياضيَة فلعلها فرصة مواتية لأن اروي لكم هذه الطرفة المستقاة من واقع الصحافة الليبية ففي سبعينيات القرن المنصرم أوفدت الدولة إلى الشقيقة مصر مجموعة من الشباب الليبيين للدراسة في ضروب الإعلام المختلفة وقد تخصص أحدهم في التصوير الصحفي ونبغ في ذلك وتخرج ليعمل في المؤسسة العامة للصحافة على وظيفة مصور صحفي يقوم بمرافقة زميله المحرر الصحفي ليلتقط بآلة التصوير مايحتاجه الخبر أو التحقيق أو اللقاء أو غير ذلك من صور لتنشر مع المادة الصحفيَة ولأنه مولع بالنشاط الرياضي فقد تعود مصاحبة المحررين الرياضيين ليشاركهم بعدسته في توثيق الأحداث الرياضيَة التي يكلفون بتغطيتها وعندما يتعذر على المحرر المكلف حضور الحدث لسبب ما يقوم مصورنا الهمام بإلتقاط الصور ونقل الخبر شفاهة للمحرر المكلف لصياغته ثم تطور الأمر إلى إلتقاط الصور وكتابة الخبر ومع الوقت وطول الممارسة ولأنها ليبيا التي يأتي منها عادةً كل جديد فقد جاء زمن على هذا المصور الصحفي الذي إستمرأ دور البديل أن يكون بديلاٍ عن رئيس تحرير الصحيفة الأم والمسئول الأول عن إجازة مادتها الصحفيَة ولمدة إحدى عشر عاماً كاملةً غير منقوصة ! .