الفنان ميلود العمروني لصحيفة ” ليبيا الإخبارية “
■ حوار : محمد بنور
يعد الفنان المسرحي ميلود محمد العمروني من المسرحيين الذين يفتخر بهم المسرح في ليبيا والذي وضع فيه بصمة ومميزة لأن فنه وروحه المرحة وتواضعه يؤكد كل يوم أنه فنان يهمه أن يقدم ما يفيد عامة الناس لأنه قادر أن يرضي كل عشاق فنه بأسلوب مهذب دون إسفاف ، ولأنه انطلق من بوابته سنة 1973 عبر فرقة المسرح الحديث ببنغازي ، فقدم من خلاله وشارك في عديد الأعمال المسرحية كما ساهم في الكثير من الأعمال لعدة فرق مسرحية أخرى بمدينة بنغازي . رحلته زاخرة بالإنتاج الفني ممثلاً ومعداً ومخرجاً ، شارك في عدة مهرجانات محلية وعربية ، وكان أحد النجوم الذين ساهموا في إحياء فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للفنون المسرحية التي أقيمت على مسارح مدن الجبل الأخضر عندما قدم العرض المسرحي الناجح “جيش احميدة الدولي “وعلى مستوى العروض
المسرحية لم يتوقف العمروني عن العطاء والمساهمة في تقديم عروض من حين إلى أخر خاصةتلك التي يقدمه على خشبات مسارح مدينة بنغازي كل موسم رمضاني ، وأن كان آخرها مسرحية ” يعيش الشياب” التي التقى من خلالها مع الفنان عبدالسيد آدم ككاتب والفنان عبدالباسط الجارد كمعد والفنان ناصر الأوجلي كمخرج .
وبعيداً عن المسرح ، العمروني منذ أيام مشغول في المشاركة في عدد من الأعمال التلفزيونية التي تحدث عنها خلال هذا الحوار ..
■ حوار : محمد بنور
الفنان ميلود العمروني لصحيفة ” ليبيا الإخبارية “
أنا فوق الركح .. إما عبقري أو مجنون
ما حكاية “الشارق تي في ” هل بالإمكان أن نعرفها ؟
”الشارق تي في ” هو عنوان لبرنامج تمثيلي يقدم في إطار البرامج الفكاهية التي تتناول عدد من القضايا الاجتماعية في قالب تمثيلي من خلال المشهدية ، تآليف وتمثيل الفنان عبدالباسط الجارد وإخراج مفتاح بادي ، وفيه تشاركني الفنانة سلوى المقصبي ، حيث من المنتظر أن يكون جاهزاً للعرض خلال شهر رمضان المبارك ، ومن خلاله التقى من جديد مع الجارد وبادي ” وهذا عن ” الشارق تي في ” باختصار ..
وما قصة الأزمة التى كنت تعيشها الفترة الأخيرة ؟
لا أزمة ولا غيرها ، بل هي برنامج تلفزيوني بعنوان “أزمة ” من إخراج الفنان حسن إدريس حسن ، أقوم فيه بتنشيط فقراته في شكل ارتجالي دون إعداد مسبق ، وتتناول فقراته في خمس عشرة حلقة عدد من الأزمات منها الصحية والاجتماعية والرياضية والثقافية ، إلى جانب عدد من الأزمات التي يمر بها ويعيشها المواطن في حياته اليومية ، هذا البرنامج انتهيت من تصويره مؤخراً ، ونحن في انتظار عرضه عبر إحدى القنوات الفضائية .
هل للدراما مكان في أعمالك الجديدة ؟
أكيد ، لا تخلو أعمالي الفنية من الدراما ، وكما تعرف ويعرف عزيزي المشاهد أنني أدخل عليه ضيفاً في بيته كل شهر رمضان من خلال عمل درامي ، وبعد أن دخلت عليه في رمضان الماضي بمسلسل “الراعي ربي ” سأتشرف بالدخول عليه رمضان القادم بعون الله عبر أحداث المسلسل التلفزيوني الجديد ” نقارش” الذي انتهيت هو الآخر من تصوير دوري فيه ، وهو من تأليف الأستاذ فتحي القابسى وإخراج الأستاذ علي القديري الذي أرى أنه قدم الإضافة الجديدة للدراما الليبية من خلال أعماله الأخيرة ، وأنا سعيد جداً أن التقى معه من جديد في هذه الحدوثة التي يشاركني فيها نخبة من نجوم الدراما الليبية ومن عدة مدن ليبية ، ولا يفوتني هنا أن أشير إلى أن أحداث مسلسل ” نقارش” تم تصويرها في عدد من مدن الشرق الليبي .
