جدة غير !
بإختصار
عصام فطيس
اختتمت القمة العربية الثانية والثلاثين اجتماعاتها في مدينة جدة بحضور مكثف لقادة ورؤساء الدول العربية عكس الشعور بالتحديات التي تواجه الأمة العربية على جميع الصعد ، وجاء إعلان جدة ليحيي الامل في عودة العمل العربي لتجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ، والتي تحتاج إلى الكثير من العمل لتجاوزها .
وتأتي رئاسة المملكة العربية السعودية للقمة لتعطي العمل العربي المشترك دفعة جديدة في ظل دبلوماسية هادئة ما انفكت تحقق اختراقات هامة على صعيد الملفات الساخنة وإدراك لخطورة الأوضاع وهو ما جعلها تطوي صفحة الخلافات مع إيران وعودة العلاقات بينهما ، وكذلك السعي لوقف الحرب في اليمن والعمل على ايجاد حل شامل للازمة اليمنية ، وعودة دمشق للجامعة العربية بعد اثني عشر عاما ، وسط استياء غربي ، إضافة لجهودها المتواصلة لوقف الاقتتال الدائر بين الأشقاء في السودان .
ليبيا شاركت في القمة بفعالية وكانت وزيرة الخارجية والوفد المرافق لها في اجتماعات وزراء الخارجية وعقدت الوزيرة عدد من اللقاءات مع نظراءها العرب وعلمت من مصدر بالوفد ان الوزيرة ضغطت بقوة في صياغة الفقرات المتعلقة بليبيا التي صدرت بالبيان الختامي للقمة وابطلت محاولات دولتين سعيتا لصدور الفقرات بشكل آخر ، ولكن بفضل الجهود التي قامت بها جاء القرار متوافقا مع رؤية الحكومة حيث اكد الإعلان على ضرورة حل الأزمة الليبية في الإطار الليبي، ودعم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية كحل للخروج من الازمة.
وجدد البيان دعم جهود البعثة الأممية في ليبيا، والتأكيد على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة ، ودعم جهود توحيد القوات المسلحة الليبية، وتثبيت وقف إطلاق النار ،
وجاءت هذه الفقرات لتؤكد على استمرار دعم الجامعة العربية لجهود حكومة الوحدة الوطنية من أجل إقرار السلام وعودة الأمن والأمان إلي ليبيا وتجاوز الانقسام .
الان وبعد أن انتهت القمة وعاد القادة إلى بلدانهم.. ما يهمنا هنا الإطار التنفيذي لبدء تنفيذ ما جاء بالبيان ،، وهو تحد كبير يقع على عاتق رئاسة القمة ، وأجزم هنا أن هذا الأمر لن يغيب عن الدبلوماسية السعودية التي ستسعي بقوة لتحقيق إنجازات على أرض الواقع متسلحة برصيد يمكنها من ذلك .
وتبقي جدة غير .