خمسون عامــــاً على تأسيس التلفزيون الليبي .. ونسعى للأفضل
علي جبريل مدير قناة ليبيا الوطنية :
علي جبريل مدير قناة ليبيا الوطنية :
خمسون عامــــاً على تأسيس التلفزيون الليبي .. ونسعى للأفضل
■ ألتقته : سالمة المدني ■ وصوره : أشرف الخويلدي
في عيدها الخمسين تعاني قناة ليبيا الوطنية من تردي أوضاعها المالية والتقنية وتكدّس كادرها الوظيفي وضآلة قيمة الميزانية التي بالكاد سدّدت ديون الإنتاج لوزارة الثقافة حيث رصدت (800) ألف دينار لعام 2018 (مبلغ لا يكفي لإنتاج منوعة ومسلسل درامي ).
حول القناة ومشاكل تضطرها لوقف البث وعدم سداد اشتراكها للقمر نايل سات وجدولة برامجها وخططها المستقبلية وحجم المنجز كان لنا هذا اللقاء مع مدير القناة السّيد/ علي جبريل :
بادرته بسؤال هل أتت بك المحصاصة كونك من الجنوب لتولي مهام قناة ليبيا الوطنية أم الوساطة أو الكفاءة ؟
ـ أجابني على مهل أنا ابن المهنة ولم أقفز من خارج القطاع و اشتغلت في التلفاز لسنوات طويلة حيث عملت أمين فرع هيئة إذاعات الجنوب ومدير الإذاعات الموجهة المحلية وأمين الإعلام والثقافة ببلدية سبها كما اشتغلت مدير ومؤسس قناة الشبابية وقناة الليبية ومؤسس قناة 9.9 الأفريقية.
انتشر خبر اضطرار القناة للإعلان عن إيقاف بثها لعدم تسديد رسوم الاشتراك للقمر نايل سات .. ماذا حدث ؟
.. قناة ليبيا الوطنية قناة كل الليببين تعمل على (7) أقمار صناعية ويصل بثها دول العالم وأكثر من كل القنوات الليبية الخاصة الآن ؛ لانتشارهم المحدود ، هذه القناة رغم عراقتها (تأسست سنة 24 ديسمبر 1968) ويفترض أن نحتفل بنصف قرن على انطلاقها لكنها تعاني من عدم تسديد اشتراكها للقمر نايل سات وقد خاطبنا المجلس منذ أكثر من “3” أشهر بخصوص تسديد الديون ولكن الإدارة أتعبتنا بين الرئاسي ووزارة المالية ، وبينما نحن نتحدث مع السيد علي جبريل رن هاتفه فاستأذن للرد وبعد المكالمة استبشر وجهه قائلاً ( قدومكم خير ) فقد أبلغوني الآن بتسديد جزء من مبلغ الاشتراك والآن تم الإفراج عن الديون وترتيب عملية جدولة السداد وأردف قائلاً : العمل التلفزيوني يعتمد على العنصر البشري والعنصر البشري الكفؤ تقنياً والمال والإمكانات المتطورة التي تواكب آخر ما توصلت إليه التقنية في مجالات التصوير والاتصالات الحديثة.
بالنسبة للميزانية تم صرف مبلغ “800” ألف دينار لسنة 2018 وهو مبلغ بسيط بالكاد سددنا به ديون الأعمال المنتجة أما هذه السنة فلو تم صرف المبلغ المخصص للقناة ستحل بإذن الله كل مشاكلنا .
( استوديوهات قديمة وتقنيات بائدة )
بالنسبة للاستوديوهات والإمكانات الفنية فهي ” متخلفة ” إلى حد كبير من ناحية نظام التشغيل ولا تفي بالغرض لكون القناة تبث لكل مناطق ليبيا والعالم بما في ذلك البث المسموع.
ماذا عن عمل فروع القناة الأخرى ؟
ـ هذه الفروع مستمرة في العمل الآن فرع سبها مثلاً يقدم برنامج ” منبر الوطنية ” فرع سرت يعمل على برنامج ( صباح ليبيا ) وكذلك فرع بنغازي يقدم أعمالاً درامية ولأن من مسؤولية الإعلام والتلفازتحديداً إعادة إيقاع الحياة إلى رونقها وجمالها وتوظيف خطابها الوطني لجمع شمل الناس والمصالحة وبث روح المحبة والانتماء للوطن ونبذ العنف والتفرقة .
قناة ليبيا الوطنية كيف تواكب نشر الأخبار عبر مواجيزها ونشراتها في ظل هذا التخبط والتجاوزات والاصطفافات ؟
.. الوطن أولاً وأخيراً وأخباره ، نشاطاته في كل ربوعه نحن ملتزمون ببث هذه الأخبار والمتابعات أما عن الدولة فنحن ملزمون بتغطية ومتابعة كل ما أقره الاتفاق السياسي ( مجلس النواب ، المجلس الرئاسي مجلس الدولة )
القانون يعزز حرية التعبير
الإعلام الحكومي إعلام تقليدي هامش الحرية والنقد فيه ليس بمستوى الإعلام الخاص ولا أتحدث هنا عن حرية التعبير لأنها مسؤولية القانون الذي يعزز هذه الحرية ، وينحصر
دور الإعلام في تقديم ونشر وبث المعلومة الصحيحة للمستقبل ( المشاهد ) ، معلومة صادقة وصحيحة وتقدم خدمات صحية واجتماعية وثقافية وترفهية وتوعوية ورقابية للمحاربة الفساد أليست الصحافة السلطة الرابعة ؟
لمحاربة الفساد هناك الصحافة الاستقصائية والتي بدأت تعلن عن نفسها من خلال بعض المنظمات الإعلامية لخلق صحافة استقصائية تحارب الفساد بطرق إعلامية حديثة مثل المؤسسة الليبية للصحافة الاستقصائية .