أكثر أعمالك الجاهزة هي تلفزيونية ، فأين أعمالك المسرحية ؟
في الوقت الذي كنت أجهز فيه عرض مسرحيتي الجديدة ” خراب النواجع ” واجهتني صعوبات من بينها عدم وجود خشبة مناسبة لتقديم العرض بالشكل الذي يتناسب أو يتطلبه العرض ، حيث أن العرض سيقدم في إطار استعراضي غنائي ، ونتمنى أن نجد في القريب مسرحاً يليق بتقديم عرضنا ” خراب النواجع ” في الفترة القادمة ، لأننا كأسرة المسرحية جاهزون للعرض ، فقط ربما نتأخر قليلاً لانشغال بعض الممثلين في إنجاز أعمال فنية تلفزيونية .
ماهي الأدوار التي تحب أن تتعامل فيها ؟
هي تلك الأدوار التى تضيف الجديد لتجربتي ولرصيدي الفني والتي يمكنني أن أؤديها ولو بصعوبة .
هل تهمك مساحة الدور ؟
باختصار وبإيجاز لا تهمني مساحة الدور ، بقدر ما يهمني ما أريد أن أقول للمشاهد والمتلقي .
هل الممثل الناجح قادر على تمثيل أي شخصية وأي نمط ؟
الممثل الناجح من وجهة نظري ليس ذلك الممثل الذي يؤدي دوره بإتقان ، بل ذلك الممثل الذي يستطيع أن يستمر من أجل إيصال رسالة الفن النبيلة للأجيال القادمة ، أما مسألة إيجادته لأية شخصية فتحتكم فيها إمكانيات صحية ونفسية وثقافية واستعداد فني ..
ماذا تقول عن المسرح عندما تعتلي خشبته؟
عندما أعتلى الركح المسرحي يجب أن يفهمني الجميع ، فإذا فهمني الجميع فأنا عبقري ، وإذا لم يفهمني الجميع فأنا مجنون ، وهنا الفارق صغير بين الفن والجنون ، أتمنى أن أكون قد وفقت فيما أجبت عنه ..
ماهي العلاقة بين المسرح والجمهور ؟
علاقة تواصل ، علاقة إرسال واستقبال ، علاقة فعل ورد فعل علاقة أخذ وعطاء ، وهذا ما أستطيع قوله عن علاقة المسرح والجمهور .
إلى جانب كونك ممثلاً ومعداً ، خضت أكثر من تجربة في الإخراج المسرحي حدثنا عن ذلك ؟
هذا صحيح ، حيث خضت عدة تجارب إخراجية كان من بينها في المرة الأولى عندما أخرجت مسرحية مدرسية سنة 1984 ، أذيعت في سهرة تلفزيونية ، كما أننى قمت بوضع تعريفاً للضحك وذلك من خلال كتابي “الضحك للضحك” والذي صدر سنة 2004 ، حينها قلت نحن نضحك لأننا نفهم ، ولكن ليس كل الفهم يؤدي إلى الضحك وهناك بعض الفهم يجعلنا نضحك .
في سنوات ماضية كونت مع الفنان عبدالنبي المغربي ثنائياً فمن كان وراء فكرته ؟
فكرته جاءت من خلال إعجاب المخرج خميس أمبارك بالفنان عبدالنبي المغربي ، حيث صرنا ثنائياً في الأعمال المسرحية التي يكون فيها خميس أمبارك مؤلفاً ومخرجاً ، والحمد لله نجحنا في ذلك .
مشاركتك في المهرجانات المسرحية ، هل تنتظر منها الفوز بالجوائز ؟
المشاركة هي شرف لي بغض النظر عن الجوائز ، فالفوز الحقيقي هو استمرار المسرح في بلادنا ، وأنا سعيد عندما تم تكريمي صحبة نخبة من الفنانين العرب من قبل الجمعية المصرية لهواة الفن في مهرجانها السابع الذي أقيم في شهر مارس 2006 عندها فقط أحسست بنشوة النجاح
يقال أن اللهجة المحلية ، ربما تقف عائقاً أمام انتشار العمل الفني المحلي .
في اعتقادي أن اللهجة ليست عائقاً ، فالعالمية تبدأ من المحلية كما يقولون ، ولكن الموضوع هو الذي يفرض علينا ، حيث أن اللهجة المحلية في المواضيع الاجتماعية لا يمكننا معالجتها بالفصحى ، لأن اللهجة أقصر طريقاً للوصول إلى قلب المتلقي ، بينما الفصحى أقصر طريق للوصول إلي الأشقاء العرب من أجل التواصل والاحتكاك في المهرجانات والمحافل المختلفة
ما هو الأصعب في نظرك العمل المسرحي أم العمل التلفزيوني ؟
العمل الفني عموماً صعب ، سواء أكان مسرحياً أم إذاعياً أم تلفزيونياً ، ولكل عمل من هذه الأعمال خصوصيته ومتعته وصعوبته، ولكن سرعان ما تختفي هذه الصعاب بمجرد سماع كلمة شكر وثناء فهي الزاد الحقيقى لكل عمل .