كتاب الرائ

ناس وناس !

عصام فطيس

بإختصار

لم يكفهم تأجيل إجتماعهم بينما الناس تموت ، فأجتمعوا ولا هم لهم الا التفكير في استغلال الكارثة لابعد حد ، هل هؤلاء بشر ؟ لا والله ليسوا ببشر بل ضباع ، وحاشا الضباع منهم .
مامعني أن يصدر (مجلس النواب )قرارا بتشكيل لجنة لادارة الاموال المخصصة للاعمار برئاسة عقيلة الطالح ، بينما جهود البحث عن الناجين ورفع الجثامين والانقاض لازالت متواصلة ، هل نزل هو والجائعين امثاله للمدن المنكوبة وقدموا ايد المساعدة للمكلومين والمصابين ؟ هل سعوا للتخفيف عنهم وتضميد جراحهم ، هل شكلوا خلية لادارة الازمة ؟ أم أنهم لا يجتمعون الا عند إقتسام الغنيمة .
هل هذه هي القرارات التي كان ينتظرها الليبيون بعد الفاجعة التى حلت بأهلهم وإخوانهم ؟

لعل من ايجابيات هذه الفاجعة الكبيرة ، أنها أعادت جل الليبيين لصوابهم وجعلتهم يدركون أن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم ، وأن الذين سعوا الذين إتخذوهم أولياء لم ولن ينفعوهم ، المطلوب الان إغتنام هذه الفاجعة والبناء عليها للخروج من هذا النفق الذي نقبع فيه منذ عشر سنوات ، اذا لم ننجح في ذلك فعلينا السلام .

هوامش ..

نقف بقوة مع دعوة رجل الاعمال الليبي اسماعيل شتيوي لرد المليون باوند الذي تفضلت به حكومة صاحب الجلالة تشارلز السادس ، والمليون الاخري الاي تفضلت بها الولايات المتحدة ..فنحن لسنا بمتسولين .

التحية لكل اولئك البسطاء الذين تنادوا من مل حدب وصوب من جميع انحاء الوطن لنجدة اخوانهم في الوطن الجريح .

دون الدخول في مزايدات رخيصة ، الدول التي تنادت وقدمت المساعدة في هذه الفاجعة لابد ان تذكر وتشكر .. مصر .. الجزائر .. تونس .. تركيا .. الامارات .. قطر .. اسبانيا .. ايطاليا … الكويت … الاردن … فلسطين ..

الشكر موصول للزملاء والاصدقاء في وزارة الخارجية الذين بذلوا جهودا وذللوا الصعاب وسهلوا وصول فرق الانقاذ والمساعدات الى ليبيا .

البطل في هذه المحنة اولئك البسطاء الذين شعروا بعمق هذه المأساة وتبرعوا لاخواهم ولاخواتهم بكل مايملكون ايمانا منهم بأن الجرح واحد .

ليبيا ستبقي واحدة بإذن الله واحدة موحدة ما دام هؤلاء هم ابناءه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى