مهرجان ليالي المدينة : الترفيه ينعش الحياة في طرابلس الليبية
الشطرنج وعروض الطيران الشراعي يُضافان إلى الفعاليات الفنية
حول «قوس ماركوس أوريليوس» في وسط العاصمة الليبية طرابلس، اتخذت الفرقة الموسيقية مواقعها، في أولى أمسيات مهرجان الصيف 2023 «ليالي المدينة»، وسط توافد جماهيري من سكان المناطق المجاورة للاستمتاع بالأجواء والنسمات الصيفية.
وكان رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» عبد الحميد الدبيبة، افتتح المهرجان، مساء أمس (الخميس)، وجال في محيط «السرايا الحمراء» وداخل الأزقة القديمة، وصولاً إلى «قوس ماركوس» الذي خضع لعملية ترميم واسعة لاستعادة رونقه القديم، معْلَماً تاريخياً مهماً.
من جهتها، أكّدت «منظمة مدينة طرابلس القديمة للتنمية»، أنّ المهرجان الذي يستمر لشهر، شهد حضوراً جماهيراً كبيراً في ساعاته الأولى، مشيرة إلى أنّ فعالياته متنوّعة ما بين استعراضية وثقافية وترفيهية متنوعة، ضمن فضاءات المدينة القديمة وساحاتها.
وتضمّ الفعاليات، أيضاً، عروضاً مسرحية وسينمائية؛ إلى الاستمتاع بالقوارب الشراعية ومسابقات الشطرنج، بجانب مشاهدة عروض الطيران الشراعي.
وفي دعايتها التسويقية للمهرجان، وصفت المنظمة عروض الطيران بأنها «متعة كبيرة للمتفرّجين؛ تعكس مهارات عالية من الطيّارين»؛ داعية إلى الاستمتاع بالمشاهدة.
وبعدما انتهى الدبيبة من افتتاح المهرجان والتجوّل في مناطق شملها التطوير، قال: «ما تشهده المعالم التاريخية اليوم من اهتمام، يؤكد فخر الانتماء للوطن»، داعياً المواطنين من مختلف المناطق إلى المشاركة في الفعاليات.
ورأى أنّ المدينة القديمة «تُعدّ الأساس الذي تطوّرت من خلاله طرابلس، منذ أن أسّسها الفينيقيون وحتى أواسط القرن التاسع عشر، فترة انتشار العمران خارج أسوارها القديمة».
هناك، في وسط حي «باب البحر» بشمال المدينة القديمة؛ وعلى بُعد خطوات من «جامع قرجي» القديم، يطلّ «قوس ماركوس»؛ الشاهد التاريخي الذي يعود إلى القرن الثاني الميلادي. تقول الروايات إنه شُيّد لتخليد ذكرى الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس.
هذا القوس رغم أهميته لكونه أقدم معْلَم تاريخي؛ أضحى معْلَماً معاصراً يحظى باهتمام متزايد من سكان المدينة وزائريها، كما الحال مع غيره من الشواهد المهمّة القريبة منه، لتصبح ساحته مقصداً للنشاطات والفعاليات.
علّق الدبيبة: «إيماناً منا بمحورية المدينة القديمة، ودورها في طريق النهوض والبناء، التي نسابق الزمن لوضع قواعدها وأسسها، بعد سنوات طويلة من الإهمال المتعمّد؛ انطلقت أعمال الصيانة الخاصة بشاهد قوس ماركوس».
وكان لباقي المناطق المحيطة بالقوس نصيب من التطوير، من بينها شارع سيدي يعقوب، وفندق بنت السيد، ومبنى مقهى أندلسية، وحديقة القنصلية الفرنسية، وما يجاورها من واجهات ومحال.
وسبق أن شهد «قوس ماركوس أوريليوس» أعمال صيانة وترميماً، بداية من العمل الأهم للمؤرّخ وعالم الآثار الإيطالي سلفاتوري أوريجيما، بين عامي 1912 و1918، حيث شمل المشروع آنذاك أعمال ترميم وتنقيب وتوسعة للمنطقة. ثم أعقبت هذا العمل توسعة ثانية من إنجاز المعماري الإيطالي دي فاوستو، بتوسّط القوس للساحة بشكلها الحالي وواجهات جديدة.