طابت اوقاتكم ..
.. ويأكل بعضنا بعضا عيانا !!
علي شعيب
هذا عجز بيت من قصيدة طويلة ينسبها البعض للإمام الشافعي* ويثور الجدل حول من هو قائلها بالضبط . وهي تعيب من يهجون الزمان، في الوقت الذي ليس في الزمان عيب وإنما العيب في الناس وما يقترفونه من أفعال ، وآثام .
ويقول البيت :
وليس الذئب يأكل لحم بعض .. ويأكل بعضنا بعضا عيانا !!
وبداية القصيدة هي :
نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب .. ولو نطق الزمان بنا هجانا
فهل ثمة من يختلف معي أن ما ورد في هذه القصيدة التي جادت بها قريحة الشاعر الإمام الشافعي ينطبق على ما نحن فيه اليوم بليبيا التي يقتل فيها الليبي الليبي، وتدمر المدن الليبية بالراجمات والقذائف التي يطلقها الليبي ؟!!
وفي جميع الأحوال سواء صح ما جاء في بعض المراجع نسبها إلى الإمام الشافعي،كما هو الأمر في الكتاب المسمى ديوان الشافعي، وما جاء في “عيون الأخبار” لابن قتيبة، أو ما ورد في ” معجم الأدباء ” لياقوت الحموي أن البيتين مع بيتين آخرين هما لابن لنكك البصري فانهما يتماهيان مع نص الآية 42 من سورة الروم : (ظهرلفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا )
ان ما يقوم به معظمنا، لم يكن ليخطر على البال .. وربما يصدق عليه تندّر بعض الساخرين الذي قال : (حتى إبليس غادر هذه البلاد ولم يستطع البقاء فيها لأن شياطينها من الأنس لم يتركوا له فرصة) !!
وزاد مآسينا تعقّدا ارتماء البعض في أحضان الأجنبي وتقاضي المكافآت منه نظير تدمير مدننا وقرانا وتقتيل بعضنا البعض !!
- ديوان الشافعي