التطوير والتدريب للعناصر البشرية وتحديث ترقية أدوات العمل التلفزيوني ماذا اتخذتم بشأنه؟
بعد تفعيل عضوية ليبيا في اتحاد الإذاعات العربية بعودتنا لاتحاد الإذاعات العربية بعد تسديد الاشتراكات المتراكمة هي الأخرى تمكنا من الاستفادة من برنامج التدريب الذي يقيمه الاتحاد وحتى الآن تم إيفاد ( 8 ) عاملين بالقناة لتدريبهم وسنشارك في كل دورات التدريب القادمة وتواصلنا أيضًا مع مركز دمشق للتدريب الإذاعي.
. بالنسبة للاستوديوهات (المتخلفة جداً ) سنعمل الآن على تشغيل أستوديو تم استيراده سنة 2014 وهو يعمل على نظام ” إتش ـ جي” هذا المصدر يشغل خمس قنوات وسيكون نقلة في الإعلام العام كذلك في برنامج التطوير والتدريب ستقام ورشة عمل حول الإرتقاء بالإنتاج الإعلامي .
ماذا اتخذتم من قرارات لتشجيع وتحفيز العمل بالقناة؟
ـ إعادة النظر في مرتبات العاملين بالقناة وإعادة النظر في لائحة الإنتاج الإذاعي وأصدرنا قرارَا باستئناف صدور مجلة الإذاعة العريقة التي تأسست سنة 1961 .
أيضًا في الذكرى الخمسين للتلفزيون الليبي ستشارك القناة بجناح خاص يعرض تاريخ التلفزيون خلال برنامج خاص وعرض للآلات القديمة ومسيرة وتاريخ العمل .
أيضاً جاري العمل على تأسيس مركز ليبيا الإخباري الذي خصصت له المساحة المناسبة وشرعنا العمل حيث سيتعاون فيه والاستفادة منه لكل الصحفيين والإعلاميين للحصول على المعلومة الصحيحة.
أخيراً سنعمل على الاهتمام بالمواهب في مجال الفنون من خلال برنامج ” ستار ليبيا ” واستئناف مهرجان الأغنية الليبية المتوقف منذ سنوات.
في ظل التدفق الإعلامي الكبير والقنوات الخاصة التي تدفع مرتبات مجزية للعاملين والمراسلين كيف تكسبون مشاهديكم ؟
ـ القنوات الخاصة صحيح أنها ممولة بميزانيات ضخمة وبإمكانها كسب وجلب الكفاءات من خلال المرتبات العالية (بالدولار) لكننا لسنا ضد هذه القنوات فهذه الفضاءات مفتوحة تخلق روح المنافسة والبحث عن السبق والخدمات التي تقدم للمشاهد .
القنوات الخاصة يجب أن تكون جزء من حل المشكلة أو الأزمة التي تعاني منها البلد وليس المساهمة في بث الأخبار غير الصحيحة والتي ترفع وتيرة الخوف لدى الناس كأن تبث خبرًا عن اشتباكات في غريان مثلًا يترتب عليه توقف الحياة الطبيعية من وإلى المدينة لنكتشف أن الأمر لا يعدو كونه مشاجرة بين شخصين. نحن نراهن على تدريب وتطوير العنصر البشري وكذلك تحديث أدوات العمل من ” استديوهات وسيارات بث خارجي ” وكاميرات تصوير حديثة حينها سنقدم الخبر صحيحاً ومن مصدره 100% ونكون قادرين على تغطية كل الأنشطة في كل المجالات في عموم ليبيا من السلوم حتى رأس أجدير.
نحن نراهن على ذلك لما تحظى به قناة ليبيا الوطنية من مساحة انتشار وبث فضائي شاسع ليس متاحاً للقنوات الخاصة محدودة الانتشار.
لاحظت تواجد العنصر النسائي في القناة فما مدى فاعليته وهل يلقى حقه من التدريب أسوة بالزملاء الشباب ؟
لو دخلت الأستوديو ستجد أن المخرج والمصور والمقدم وفني الصوت والمعد كلهم عناصر نسائية وهذا ليس جديد بل لأن القناة احتوت هذه الفئة وهي فرضت نفسها بإصرارها ومواظبتها وتمكنها من العمل وحبها له.
بالنسبة لحصة العاملات في التدريب فهي مناصفة فقد أوفدنا ” 2 ” منهن أسوة بزملائهم إلى تونس في دورة تدريبية يقيمها اتحاد الإذاعات العربية .