كتاب الرائ

بين الرايس زريق والرئاسي !

عصام فطيس

بين الرايس زريق والرئاسي !

عصام فطيس

لم يضع  الرايس زريق وأفراد البحرية الليبية في حسبانهم أبان  العهد القره ماللي عندما اسروا البارجة  الأمريكية فيلادلفيا أمام سواحل طرابلس في العام 1801 أن يأتي يوم احد من المفترض أنه ينتمي إلى هذه الأرض وسيشعر في العام 2019 م بالحرج من هذا العمل الذي سجله التاريخ بأحرف من نور ونار ويلجأ الى حجب لوحة فنية وثقت هذا العمل الكبير  ، الذي يظل علامة فارقة في تاريخ ليبيا بحجة عدم إحراج الوفد الأمريكي الذي جاء للاجتماع برئيس المجلس الرئاسي ، منذ متي كانت الأمم تشعر بالحرج من تاريخها ، نحن لم نذهب إلى شواطئ الولايات المتحدة لنحتلها بل هم الذين قدموا في استعراض للقوة ولقنوا درسا قاسيا بأسر فخر البحرية الأمريكية البارجة فيلادلفيا وأسر 301 جندي كانوا على متنها .

هل يعلم الخبير البروتوكولي  المسئول عن هذه الزلة الكبيرة ان نشيد البحرية الأمريكية يبدا بهذا المطلع ( من قاعات مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس نحن نحارب معارك بلادنا في الجو و الأرض و البحر ).

هل كان الأمريكان سيقومون بحذف هذا المطلع من نشيدهم مراعاة لمشاعر الليبيين ؟ الإجابة بالتأكيد لا وألف لا ، ولكن خبرائنا كانوا ملكيين أكثر من الملك ، أنا واثق تمام الثقة أن هذا العمل هو اجتهاد لأحد المجتهدين ( ولا أريد أن اكتبها بلهجة محلية ) .

لن أقف عند حادثة حجب اللوحة التي ورغم رمزيتها إلا أنها تعني الكثير لمن يفهم ويستوعب تأثيرها على الرأي العام ، وأتعداها إلى الاستعراض الفج للطيران الأمريكي في أجواء طرابلس و المكلف بحراسة موكب السفير الأمريكي وقائد قوات الافريكوم ، وكلنا يعلم انه كان بإمكان الأمريكان حماية موكبهم بطرق أخري وعن بعد ، ولكنها فرصة و رسائل مرسلة قرب شواطئ قاعدة معيتيقة التي يشعرون بالحنين إليها .

عندما نستحضر تاريخنا نشعر بالعزة والفخار لما كان عليه الآباء والأجداد الذين سطروا اروع الملاحم في مواجهة كل قوى غازية ومستعمرة حاولت فرض سيطرتها بالقوة حتي  وان لم ننتصر  الا ان روح المقاومة لم تمت .

اليوم وبعد ما وصلنا إليه لابد أن نوجه رسالة هي رسالة  (للمجتهدين) تاريخ ليبيا ليس ملك لكم ولستم  بأوصياء  عليه ، نمر بظروف وأوضاع حرجة وفوضي نعم ولكن هذا لا يعني ان نواصل التفريط ونقبل بما لا يقبل ، ولا تتشبتوا بقشة أنها لوحة وطائرات حلقت وعادت من حيث أتت ، في مجالسكم المغلقة قولوا ما تريدون لهم ، ولكن اتركوا لنا  في العلن ما نتكيء عليه ، وإذا كانت فيلادلفيا قد أسرها الرايس زريق وجنوده في العام 1801 م لن نطلب منكم ان تكونوا مثله ولكن على الأقل الا تشعروا في العام 2019 بالحرج مراعاة لمشاعر اليانكي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button